أبدى أفراد من الجالية الجزائرية بفرنسا، قدموا على متن باخرة في رحلة من مرسيليا إلى سكيكدة، ارتياحا لظروف الاستقبال بالميناء، بعد تخفيف القيود الصحية و تسهيل إجراءات المرور و مراقبة الأمتعة و المركبات.
روبورتاج:كمال واسطة
النصر كانت حاضرة يوم الجمعة بميناء سيككدة، لمرافقة أعوان الجمارك و الأمن في معالجة هذه الرحلة، فيما كانت فرحة أفراد من الجالية الجزائرية كبيرة عندما وطأت أقدامهم أرض الوطن، قادمين من مدينة مرسيليا بفرنسا، على متن باخرة لنقل المسافرين «الطاسيلي 2»، ابتهاجا بالعودة إلى الديار مجددا و ملاقاة عائلاتهم و ذويهم و الأحباب و الأصحاب، بعد غياب سنوات جراء جائحة كورونا.
و كانت الأجواء العامة داخل الميناء، توحي و كأنهم تخلصوا من كابوس طال أمده، حيث لم تفارقهم الابتسامة منذ ولوجهم رصيف الميناء، رغم تعب السفر و إجراءات المراقبة و التفتيش الروتينية لمصالح الجمارك و مصالح الأمن و شرطة الحدود، الذين حرصوا على تقديم كل التسهيلات و ضمان حسن الاستقبال لأبناء الجزائر في المهجر.
النصر تنقلت يوم، الجمعة، إلى الميناء و قامت بنقل الأجواء العامة انطلاقا من لحظة وصول الباخرة مرورا بظروف الاستقبال و إلى غاية المغادرة و نود أن نشيد هنا بالتسهيلات التي قدمت لنا من طرف قيادة الميناء و مصالح شرطة الحدود، من أجل دخول الميناء للقيام بمهمتنا الإعلامية.
البداية كانت من لحظة نزول المسافرين من الباخرة عبر السلم، حيث ظهرت علامات الارتياح و الشوق على وجوههم، ليتوجهوا مباشرة إلى المحطة البحرية للقيام بإجراءات الخروج لدى أعوان الشبابيك و هي العملية التي تمت حسب ما لاحظنا في سلاسة و لم تدم طويلا و هو ما لقي ارتياحا كبيرا لدى المغتربين، خاصة بعد إلغاء البروتوكول الصحي، كما أن هذه الرحلة كان على متنها 40 مسافرا و 20 مركبة و بالتالي الإجراءات لم تأخذ وقتا طويلا، لكن أصحاب السيارات كانوا مجبرين على المرور على الجناح الثاني بالجهة المقابلة، أين تتواجد أروقة المراقبة و التفتيش الخاصة بالجمارك و هناك وقفنا على موكب من السيارات ينتظر دوره في إجراءات المراقبة و التفتيش، فهناك من تفهم مهام أعوان الجمارك و ما تتطلبه العملية من وقت في تفتيش المركبة و كذا الأغراض، بينما اشتكى البعض من طول المدة التي تستغرقها العملية.
اقتربنا من شاب كان يهم بمغادرة الميناء على متن سيارته بعد إتمام إجراءات التفتيش، فلم يمانع في الإدلاء بانطباعاته قائلا : « أنا جد سعيد و مسرور بعودتي إلى أرض الوطن و متشوق جدا لملاقاة أفراد عائلتي و أهلي و أصحابي، بعد غياب دام سنوات، جئت لأقضي عطلة الصيف و عيد الأضحى مع العائلة و الأهل و الأقارب»، واصفا ظروف الاستقبال من طرف مصالح الجمارك و الشرطة، بالجيدة.
..اشتقنا إلى عائلاتنا و الجائحة كانت «كابوسا»
اقتربنا من مهاجر آخر، قال بأنه يقيم في مرسيليا و أنه جاء لزيارة عائلته بحي «المرشي» في حومة الطليان بسكيكدة، لأنه اشتاق إليها كثيرا، لأنه لم يزر الوطن منذ ست سنوات، خاصة و أن ظروف الجائحة كانت تمنعه من المجيء و في هذا الخصوص، تحدث عن الظروف الصعبة التي عاشها رفقة أفراد الجالية بفرنسا في فترة الجائحة، لكن الآن، مثلما قال» الحمد لله عادت الحياة إلى طبيعتها».
و أضاف محدثنا، بالقول «إنه شيء جميل أن أعود للمدينة التي تربيت و ترعرت فيها و قضيت فيها طفولتي و مراحل دراستي و ملاقاة أصدقائي و أحبابي و رغم أنني زرت العديد من بلدان العالم، لكن الجزائر تبقى وطني الأجمل و الأصلي و الغالي و أحس بشعور خاص كلما وطأت أقدامي الجزائر و أبقى أحن إليها كلما عدت إلى ديار الغربة».
واصلنا مهمتنا بأروقة التفتيش و اقتربنا من عجوز تتجاوز السبعين من العمر، قالت بأنها لم تزر البلاد منذ ثلاث سنوات، واصفة ديار الغربة بالصعبة و لا يمكن أن تتحمل البعد عن الوطن، خاصة و أنها تركت أبناءها بمفردهم و لهذا قررت في أول فرصة أتيحت لها، أن تعود و تبقى بجانب أبنائها في الجزائر، لأنها مشتاقة إليهم كثيرا.
بينما اشتكت امرأة وجدناها داخل سيارة، من طول مدة الانتظار في أروقة التفتيش، لكنها في الوقت نفسه، لم تخف فرحتها بالعودة إلى أرض الوطن و اشتياقها لأفراد عائلتها و هو نفس الانطباع الذي سجلناه لأحد الشباب الذي جاء لزيارة والدته المريضة و الاطمئنان على صحتها و كذا الأمر بالنسبة لشاب آخر قال إنه من ولاية سوق أهراس.
و أكد آخر وجدناه واقفا أمام سيارته بالقرب من جناح مراقبة المركبات بجهاز «السكانير»، أن الرحلة كانت ممتعة و استغرقت 17 ساعة، مبديا استغرابه لخلو الباخرة من المسافرين و اقتصار العدد على 20 مسافرا فقط، بينما في مكاتب مؤسسة النقل البحري في فرنسا، أكد لهم أعوان الشبابيك، أن نظام الحجز متشبع و لا توجد أماكن أخرى للحجز، مشيدا في النفس السياق، بظروف الاستقبال و قال بأنها جيدة.
و خلال تجولنا بأجنحة المراقبة، وقفنا على عمل مصالح الجمارك أثناء عملية التفتيش و المراقبة و التي كانت تتم بمرونة في إطار تعليمات السلطات العمومية الخاصة بتقديم التسهيلات للمغتربين في المواني و المطارات، لكن وجدنا العملية تتم بأكثر صرامة على مستوى جهاز فحص المركبات بجهاز»السكانير»، تفاديا لتمرير أي سلعة محظورة، كما وقفنا على مرافقة أعوان الشرطة باستعمال الكلاب المدربة، من فرقة الأنياب، لمراقبة المركبات. و حسب ما عاينته النصر في الميناء بخصوص مهام أعوان مفتشية أقسام الجمارك في عملية فحص وثائق المسافرين و مركباتهم، فقد جرت في ظروف جيدة و لقيت استحسانا كبيرا من طرف أفراد المغتربين الذين أشادوا كثيرا بظروف الاستقبال.
ك.و