اعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي، أن التراجع القياسي لليورو مقابل الدولار، سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الجزائري، على اعتبار أننا نصدر بالدولار ونستورد باليورو، مما سيعزز من احتياطي الصرف، مع انخفاض قيمة الواردات، ومن جهة أخرى يرى أن الظروف مواتية جدا لتحقيق انطلاقة اقتصادية، من خلال وضع استراتيجية واضحة واستغلال الفرصة التي جاءت، من خلال التغيرات الاقتصادية الدولية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أن ارتفاع أسعار الطاقة والمحروقات لعب دورا كبيرا في تراجع اليورو إلى مستويات قياسية، مقابل الدولار، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية، مع تضخم عالمي كبير وانكماش اقتصادي لا مثيل له، منذ الحرب العالمية الثانية تقريبا، خاصة في منطقة اليورو و التي تعرف ظروفا اقتصادية صعبة.
وأضاف في هذا السياق، أن السبب المباشر لهذه الظروف، يتمثل في تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت بشكل كبير على ارتفاع أسعار الطاقة والمحروقات، على اعتبار أن الدول الأوروبية وخاصة أوروبا الغربية أو دول منطقة اليورو من أكبر الدول المستوردة للطاقة والمحروقات على المستوى العالمي.
وتوقع الخبير الاقتصادي، استمرار تراجع اليورو مقابل الدولار، خاصة في حالة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلى ارتفاع أسعار المحروقات في فصل الشتاء، أين سيزداد الطلب على الطاقة، مما سيؤثر سلبا على اقتصاديات منطقة اليورو، ويؤدي إلى تراجع قيمة اليورو، وذلك سيكون له تأثير سلبي على المواطنين الأوروبيين، مع زيادة الأسعار وارتفاع معدلات التضخم، كما ستقل تنافسية المنتجات الأوروبية في الأسواق الخارجية.
وبخصوص تأثير تهاوي اليورو أمام الدولار على الاقتصاد الجزائري، أوضح الخبير الاقتصادي، أن المداخيل الجزائرية أغلبها من المحروقات، في حين أن كمية كبيرة مما نستورده يأتي من منطقة اليورو وبالتالي تراجع اليورو مقابل الدولار، سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الجزائري، على اعتبار أننا نصدر بالدولار ونستورد باليورو، موضحا في هذا الصدد، أن كمية الدولارات التي نحصل عليها من تصدير البترول، ستمكننا من الحصول على سلع أكثر من منطقة اليورو.
وأضاف في نفس السياق، أن احتياطي الصرف، سيتعزز وتنخفض قيمة الواردات الجزائرية، بحيث سنستخدم جزء أقل من الإيرادات، من أجل الحصول على ما نستورده من السلع بالنظر إلى أن الدولار ، ستزيد قيمته في مقابل الأورو ، أي أن القدرة الشرائية للدولار، ستزيد وبالتالي نوفر مبالغ احتياطية أكبر و نستطيع أن نحصل على نفس الكميات التي حصلنا عليها سابقا ولكن بمبالغ أقل بالدولار، مضيفا أنه سيكون هناك تأثير جيد على الميزان التجاري وميزان المدفوعات.
ومن جانب آخر، اعتبر البروفيسور مراد كواشي، أن الظروف الأن مواتية جدا لتحقيق انطلاقة اقتصادية في الجزائر، مع ارتفاع أسعار البترول والغاز ، كما أن الجزائر تعتبر وجهة آمنة للتزود بالغاز وموثوق فيها ، في ظل احتياطات كبيرة .
و أضاف أنه في حالة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية إلى غاية الشتاء المقبل، فإن أسعار المحروقات، سترتفع بشكل كبير، حيث توقع ارتفاع سعر النفط، إلى مستويات قياسية على المدى القصير، خلال شهرين أو ثلاثة، و أن تتجاوز أسعار البترول 150 دولارا للبرميل، لأنه سيكون هناك طلب كبير على الطاقة في فترة الشتاء.
وأشار إلى أن هذا الارتفاع في سعر البترول يوفر للخزينة العمومية مداخيل كبيرة من العملة الصعبة وهذا في صالح الاقتصاد الجزائري، لافتا الى ضرورة وضع استراتيجية واضحة ورؤية محددة واستغلال هذه الفرصة التي جاءت من خلال التغيرات الاقتصادية الدولية، من أجل تحقيق انطلاقة اقتصادية
واعدة. مراد - ح