تدخلت مصالح الأمن على مستوى بعض مراكز الانتخاب في ولاية ميلة، لإبعاد مناصري أحزاب حاولوا التأثير على الناخبين، فيما أجمع العديد من المصوتين، على أن إقبالهم على مراكز و مكاتب الاقتراع،، السبت، يحمل دلالة واحدة، هي رغبتهم في التغيير، مؤكدين أن هذا اليوم تاريخي بالنسبة إليهم و أن مشاركتهم في اختيار ممثليهم على مستوى المجالس الشعبية البلدية و المجلس الشعبي الولائي، يجعلهم مسؤولين عن نوعية اختياراتهم إيجابا أو سلبا، ذلك أن رئيس البلدية هو أقرب المسؤولين إليهم و هو العارف بانشغالاتهم و يومياتهم، خاصة سكان مناطق الظل منهم و أن الأمل معقود عليه لتحقيق الأفضل لهم في العهدة القادمة.
و قد كانت النصر حاضرة لحظة انطلاق عملية الانتخاب عند الساعة الثامنة صباحا بمركز العربي برجم في حي 500 مسكن بمدينة ميلة و يمكننا وصف الإقبال بالمحتشم في الصباح و ربما كانت برودة الجو إحدى الأسباب المباشرة التي جعلت الناخبين يفضلون تأخير القيام بعملية التصويت، كما صرح لنا أكثر من مواطن، غير أن نسبة الإقبال أخذت في الارتفاع و التحسن بداية من الساعة العاشرة صباحا بالنسبة للرجال و بعد الزوال بالنسبة للنساء كما هي عادتهن، علما بأن الكثير منهم فضل اصطحاب أبنائه لمكاتب الاقتراع، لغرس الروح الوطنية فيهم، حسب تصريحاتهم للنصر.
و قد بلغت النسبة عند الساعة الثانية زوالا، 14,49 بالمائة بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية و 14,02 بالمائة بالنسبة للمجلس الشعبي الولائي، فيما سعى كل واحد من المرشحين، لدفع مؤيديه و عشيرته للتوجه إلى مكاتب الاقتراع و الإدلاء بأصواتهم بطبيعة الحال لفائدته، كما سجلنا بداية تجمع أنصار المرشحين و القوائم المشاركة أمام مراكز الاقتراع، تحسبا لحضور عملية الفرز ساعة قبل انطلاقها.
مع الإشارة إلى أن تواجد ممثلين للمترشحين و للقوائم الانتخابية في كل مكتب، حيث كانوا يتابعون كل صغيرة و كبيرة و في مقدمتها حساب عدد الأوراق التي ألقى بها أصحابها داخل صندوق الاقتراع.
كما سجلنا تجمعا لبعض المسخرين من قبل المرشحين و مؤيديهم أمام مراكز الاقتراع، قصد محاولة التأثير على الناخبين و الناخبات و توجيه اختياراتهم لأسماء معينة، كانت مشهودة منذ الساعات الأولى لنهار، أمس، و هي الظاهرة التي حاربها رجال الأمن الذين تدخلوا بعدد من المراكز في بلديات الولاية، حسب الأصداء التي التقطناها، لإبعاد هؤلاء و وضع حد لتدخلاتهم و قد كنا من جهتنا حاضرين لحظة تدخل رجال الأمن الوطني عند الزوال، بمركز الانتخاب سعيداني علي في مدينة ميلة، لإبعاد كل من ليس له علاقة بمركز الانتخاب .
و من الملاحظات الطريفة التي سجلناها أثناء سير العملية الانتخابية بميلة، هي أن أحد الشبان (خ.رضا) وجد نفسه مسجلا بمركز العربي بن رجم المخصص للنساء، حيث أدى واجبه الانتخابي بالمكتب رقم 6 للنساء، كما كشف لنا رئيس مركز بلوصيف علي بعزاية في بلدية عين التين، أنه استعمل الجرس المدرسي اليدوي للاعلان عن بداية الانتخاب و سيستعمله للإعلان عن نهاية فترة الانتخاب.
أما بخصوص البروتوكول الصحي المتبع بمراكز الانتخاب، فرغم تجهيز هذه الأخيرة بكل ما يلزم بداية من إشارات تنظيم الحركة بداخل المراكز، إلى توفرها على كميات كبيرة من المعقم و الكمامات التي يجدها الناخب عند مدخل كل مكتب اقتراع، إلا أننا لاحظنا نوعا من التراخي من قبل الناخبين و حتى بعض المسخرين لتأطير العملية في أخذ الاحتياط المطلوب، من خلال عدم استعمالهم للكمامات و عن الإطعام، فقد فضلت الجهات المسؤولة عنه، تزويد المسخرين للعملية بوجبات باردة، تخوفا من حدوث تسممات بالوجبات الساخنة و ذلك حسب ما وقفنا عليه.
إبراهيم شليغم