حذّر البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي ومدير مستشفى تيبازة من تداول وصفات طبية موحدة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وقال إن هذه الوصفات تم تداولها مع ارتفاع حالات الإصابة مع المتحور الجديد أوميكرون وتشابه الأعراض لدى المصابين، مشيرا إلى أنها تتضمن مضادات حيوية ومواد مضادة للتخثير تمنح في بعض الحالات لمرضى دون إجراء تحاليل الكشف عن الإصابة بكورونا، وبدون القيام بفحوصات طبية، وقال بأن هذه الأدوية تشكل خطرا على متعاطيها، خاصة المضادات الحيوية، مضيفا بأن كل مصاب يحتاج إلى فحوصات طبية، ويمنح الأدوية وفق حالته من طرف طيب مختص، وليس من طرف أي شخص آخر.
وتحدث الدكتور بوعمرة في تصريح للنصر، أمس، عن منح مصابين بفيروس كورونا مضادات حيوية قوية، قد تكون لها آثارا ثانوية على المريض، وتصبح المناعة لا تقاوم هذه المضادات ويحتاج مستقبلا إلى مضادات أقوى منها، داعيا إلى ضرورة خضوع كل مصاب لفحص طبي، ومنح الأدوية والمضادات الحيوية يكون حسب حالته الصحية، وليس بوصفات طبية موحدة.
من جهة أخرى أوضح أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي بأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية كان متوقعا مع المتحور الجديد أوميكرون المعروف بانتشاره القوي، مشيرا إلى عدة دول كانت قد سبقت الجزائر وحققت أرقاما قياسية في حالات الإصابة بهذا المتحور، و وصلت بأمريكا إلى مليون حالة يوميا، وتجاوزت 300 ألف حالة يوميا ببعض الدول الأوربية، ولهذا نفس الشيء كان منتظرا بالجزائر مع الموجة الرابعة وارتفاع حالات الإصابة بشكل قياسي مع المتحور أوميكرون.
في حين يقول البروفيسور بأن المستشفيات والمصالح الاستشفائية ومصالح الإنعاش لم تشهد ضغطا، مثلما عاشته هذه المصالح مع المتحور دلتا في الموجة الثالثة، ويعود ذلك حسبه إلى أعراض المتحور أوميكرون التي لم تكن شديدة بسبب خصائصه المتعلقة بسرعة الانتشار فقط، في حين الأعراض كانت بسيطة، وتوقع البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة أن يأخذ المتحور أوميكرون خلال الأسابيع القادمة مكان المتحور دلتا الذي يتوقع أنه سيختفي تدريجيا، ويبقى على الساحة المتحور أوميكرون فقط.
وبخصوص التفاؤل بإمكانية بداية النهاية لفيروس كورونا مع ظهور المتحور أوميكرون المعروف بأعراضه البسيطة، أوضح أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي بأن هذا الاحتمال وارد والأمل موجود، وذلك بالعودة إلى التطور الوبائي، بحيث معروف لما يظهر متحور أقل حدة، المتحورات التي تأتي بعده تكون هي الأخرى أقل حدة منه، ولكن هذا الأمل مرتبط حسبه بالحذر وكذا بالمراقبة الجينية، ويبقى كل ذلك متوقف على ظهور متحورات أقل حدة من أوميكرون، للخروج من هذه الوضعية الصحية، ويتوقع حسب نفس المتحدث أن تبقى بعض البؤر الوبائية فقط، إذا استمرت الأوضاع وفق هذا الاحتمال، مكررا بأن الحذر يبقى قائما والاحتمال الثاني بظهور متحور أكثر حدة من أوميكرون في الموجات القادمة هو الآخر يبقى قائما. أما فيما يتعلق بتسجيل حالات كثيرة من الإصابات في صفوف الأطفال، دعا بوعمرة إلى عدم التهويل في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن ارتفاع حالات الإصابة في المجتمع بسبب خصائص المتحور أوميكرون المعروف بسرعة الانتشار يؤدي بشكل طبيعي إلى تسجيل حالات إصابة في صفوف الأطفال، في حين الأعراض لم تكن مقلقة ولا تتطلب الاستشفاء في المستشفيات.
من جهة أخرى توقع البروفيسور بوعمرة أن تكون ذروة الموجة الرابعة خلال أسبوعين، إذا تم أخذ بعين الاعتبار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة، وكذا منحنى الموجة الخامسة التي سجلت في أوروبا، مشيرا إلى أن الدولة الوحيدة التي تسير في طريق الخروج من الموجة الخامسة هي بريطانيا وذلك بعد 9 أسابيع، و وفق ذلك المنحى الجزائر حاليا في الأسبوع الرابع من الموجة الرابعة، وبذلك يتوقع أن تكون الذروة خلال أسبوعين، في حين تبقى هذه المعطيات حسبه ليست دقيقة.
نورالدين ع