تخضع عملية تنفيذ البرنامج الدراسي للأطوار التعليمية الثلاثة إلى تحوير بيداغوجي مستمر من قبل الوزارة الوصية، حرصا منها على تنفيذ أكبر قدر من الدروس قبل نهاية الموسم، سيما وأن الشريك الاجتماعي أعلن التزامه بعدم الدخول في حركات مطلبية لتمكين القطاع من تجاوز مخلفات الأزمة الصحية.
تتابع الهيئات البيداغوجية التابعة لوزارة التربية الوطنية عن كثب مستوى تقدم الدروس على مستوى كافة المقاطعات التربوية، وهي تقوم بصفة دورية بإدراج تعديلات على المقرر الدراسي أو ما يعرف بالتحوير البيداغوجي للمقرر، قصد تكييف محتواه مع الحجم الساعي للدروس، في إطار مرافقة الأساتذة في تنفيذ البرنامج وتدارك التأخر الناجم عن التعليق المؤقت للدراسة بسبب الجائحة.
ويتولى مفتشو المواد تطبيق توصيات الوصاية حرفيا على أرض الميدان، من خلال النزول بصفة يومية تقريبا إلى المؤسسات التربوية لمعاينة ظروف العمل، ومستوى تحكم الأساتذة في تطبيق البرنامج في ظل الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، التي فرضت اتخاذ تدابير وقائية لمواجهتها، منها تطبيق النظام الاستثنائي للتدريس.
وتهدف هذه التدابير إلى تحسين مستوى التحصيل العلمي للتلاميذ، وإعدادهم للانتقال إلى المستويات العليا، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الدراسي في إطار التخفيف من آثار الوباء على القطاع، الذي يواصل نشاطه في ظروف جد خاصة للسنة الثالثة على التوالي.وتحظى الوزارة بمساندة من قبل الشريك الاجتماعي الذي أظهر تفهما لطبيعة الوضع، وقرر تأجيل كافة المطالب الاجتماعية والمهنية إلى حين تحسن الظروف وعودة الأمور إلى طبيعتها، وإيصال المدرسة الجزائرية إلى بر الأمان.
وأكد في هذا الشأن العضو القيادي في النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش في تصريح «للنصر» بأن البلاد كلها تعيش في أزمة بسبب الوضع الصحي، وتجاوزها يتطلب توحيد الصفوف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتخفيف أضرار الجائحة على هذا القطاع الاستراتيجي، معلنا بأن السنة الدراسية الجارية ستكون سنة سلم واستقرار عبر تأجيل كافة الاحتجاجات.
وأوضح المصدر بأن الظروف الجيدة التي أحاطت بالثلاثي الأول الذي لم يتخلله تعليق للدراسة بسبب انتشار الوباء، ولا تنظيم إضرابات من قبل التنظيمات النقابية، يعد مؤشرا إيجابيا على إمكانية تحقيق تقدم لا بأس به من حيث تنفيذ المقرر، لا سيما أن هذا الفصل يتضمن أكبر نسبة من الدروس.ودعا المصدر الأولياء إلى عدم الضغط على الأبناء عبر تكثيف عمليات المراجعة، أو التشكيك في مستوى قدرة الأساتذة في الإلمام بالبرنامج، وإعداد التلاميذ لاجتياز الاختبارات والفروض، قائلا إن الشأن البيداغوجي يجب أن يترك لأهل الاختصاص الذين يحرصون على ضمان الرعاية البيداغوجية للمتمدرسين.
وأضاف من جهته رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، بأن أحسن ما حققه الأساتذة منذ العودة إلى الأقسام عقب تراجع مستوى العدوى بفيروس كورونا، هو إعادة إدماج التلاميذ في الأجواء الدراسية في ظرف قياسي، قائلا إن عملية تدارك التأخر في تنفيذ مقرر الثلاثي الثاني تسير في ظروف جد عادية، من خلال استغلال الوقت الإضافي الناجم عن تأجيل عطلة الربيع.
وطمأن المتحدث الأولياء بشأن محتوى مواضيع الامتحانات التي ستتمحور حول البرنامج المنفذ في الأقسام، قائلا إن ما يهم الأساتذة هو تمكين التلميذ من التعلمات الأساسية التي يحتاجها عند الانتقال إلى المستويات العليا، على أن تعقد الوزارة لقاء لتقييم مستوى تنفيذ البرنامج الدراسي، تحسبا للشروع في إعداد مواضيع الامتحانات الرسمية.
لطيفة بلحاج
