أبرمت مؤخرا اتفاقية تعاون وشراكة، لتركيب الجرارات و تصنيع المعدات الفلاحية بين المجمع الجهوي الفلاحي بالطارف و مجموعة الجرارات الإيطالية من علامة “لنديني”، و هو مشروع يهدف لدعم حاجيات السوق الوطنية وخوض غمار التصدير.
وذكرت مصالح ولاية الطارف، عن تفقد الوالي حرفوش بن عرعار مصنع تركيب وصناعة الجرارات ببلدية شبيطة مختار نهاية الأسبوع تم خلالها الوقوف على بعض العراقيل التي تعيق الانطلاق في تجسيد المشروع والمتعلقة أساسا بالحصول على الاعتماد وتسريح القروض البنكية، وقد وعد الوالي، بالتكفل ببعض العوائق لتسريع الانطلاق في المشروع في القريب العاجل موازاة وقرب إفراج الوصاية على دفتر شروط تركيب وتصنيع المركبات.
و أشارت مصالح الولاية، أن اتفاقية الشراكة مع الجانب الإيطالي لإقامة مصنع تركيب الجرارات تعد نتاج عدة سنوات من المفاوضات، وهذا بعد أن تم الشروع في تسويق أزيد من ألف جرار من العلامة الإيطالية “لنديني “ من قبل المجمع الجهوي الفلاحي الكائن بولاية الطارف بموافقة من الوزارة الوصية، قبل الانتقال لمرحلة التصنيع النهائي مستقبلا في الجزائر، حيث سينتج المصنع الذي سيقام ببلدية شبيطة مختار 5 ألاف جرار سنويا، مع استحداث أكثر من 200 منصب عمل في مرحلة أولى، أين سيشرع في تركيب وتسويق الجرارات الفلاحية فور رفع العراقيل على المشروع وتسريح الرخص، و تراهن السلطات المحلية على جعل الولاية قطبا متخصصا في صناعة المعدات الفلاحية للنهوض بالقطاع وتشجيع الاستثمار المنتج للثروة ولمناصب الشغل.
و أوضح رجل الأعمال والرئيس المدير العام للمجمع الجهوي الفلاحي بالطارف، خير الدين عثامنية ، أن مصنع تركيب الجرارات الفلاحية من علامة “لنديني ألجيري” يعد الأول من نوعه في الجزائر و سينجز بالشراكة مع إيطاليين وتقدر تكلفته المالية بثلاثة ملايير دينار، أين يتوقع حسبه تغطية 80 بالمائة في مرحلة والى من عملية تسويق الجرارات، على ان تتم تغطية كل حاجيات السوق الوطنية و الاتجاه للتصدير.
و أوضح المتحدث أن المصنع سيقوم بعملية تركيب الجرارات النفعية الفلاحية من علامة لنديني الإيطالية وهي “من أجود 5 علامات عالمية معروفة بجودتها ونوعيتها”، على أن يشرع خلال الثلاث سنوات القادمة في عملية التصنيع النهائي للجرارات من العلامة المذكورة محليا بولاية الطارف، بما فيها توفير قطع الغيار التي سيتم تصنيعها محليا بعد تكوين اليد العاملة المختصة وذلك بإبرام عدة اتفاقيات مع كبرى المدارس والمعاهد، على غرار المدرسة العليا للتسيير و المدرسة العليا للمناجم لتكوين العمال والتقنيين والمهندسين، وهذا بعد أن تم مؤخرا إنشاء مدرسة بالمصنع لتأهيل و تكوين العمال وسد حاجيات المستثمرين الآخرين.
وأضاف المصدر أن نسبة إنجاز المصنع بلغت 100 بالمائة بتركيب كل الماكنات والمعدات التي أشرف عليها خبراء وتقنيون من كوريا وإيطاليا مع إجراء التجارب تحسبا للدخول في مرحلة الإنتاج قريبا، على أن يتم إطلاق أول جرار فلاحي من علامة لنديني العالمية في الأسواق الوطنية فور تسلم اعتماد التركيب والتصنيع من الوصاية.
و تحسبا لهذا الموعد تم عقد اتصالات على مستوى الوطن لفتح نقاط لبيع الجرارات المبرمج تركيبها وتصنيعها محليا، في حين توقع المدير العام للمجمع الفلاحي، أن تبلغ نسبة الإدماج في تركيب الجرارات الإيطالية 40 بالمائة حسب ما تم الاتفاق عليه، على أن تبلغ نسبة تصنيع قطع الغيار في بداية الإنتاج 10 بالمائة لترتفع إلى 40 بالمائة، بتصنيع ألف وحدة من أصل 8 آلاف وحدة، فيما تفوق الطاقة الانتاجية للمصنع 5 آلاف جرار سنويا بأصنافه بقوة 35حصان إلى 330حصان، حيث سيتم خلال السنة الأولى تركيب 1500 جرار، لترتفع في مرحلة ثانية إلى 2500 جرار، وتبلغ في مرحلة أخيرة أكثر من 5 آلاف جرار، مع الرفع في قدرات الإنتاج حسب الطلب، بما فيها خوض غمار التصدير لدعم الخزينة العمومية خارج المحروقات.
وأعلن رجل الأعمال عثامنية خير الدين عن توسيع استثماراته من خلال اقتحام ميدان صناعة المعدات الفلاحية التي كانت تجلب من الخارج بالعملة الصعبة، خاصة كل ما يتعلق بالمكننة الفلاحية، على غرار شعب الطماطم الصناعية، و كذا الحبوب و الذرة ، حيث باستطاعة هذه المعدات القيام بعدة عمليات في نفس الوقت من خلال تهيئة التربة والحرث والغرس و الجني على مساحة 30 هكتار في اليوم الواحد، وهو ما سيسمح، وفق المتحدث، بربح الوقت و الزيادة في المنتوج الفلاحي الوطني من ناحية النوعية والمردودية و من ثمة تجاوز مشكلة نقص العمالة التي يشتكى منها الفلاحون.
علاوة على ذلك قرر المجمع الفلاحي إطلاق عدد من المشاريع الإستثمارية الكبرى، على غرار إنجاز مركب للصناعات التحويلية بطاقة إنتاج 2000 طن، و تقدر التكلفة المالية لهذا المشروع 2.5 مليار دينار و سيوفر 250 منصب شغل، إضافة إلى إنجاز وحدة لتعليب المنتجات الفلاحية بطاقة 10 آلاف طن يوميا و التي ستوفر 131 منصب شغل، وكذا إنجاز مركب لتخزين الحبوب والمشاتل وغرف للتبريد ستوفر 150 منصب شغل، وغيرها من المشاريع الأخرى، وهذا بعد أن قام المجمع بفتح مدرسة مختصة في التكوين الفلاحي من شأنها تدعيم القطاع باليد العاملة المؤهلة والتكفل باحتياجات الاستثمارات المبرمجة.
نوري.ح