الاتحاد الأوروبي يدعم دي ميستورا من أجل حل نزاع الصحراء الغربية
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء بالعاصمة، وزير الشؤون الخارجية و الأوروبية لدوقية لوكسمبورغ، السيد جون آسال بورن، الذي أكد أن بلاده تتمنى العمل مع الجزائر متى توفرت الظروف لذلك، كما أشار إلى دعم دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل للنزاع في الصحراء الغربية.
وقد جرى الاستقبال بمقر رئاسة الجمهورية بحضور وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، السيد عبد العزيز خلف.
و في تصريح أدلى به عقب الاستقبال، قال وزير خارجية لوكسمبورغ : «كان لي الشرف أني دعيت من طرف السيد رئيس الجمهورية، تحادثنا مطولا حول موقف الجزائر من الوضع في مالي كما تطرقنا إلى بلدان المغرب العربي» و حول الوضع في الصحراء الغربية قال «أتمنى للمبعوث الخاص للأمم المتحدة دي ميستورا التوصل إلى حل لهذا الملف الذي يعرقل المنطقة».
كما أكد في شأن آخر «صرحت للسيد الرئيس أن لوكسمبورغ تنتمي لاتحاد البينيلوكس و هي المبادرة التي تأسست خلال الحرب العالمية الثانية و هو هيئة فعالة في الاتحاد الأوروبي، هناك إمكانية متى توفرت الإرادة للعمل سويا و هذا ما نتمناه مع الجزائر نترقب الأحداث خلال الأشهر القادمة خاصة القمة المهمة خلال يومي الأول و الثاني نوفمبر قمة الجامعة العربية التي هيأت لها الجزائر كل الظروف». و اختتم تصريحه بالقول «زيارتي مكنتني من الاطلاع على الكثير من الملفات حول الجزائر و المنطقة».
و تحادث وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، أمس، مع نظيره لدوقية لوكسمبورغ. وقد وقع الطرفان عقب المحادثات على اتفاقيتين حول التعاون في المجالين الجوي والسياسي.
وفي تصريح للصحافة، أعرب السيد لعمامرة عن ارتياحه للتوقيع على الاتفاقيتين متمنيا أن تليها اتفاقيات أخرى في المستقبل القريب، وذلك من منطلق رغبة البلدين الصديقين في تعزيز علاقتهما الثنائية وجعل العلاقة بين الجزائر ودوقية لوكسمبورغ علاقة متقدمة، تكون مرآة لمشاعر الصداقة التي تربط البلدين وكذلك لتقارب وجهات النظر في عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية، على أن العلاقة بين الجزائر ودوقية لوكسمبورغ «علاقة قديمة وواعدة»، مشيرا إلى أن «النقاشات التي جرت أمس من شأنها تعزيز العلاقات بين الجانبين»، مضيفا أن «هذه المحادثات من شأنها إرساء أرضية تستجيب لمتطلبات الصداقة والصراحة بين البلدين».
ولفت السيد لعمامرة إلى أن «الجزائر ولوكسمبورغ لهما توافقات فيما يتعلق بالترشيحات في مجالات الدبلوماسيات متعددة الأطراف».
وبخصوص موقف البلدين إزاء عدد من المسائل الدولية، قال السيد لعمامرة : «نحن نعتقد أن مبادئ القانون الدولي يجب أن تطبق في كل مكان وفي كل زمان، ودعمنا للأمم المتحدة و للدبلوماسية متعددة الأطراف يعتبر مبدأ مطلقا بالنسبة للجزائر، ينطبق على كل النزاعات في العالم».
وأضاف في السياق ذاته قائلا: «أتمنى أن نقف كلنا مع الحل الشرعي المطابق للقانون الدولي المعاصر للقضية الفلسطينية والصحراوية وقضايا أخرى». من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية والأوروبية لدوقية لوكسمبورغ على أهمية فتح «خط جوي مباشر بين لوكسمبورغ والجزائر» الذي سيكون في مصلحة البلدين، مشيرا إلى أن الاتفاق حول التعاون السياسي الموقع بين الجانبين مرشح لأن يعرف «تطورا» في المستقبل.
كما أشار السيد جون آسال بورن من جانب آخر إلى آنه اتفق مع نظيره الجزائري على «ترقية تعددية الأطراف» وكل ما له علاقة بالقانون الدولي والتعاون على أساس ميثاق الأمم المتحدة.
كما شدد رئيس دبلوماسية لوكسمبورغ، على إرادة الاتحاد الأوروبي في دعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا من أجل التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع.
و تابع يقول «كأوروبيين سنبذل كل ما بوسعنا لدعم دي ميستورا في مهمته الأممية بغية إيجاد حل، سيكون محل ترحيب»، مشيرا إلى وجود توافق في وجهات النظر مع الجزائر «من أجل احراز تقدم على أساس احترام القانون الدولي».
وكان وزير الشؤون الخارجية والأوروبية لدوقية لوكسمبورغ قد توجه قبل ذلك إلى مقام الشهيد حيث وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري المخلد لشهداء ثورة التحرير المجيدة.