دعا رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس بعنابة، مترشحي الحزب في الانتخابات المحلية، إلى ابتعاد المنتخبين الفائزين بأصوات الشعب عن «المناورات والخداع و الوعود الكاذبة»، والتعهد بأشياء منطقية قابلة للتجسيد، قائلا «المواطن مل من الممارسات القديمة والخطابات البعيدة عن الواقع، يتوجب على المنتخب العمل بأخلاق عالية».
و ركز بلعيد لدى تنشيطه تجمعا شعبيا بقصر الثقافة والفنون محمد بوضياف، على أهمية تغيير دهنيات المنتخبين، والنزول للمواطن لأنه هو الذي انتخبه، وكذا اهتمام البلدية بالفئات الهشة، وتحرير المبادرة للمجالس المنتخبة، لتكون المحرك الحقيقي للتنمية، وعدم الاعتماد فقط على إعانات الدولة لدفع أجور الموظفين، والسماح للبلديات بالحصول على قروض بنكية لتجسيد مشاريع منتجة، وحتى الدخول في شراكة مع الخواص، حتى لا يبقى تسيير البلديات عبأ على الدولة.
كما اقترح رئيس حزب جبهة المستقبل دعم البلديات الغنية للفقيرة بذات الولاية في إطار التضامن المحلي لتحسين ظروف عيش المواطن، خاصة فيما يتعلق بنظافة المحيط والبيئة والتهيئة الحضرية، واعتبر بلعيد المجلس الولائي بمثابة برلمان بالولاية يناقش برامج ويتابع سير المشاريع إلى جانب تسيير الهيئة التنفيذية، وفي هذا الشأن انتقد ما أسماه بالوصاية التي يفرضها الوالي ورئيس الدائرة بصلاحياتهما على المنتخب ورئيس البلدية، مطالبا القيام بإصلاح جذري ومنح الصلاحيات وقوة المبادرة للمجالس المنتخبة التي تعيش عن قرب واقع المواطن.
واعتبر بلعيد هجرة الشباب عبر قوارب الحرقة، تتحمل جزء كبير منه الطبقة السياسية، التي توجه خطابات اليأس، بالإضافة إلى الفساد التي عرفته البلاد طيلة 20 سنة، أدى، حسبه، إلى هروب الشباب، قائلا « هم لم يجدوا من يسمعهم، والشباب في حاجة الآن لليعيش في سلام وأمان واستقرار، لضمان مستقبلهم». مضيفا بأن البطالة التي تعرفها الجزائر تثير الاستغراب، «في الوقت الذي نستقبل يد عاملة من الخارج ودول الجوار للعمل في قطاعات البناء، الفلاحة والسياحة وغيرها من الأنشطة»، ما يستدعي، مثل ما قال، مراجعة شاملة في التعامل مع القوة البشرية الهائلة التي تزخر بها البلاد خاصة الإطارات وخريجي الجامعات، لخلق الثروة الحقيقية والقيمة المضافة.
وذكر بلعيد بأن الجزائر اليوم في حاجة إلى التآزر، ونبد الفرقة « لنكون أكثر صلابة في مواجهة التحديات الخارجية على حدودنا، فهناك من يريد كسر الشعوب وتقسيمها، عن طريق الحروب غير التقليدية وزرع الفتن، فكل الحدود ملغمة بقوى الشر تحاول ضرب الجزائر، لكن الشعب الجزائري في كل مرة يضرب أفضل الأمثلة في التلاحم والصبر على المحن التي تحاك ضده».
حسين دريدح
