الاثنين 3 فبراير 2025 الموافق لـ 4 شعبان 1446
Accueil Top Pub

خبراء وسياسيون عرب يؤكدون للنصر: مخرجــــات قمـــة الجزائــــر تُعـــزز قطبيـــة الدول العربيــــة

أجمع مختصون من دول عربية أن قمة الجزائر حققت نجاحا كبيرا، وأن مخرجاتها تصب في المسار الصحيح الذي يعزز لم شملهم وتشكيل قوة واحدة في ظل التحديات التي تفرضها التحولات العالمية السريعة والتي تتجه نحو عالم متعدد الأقطاب يستدعي التواجد العربي ليكون قطبا مفصليا في الخارطة الجديدة التي تتشكل حاليا، و أكد الخبراء في تصريحات للنصر، أن العرب اتفقوا على أن هذا الأمر لا يتم تحقيقه إلا بتقوية الصفوف والاستثمار في القدرات الطبيعية التي تكتنزها أراضيهم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لتكون قوة اقتصادية منافسة عالميا. وفي شق آخر، أجمع المختصون في ندوة “النصر” بأن القضية الفلسطينة هي صلب انشغالات العرب حكومات وشعوب، وأن قرارات قمة الجزائر عززت هذا الطرح وينتظر أن تنتج عنه آليات لتجسيد مضمونه على أرض الواقع لبسط سيادة فلسطين على كامل ترابها وعاصمتها القدس، ولعل المصالحة التي أشرفت عليها الجزائر قبل القمة ستمكن الفصائل الفلسطينة من ضبط بوصلة واحدة والعمل وفق مسارها كما ستسمح للشعب أن يتنفس الصعداء بعد معاناة دامت 15 عاما في ظل الانقسام.

اعداد : بن ودان خيرة

* علي ساحل نائب رئيس البرلمان الإفريقي للمجتمع المدني
نجــاح القمة سيُعيد بعث العلاقات العربية الإفريقية
أكد الأستاذ الجزائري علي ساحل نائب رئيس البرلمان الإفريقي للمجتمع المدني مكلف بالعلاقات الخارجية، أن نجاح القمة 31 لجامعة الدول العربية بالجزائر، سيعيد بعث روابط جديدة بين العالم العربي و إفريقيا من أجل بناء استراتجية تعود بالنفع على الشعوب، و في هذا الإطار، أكد أن اجتماعات القمة تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك منها الاقتصادية و تشجيع مبادرات الشباب المبتكر في بناء اقتصاد رقمي و منافسة الدول الأوروبية في مجال التصنيع و الخدمات.
و أوضح أن قمة الجزائر تعتبر انطلاقة جديدة في تعامل الدول العربية مع دول العالم في مختلف المجالات مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح العربية ، و اكد أهمية ما قامت به الجزائر كدولة أفريقية وعربية من أجل مصالح الشعوب السائرة في طريق النمو و بعث علاقات جديدة بين العالم العربي و إفريقيا من أجل تأسيس اقتصاد مشترك يخدم المنطقتين و في جميع الميادين، واصفا قمة الجزائر بأنها كانت استثنائية بالنظر لنقاط جدول الأعمال الذي تمت المصادقة عليه خلال جلسة الافتتاح، حيث تناول عدة قضايا وأبرزها القضية الفلسطينية إلى جانب القضايا السياسية، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية و حتى قضايا المناخ وكلها تشكل محور اهتمام الشعوب العربية، “فكل النقاط التي تمت المصادقة عليها كانت هامة و تتقاسمها الدول العربية خاصة في الوضع الراهن وهي ملفات أصبح شراكها في السياسات العربية ضرورة لمواجهة الأخطار العالمية على جميع الأصعدة”.
من جانب آخر اعتبر الخبير الجيوسياسي علي ساحل، أن نوعية الحضور في القمة العربية 31 التي جرت بالجزائر محترمة و معتبرة و تكتسي أهمية بالغة لأن كل الدول العربية حضرت سواء برئيسها أو ملكها أو ممثل رفيع المستوى عنها، كما أن الحضور كان نوعيا أيضا بالنسبة للهيئات الدولية و الإقليمية مثل الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس الإتحاد الإفريقي و رئيس حركة دول عدم الانحياز، مثمنا في الوقت نفسه ما قامت به الجزائر قبل القمة حيث نظمت اجتماعا هاما و هو لقاء الفصائل الفلسطينية وتوحيد كلمتهم ولم شملهم من أجل بناء الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس.

* رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية
فرصة العرب للتموقع في عالم متعدد الأقطاب
وصف التونسي رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية و الاجتماعية، مخرجات قمة الجزائر بأنها جاءت بنكهة وروح نوفمبرية، ويتجسد هذا من خلال كل ما خص القضية الفلسطينية التي تصدرت المشهد العربي في القمة، وكذا من خلال قرار رفض التدخلات الأجنبية بمختلف أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكذا التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة للحل الليبي ودعم الحكومة الشرعية، بالإضافة للدعوة لتظافر جهود الجميع من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية و الاقتصادية والأمنية بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها وقرارات أخرى أيضا تعطرت بنكهة نوفمبر.
و أوضح الصيداوي أن القمة جاءت في ظروف إستثنائية يشهدها العالم الذي يعرف تغيرات كبيرة، وأن رسالة فلاديمير بوتين للعرب المجتمعين في الجزائر، كانت مهمة جدا خاصة عند تأكيده على الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في ظل الأوضاع العالمية الحالية، حيث أن نصف مليار من الشعب العربي قادر على أخذ مكانة مرموقة و التموقع في ظل النظام العالمي متعدد الأقطاب الذي يتشكل، وأن بناء شراكات بين روسيا والدول العربية يصب في المصلحة المشتركة وضمان السلام، وهذا ما اعتبره الصيداوي فرصة مهمة للعرب لإعادة تموقعهم في الخريطة العالمية الجديدة وأن يصبحوا قوة ضاربة في نظام متعدد الأقطاب.
وأضاف الصيداوي، أن الجمهوريات الوطنية التي حاربت الاستعمار وعلى رأسها الجزائر، جعلت فلسطين في الصفحة الأولى من قرارات القمة وانتصرت للقضية خاصة مع تزامنها والذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم الذي أبرم في 2 نوفمبر 1917، معتبرا التركيز على القضية الفلسطينية ضربة للمطبعين المهرولين وأنه أبان أن البعض يحصر فلسطين في الشعارات فقط.

* فيحاء عبد الهادي عضو المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني
قرارات القمة تعزِّز الصمود والأمل  في تنفيذها
استهلت الدكتورة فيحاء عبد الهادي عضو المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني إجابتها على أسئلة النصر، بتقديم تحية للجزائر على الجهد الكبير الذي بذلته لعقد اجتماع متميز للقمة العربية، ولتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، معبرة عن أملها في أن يتجسّد هذا قريباً على أرض الواقع.
وأضافت أن دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وحقوقياً للخلاص من الاحتلال الاستيطاني، هو خطوة هامة ليس لفلسطين فحسب بل لكل الوطن العربي، بالنظر لأن أطماع الاحتلال الإسرائيلي تمتدّ إليه، وبالتالي فمن المهم تجديد تأكيد القادة العرب على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لهم، مع تجديد تمسكهم بمبادرة السلام العربية وبخيار السلام العادل والشامل و الاستراتيجي وكذا بالشرط الرئيس لتحقيق السلام وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على كامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي تم احتلالها عام 1967، وأيضا وقف الاستيطان الذي يشكِّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال.
وأكّدت المتحدثة أن قرار دعم موازنة فلسطين، وزيادة دعم الأقصى والقدس اقتصاديا، وتوفير التمويل للمشروعات التنموية في قطاعاتها الحيوية قد جاء في وقته، وأنه يعزِّز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، بالإضافة إلى قرار الضغط على المؤسسات الدولية، وهيئات حقوق الإنسان بتطبيق إتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة بشأن معاملة الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب، وإدانة سياسة الإعتقال الإداري التي هي لا قانونية ولا إنسانية. 

* السورية ماريا سعادة برلمانية سابقة
توصيات مفصلية وننتظر عودة البوصلة اتجــاه سوريا
ثمنت البرلمانية السورية سابقا ماريا سعادة، توصيات القمة العربية التي اعتبرتها نوعية ومفصلية في تاريخ جامعة الدول العربية، حيث تم التأكيد على ضرورة المساهمة كدول في تعاون عربي شامل في مسار التحول العالمي اليوم وتحولات النظام العالمي الجديد، وأن الشعوب العربية تنتظر مسارات تطبيقية لهذه التوصيات.
وأردفت المتحدثة أن توصيات القمة العربية في الجزائر مبشرة بعودة البوصلة نحو سوريا، بعد أن تم التأكيد على وحدة الأراضي السورية، بالإضافة لتناول التوصيات لسيادة ليبيا وأن يكون الحل ليبيا، وأيضا محاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، ومن هنا فإن “النهج العربي اليوم أصبح يعتمد لغة جديدة وتطورا في الخطاب وتوضح رؤية جديدة  لدور الدول العربية والتعاون العربي المشترك وأهميته في رسم خارطة طريق من شأنها الاندماج في خارطة طريق العالم المتغير اليوم”.
وبناء على مخرجات القمة العربية 31، تضيف ذات المتحدثة “سيشهد الوطن العربي تغيرات على مستوى العلاقات البينية للدول العربية وأيضا مع دول العالم، وإعادة رسم رؤى جديدة في العلاقات الاقتصادية والدفاعية المشتركة والسياسية”.

* خالد بن تونس الرئيس الشرفي للمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة
لم شـمل العــرب هو صلــب العقل والمســلك الصحيح
قال الجزائري خالد بن تونس شيخ الطريقة العلوية والرئيس الشرفي للمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة “جنة العارف” إن رأيه في القمة العربية بالجزائر، هو أن اتفاق العرب على لم شملهم وتوحيد رأيهم وكلمتهم بما ينفع الإنسانية، هو من صلب العقل وهو المخرج والمسلك الصحيح للجميع، “فلا أحد يستطيع العيش منفردا في هذا العالم بكل معطياته المتغيرة، ولعل العبرة أن فيروس غير مرئي أوقف العالم وهذا أكبر دليل على ضعف المنظومة الدولية”.
و أكد بن تونس، أن الأوضاع التي يتخبط فيها العالم اليوم تتطلب تظافر جهود الجميع “فلا يمكن للشخص أن يتجاوز الأزمات لوحده، والرسالة المحمدية تتضمن مفهوم العيش معا فالرسول محمد صلى الله عليه و سلم، بعث للخلق كافة، ونجاح العرب في لم شملهم يمكن اسقاطه على مفهوم المبايعة مع بداية الدعوة للإسلام، أي أن ترتكز على الصدق في العمل والتناصح والحفاظ على الأخلاقيات وغيرها من أسس البنيان الصحيح”.
كما أوضح بن تونس أنه يجب التدبر في الحروف الأبجدية فلا يمكن لأي حرف أن يؤدي معنى لولا اقترانه بحرف آخر أو حروف متعددة، وهكذا الإنسان والدول لا يمكنها الانعزال والإنفراد بمنظومتها.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com