سجلت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ تجاوبا من طرف التلاميذ على استعمال اللوحات الرقمية بالمؤسسات التي شملها الإجراء فضلا عن إقبال الأولياء على تسجيل أبنائهم في المدارس التي شرعت في استخدام هذه التقنية الجديدة، الرامية إلى تخفيف المحفظة وعصرنة أساليب التدريس.
أكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد أمس بأن استعمال اللوحات الرقمية بالمدارس الابتدائية المعنية بالقرار يسير في ظروف جيدة، بفضل التأقلم السريع للتلاميذ مع هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة التي أقرتها وزارة التربية الوطنية وشرعت في تعميمها على المؤسسات التربوية تدريجيا، وصولا إلى رقمنة القطاع.
ونفى المتدخل تسجيل صعوبات في مجال استخدام اللوحات الإلكترونية التي تسمح للتلميذ بالإطلاع على الكتاب المدرسي وتطبيق البرنامج الدراسي، بالموازاة مع استخدام الكتاب الورقي، بفضل ما يقوم به الأساتذة من جهود من أجل مساعدة التلاميذ على استعمال الدعائم الرقمية في تنفيذ الدروس والإطلاع على الكتاب المدرسي.
وأفاد المصدر بأن المدارس الابتدائية التي شملها قرار إدراج اللوحات الرقمية كمرحلة أولى قبل الشروع في تعميمها، زاد الإقبال عليها من قبل التلاميذ الجدد بفعل تسابق الأولياء على تسجيل أبنائهم في هذه المؤسسات رغبة منهم في إدماج أبنائهم مع الوسائل العصرية، التي تعول الوصاية على توسيع استعمالها لترقية مستوى التعليم واللحاق بركب الدول المتقدمة.
أضاف من جهته رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة بأن إنجاح العملية يتطلب تعميم هذه الوسيلة على كافة المؤسسات التعليمية، من أجل تحقيق تكافؤ الفرص بين التلاميذ، وكذا تحقيق الانتقال السلس من استعمال الدعائم البيداغوجية التقليدية إلى الوسائل الحديثة، من بينها اللوحات الرقمية.
كما أكد المصدر في حديث معه على ضرورة صيانة اللوحات الرقمية بصفة مستمرة، وإصلاح الأعطاب التي قد تصيبها جراء سوء استخدامها من قبل التلاميذ أو بسبب عوامل أخرى، معتقدا بأن التأقلم معها من قبل التلاميذ قد يحتاج بعض الوقت، لذلك قد نجد بعضهم يستعمل الكتاب الورقي إلى جانب الكتاب الرقمي، ظنا منهم بأنه الأفضل من الناحية التطبيقية.
واقترح المتدخل أيضا إعادة تكييف البرامج التعليمية مع هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة، بما يشجع المتمدرسين على استعمالها والاعتماد عليها بشكل مستمر، معتقدا بأن محتوى البرامج في شكلها الحالي قد يصعب على التلاميذ الاعتماد الكلي على اللوحات الرقمية في الأقسام دون العودة إلى الوسائل التقليدية، أي الكتب والكراريس.
وأكد من جهته الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش في اتصال مع «النصر» بأن المطلوب من وزارة التربية الوطنية إدماج اللوحات الإلكترونية بصفة فعلية في مجال التعليم، باعتمادها في تنفيذ الدروس والمراجعة، مع التخلي التدريجي عن النسخ الورقية بالنسبة للدروس أو الكتب، تماشيا مع ما وصلت إليه البلدان المتقدمة.
ويعد التحول من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي مرحلة حتمية وفق المتحدث لا بد من الإعداد لها، من خلال تعويد التلاميذ على استعمال الوسائل التكنولوجية داخل الأقسام، وبحسب الأستاذ جهيد حيرش فإن تحقيق هذا الهدف ليس بالصعب في ظل إقبال الجيل الحديث على كل ما هو رقمي وتكنولوجي.
ويقترح المصدر أيضا تنظيم دورات تكوينية مركزة لفائدة الأساتذة بغرض إعدادهم لاستخدام الوسائل الرقمية في مجال التدريس، فضلا عن إتاحة المجال للطاقات الشابة للإبداع في مجال التطبيقات الحديثة لإثراء الجهود التي تقوم بها الوصاية، وصولا إلى تسريع وتيرة تعميم اللوحات الرقمية على كافة المؤسسات التعليمية، واستعمالها في تحميل الدروس والكتب والتمارين التطبيقية والمراجعة، وفي مختلف الأنشطة البيداغوجية.
لطيفة بلحاج