قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن انعقاد القمة العربية هو في حد ذاته دعوة لاستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود للحفاظ على هويتنا الوطنية والدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها.
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته خلال الجلسة الثانية للقمة العربية في الجزائر، أن آليات العمل العربي المشترك ستشهد قوة دفع ملموسة في ظل رئاسة الرئيس عبد المجيد تبون للقمة العربية، مجددا التأكيد على أن بلاده لن تدخر جهداً في سبيل دعم جامعتنا العربية «بيت العرب» بما يحقق مصالح الشعوب العربية، داعيا القمة العربية إلى تبنى مقاربة مشتركة وشاملة، تهدف إلى تعزيز قدراتنا الجماعية على مواجهة مختلف الأزمات.
وأضاف الرئيس السيسي أن هذه المقاربة تسهم في حفظ السلم الاجتماعي وترسيخ ركائز الحكم الرشيد، ونبذ الطائفية والتعصب والقضاء على المنظمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وقطع الطرق أمام أي محاولات لدعمهم أو منحهم غطاء سياسيا، أو توظيفهم من قبل بعض القوى الإقليمية أو الدولية، لإنشاء مناطق نفوذ لها في الوطن العربي.
وأوضح الرئيس المصري، إن عدم الاستقرار في دول المشرق وفلسطين يمتد آثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج تهديد لنا جميعا، فأمننا القومي العربي كل لا يتجزأ. وأضاف قائلا: «تشتد التحديات الاقتصادية والبيئة عالميا وإقليميا، ويزيد فيه الاستقطاب الدولي الذي أصبح عنصرا ضاغطا سياسيا واقتصاديا على نحو بات يؤثر علينا جميعا». وأكد أن التحديات أثارت العديد من الشواغل المشروعة لدى الشارع العربي الذي بات يتساءل عن الأسباب التي تعيق تحقيق التكامل بين الدول العربية.
أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فأكد السيسي أن المبادرة العربية هي أساس حل القضية الفلسطينية، مشددا على أن هذه المبادرة تعيد للفلسطينيين دولتهم وتنهي أزمة اللاجئين. وقال الرئيس المصري، إن العرب قادرون على العمل الجماعي، لتسوية القضية الفلسطينية، واسترجاع الحقوق الفلسطينية، التي كانت تاريخيًا؛ المعيار الحقيقي لتماسك الأمة العربية.
ولفت إلى الحاجة للمزيد من العمل العربي الجماعي، حتى مع الأزمات الجديدة في سوريا وليبيا واليمن والعراق والسودان، منوهًا إلى أن «السلم والأمن مهددين مع توالي تلك الأزمات». ودعا إلى أهمية التوصل إلى تسوية سياسية بقيادة ليبية خالصة، دون إملاءات خارجية، حتى الوصول لإجراء الانتخابات، وخروج المرتزقة والمقاتلين في مدى زمني محدد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة، وحل المليشيات، بما يحول دون تجدد المواجهات العسكرية.
ولم يغب ملف سد النهضة عن كلمة السيسي، داعيا إثيوبيا إلى إظهار حسن النوايا بشأن السد. وقال السيسي: «نجدد التأكيد على أهمية الاستمرار في حث إثيوبيا على التحلي بالإرادة السياسية وحسن النوايا اللازمين للتوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي تنفيذاً للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر 2021، والأخذ بأي من الحلول الكثيرة التي طُرحت عبر العديد من جولات المفاوضات، والتي تؤمن مصالح الشعب الإثيوبي الاقتصادية الآن ومستقبلاً، وتصون في الوقت ذاته حياة الشعبين المصري والسوداني».
وأوضح السيسي أن تحدي الأمن المائي لا ينفصل عن تحديات أخري تواجهها المنطقة، وفي مقدمتها تغير المناخ الذي أصبح واقعاً مفروضاً على العالم. وأنتهز هذه المناسبة، لدعوة القادة العرب للمشاركة في قمة شرم الشيخ حول المناخ المقررة يوميّ7 و8 نوفمبر 2022 لتنفيذ تعهدات المناخ» لتحويل هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للتنمية والانتقال إلى أنماط اقتصادية أكثر استدامة لصالح الجميع.
ع سمير