دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس القنوات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي للتقيد بمبادئ العمل الإنساني والتضامني وبكرامة الإنسان، وبالعادات والتقاليد عند تسليط الأضواء على معاناة الأسر المعوزة.
انتقدت السيدة سعيدة بن حبيلس، في تصريح للنصر، بعض القنوات الإعلامية، إلى جانب صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما تنشره من صور ومقاطع فيديوهات مؤلمة لعائلات تعيش أوضاعا اجتماعية صعبة، بدعوى تحريك مشاعر المحسنين والخيرين، وإخطار السلطات العمومية للتكفل بها.
وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري بأنها سبق وأن أخطرت الجهات الوصية بخصوص الطريقة التي تتناول بها بعض القنوات التلفزيونية البرامج الاجتماعية، مؤكدة بأن الكثير منها لا تحترم الكرامة الإنسانية ومبادئ العمل التضامني، بسبب الطريقة المتبعة في معالجة القضايا الاجتماعية، كإظهار أرملة أو مطلقة تذرف الدموع أمام الكاميرا لاستعطاف الخيرين، أو مسنين يعيشون دون معيل.
واقترحت المتدخلة على المهتمين بالملفات الاجتماعية وبالعمل التضامني، العمل على الإخطار بالحالات الصعبة أو بإعلام الجهات المعنية بوجود عائلات فقيرة تحتاج لمن يرفع الغبن عنها، وتقديم عناوينها للهلال الأحمر، دون فضحها أمام ملايين المشاهدين والمتابعين، مؤكدة بأن العمل الخيري يتطلب الالتزام بالمبادئ الأخلاقية التي تحفظ الكرامة الإنسانية.
ورفضت المتحدثة أن يتم استغلال مأساة المحتاجين لتحقيق أعلى نسب متابعة لمواقع التواصل والبرامج المختصة في القضايا الاجتماعية، مؤكدة بأن الهلال الأحمر الجزائري ساهم في معالجة عديد الوضعيات الصعبة بالتنسيق مع السلطات المحلية، دون كشف هوية الأسر المعنية، آخرها إعادة إسكان عائلة كانت تقطن ببيت قصديري بالتنسيق مع السلطات المحلية.
ودعت المتحدثة معدي البرامج التي تعنى بالملفات الاجتماعية لتسليط الأضواء أكثر على عمليات إعادة إسكان قاطني الأحياء القصديرية، وعلى الحملات التضامنية الهامة والمتعددة التي تستهدف المعوزين والمحتاجين، خاصة بالمناطق النائية والحدودية، بدل خدش كرامتهم واستغلال ظروفهم الاجتماعية.
وأعلنت بن حبيلس في سياق ذي صلة عن الانطلاق في التحضير لحملة تضامنية كبرى، تعد الثانية خلال الشهر الفضيل، بعد العملية الأولى التي استهدفت 30 ألف عائلة، عبر توزيع طرود تضمنت مواد غذائية متنوعة، فضلا عن تنظيم موائد الإفطار الجماعي لعابري السبيل ومستعملي الطرقات. وستتوجه الحملة التضامنية المزمع انطلاقها قريبا للعائلات المعوزة القاطنة بالمناطق النائية والحدودية، التي ستستفيد بدورها من كميات معتبرة من الإعانات الإنسانية، من مواد غذائية وأدوية وكذا كسوة العيد، ويتم حاليا حشد المساعدات من خلال التواصل مع الخيرين وشركاء الهلال الأحمر الجزائري من مقاولين ومؤسسات اقتصادية.
وستصل الإعانات إلى مناطق أقصى الجنوب، عبر تنظيم قوافل محملة بشتى أنواع الإعانات التي ستجود بها أيادي المحسنين، وبحسب السيدة بن حبيلس فإن استراتيجية الهلال الأحمر الجزائري تهدف بالأساس إلى بلوغ مناطق الظل التي لم تسلط عليها أضواء الكاميرات، من أجل دعم جهود الدولة الرامية إلى دعم الفئات الهشة من خلال تبني سياسة اجتماعية تضامنية، هدفها تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، والقضاء على مظاهر الفقر والحرمان. وسبق للهلال الأحمر الجزائري أن أعلن رفضه القاطع لتوزيع قفة رمضان على المعوزين، واقترح استبدالها بطرود أو مبالغ مالية توزع على الأسر المعنية بالتنسيق مع لجان الأحياء والأئمة، في سرية تامة دون حملات إعلامية، تكريسا لثقافة تضامنية تقوم على احترام كرامة الإنسان. لطيفة بلحاج