أكّد مختصون في طب الأعصاب، خلال ملتقى وطني نظم ليومين متتاليين بقسنطينة، أن تشخيص وعلاج بعض الأمراض يتطلب توفير تقنيات حديثة ووسائل علاجية أقوى مما هي موجودة في الوقت الحالي وذلك من أجل التحكم بالأعراض المصاحبة لهذه الأمراض، وإيقاف تطورها، مشيرين إلى أن هناك ارتفاعا محسوسا في عدد الإصابات بمرض الأعصاب في الجزائر.
على هامش الملتقى الوطني لأطباء الأعصاب، أكد رئيس مصلحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، البروفيسور فخراوي بوبكر الصديق في تصريح للنصر، أن مصالحه تسجل نقصا في الأدوية التي يتم استعمالها في علاج المرضى وكذا أجهزة التشخيص الطبي لأمراض الأعصاب.
وأشار المتحدث، إلى أن أغلب التقنيات الموجودة لتشخيص المرض هي جهاز للتصوير بالرنين المغناطيسي «إي. أر. أم»، الذي لا يغطي كافة احتياجات المرضى، مشيرا إلى وجود نسخ أكثر حداثة منه لكنها تنعدم بالجزائر.
وأضاف البروفيسور، أن المستشفيات الجزائرية لا تتوفر على كثير من الأجهزة الطبية الحديثة رغم التطورات التي يشهدها مجال الطب والتكنولوجيا، فمثلا جهاز « غاما لايف» لا يتوفر إلا في عيادة واحدة خاصة.
وأكد فخراوي، أن أمراض الأعصاب تعتبر أكثر الأمراض شيوعا وخطورة بالجزائر، متمثلة في الجلطات الدماغية والأعصاب الطرفية ومرض التصلب اللوحي الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، مما يسبب تلفًا في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية، فعلاجه حسبه يتطلب توفر الأدوية وأجهزة متطورة لتشخيصه حتى يتم التكفل بالمريض بشكل جيد.
في ذات السياق، قال المتحدث، إن هذا المرض الذي تفاقم بكثرة داخل المجتمع الجزائري، ينتشر بسرعة في جسم الإنسان، لذلك وجب توفير أدوية ووسائل علاجية أقوى مما هي موجودة في الوقت الحالي، من أجل التحكم بالأعراض المصاحبة له، وإيقاف تطوره.
وتابع المتحدث قائلا، إن هناك العديد من الأمراض العصبية التي لا توجد لها أدوية، منها الوراثية وأبرزها الضمور الذي يصيب العضلات والأعصاب الحركية، بحيث تظهر عند الأطفال و كبار السن، مضيفا أن سببها الرئيسي هو زواج الأقارب، لذلك وجب توعية المجتمع بخطورة هذا الأمر بغية التقليل منه.
وطالب فخراوي، بضرورة تسطير برامج خاصة لتوفير الوسائل الحديثة لتشخيص هذه الأمراض لأنه في كثير من الأحيان يسبب التأخر في الحصول على نتائج التحاليل و تأخر مواعيد العلاج الإشعاعي لكثير من المرضى يفقدهم الحياة قبل الانطلاق في تكملة العلاج أو مضاعفة الأمر.
وأشارت مختصة في طب الأعصاب إلى ارتفاع في نسبة الإصابة بأمراض الأعصاب في الجزائر خصوصا عند الشباب الذين يصابون بالتهاب الأعصاب و الأوعية.
ولفتت المتحدثة، إلى أنه ورغم الجهود الجبارة في هذا القطاع إلا أنه لا زال يسجل نقص في توفير الأجهزة لعلاج مثل هذه الأمراض.
وشارك في هذا الملتقى الذي دام يومين أطباء من مختلف المؤسسات الاستشفائية بالوطن، و تم التطرق إلى أربع أنواع من الأمراض العصبية وهي الحركات غير الإرادية، الالتهاب العصبي، الصرع، الأمراض النادرة والتي لديها علاقة بالخلل في الإنزيمات وفي الوراثة.
وطرح المختصون، عدة إشكالات أبرزها كيفية تشخيص بعض الأمراض أسبابها، الوسائل اللازمة لعلاجها، إضافة إلى أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات الأجنبية و إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
وأشار الأطباء، إلى أهمية الوسائل العلاجية المستحدثة في مجال طب الأعصاب وفائدتها في الكشف و العلاج المبكر للمرضى و كيفية التقليل من المضاعفات المصاحبة لها. لينة دلول