أكدت نقابات في قطاع التربية بأن اندماج التلاميذ مع نظام التدريس العادي تم بسلاسة خلال الثلاثي الأول، وأن النتائج المحققة في الامتحانات الفصلية كانت مرضية، وتوقعت بأن تتحسن خلال الثلاثي الثاني بفضل المعالجة البيداغوجية التي يقوم بها الأساتذة.
تستعد مختلف المؤسسات التعليمية لعقد مجالس الأقسام بداية من اليوم لتقييم مستوى أداء التلاميذ طيلة الثلاثي الأول للسنة الدراسية، مع تحديد مواضع الخلل أو العجز قصد معالجتها خلال ما تبقى من السنة الدراسية، في إطار الساعات الاستدراكية ودروس الدعم التي تجري عادة في الأسبوع الأول من العطلة الشتوية.
وأجمعت عديد النقابات على أن النتائج التي حققها تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة في الثلاثي الأول كانت مرضية، مقارنة بالصعوبات التي تمت مواجهتها في بداية السنة في إطار التكيف من جديد مع النظام العادي للتدريس بعد ثلاث سنوات قضاها القطاع في ظل النظام الاستثنائي.
وتوقع ممثلو التنظيمات النقابية الذين تحدثت إليهم "النصر" تسجيل نتائج أفضل في الامتحانات المقبلة، لأن التلميذ سيكون قد اندمج أكثر مع النظام العادي للدراسة، بعد أن تعود خلال الجائحة على نظام التفويج وتقليص الحجم الساعي للدروس، وهي ترتيبات تم اتخاذها من قبل الوصاية في إطار تطبيق البروتوكول الصحي للوقاية من انتشار الفيروس.
وأكد في هذا الشأن رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة في اتصال معه، بأن النتائج جاءت مقبولة على العموم، مع تسجيل تفاوت ما بين المؤسسات التعليمية بحسب مستوى أداء التلاميذ، خاصة بالنسبة للطور الثانوي، معتقدا بأنه كلما تقدمت السنة الدراسية، زاد تأقلم التلاميذ مع النظام العادي للدراسة في جميع الأطوار التعليمية.
وأضاف المتدخل بأن الفصل الدراسي الأول معروف بطول مدته مقارنة بباقي الفصول، وهو يتضمن حوالي ثلث البرنامج الدراسي، لذلك يلزم التلاميذ ببذل الكثير من الجهود للإلمام بالدروس والتحضير للامتحانات، كما يجتهد الأساتذة من جانبهم من أجل تمكين التلميذ من استيعاب المقرر الدراسي وفهم مضمونه، وتحقيق النتائج المنتظرة في الامتحانات الفصلية والرسمية.
وتساعد عمليات التقييم التي تجري خلال العام الدراسي على معالجة النقائص التي قد يقف عندها الأساتذة، وبحسب رئيس نقابة "ساتاف" فإن إدراك أسباب إخفاق التلميذ في الامتحان سيساعد الأستاذ على تدارك العجز، فضلا عن المرافقة التي يجب أن يضمنها الأولياء خارج أوقات الدراسة.
وأكد من جهته ممثل النقابة الوطنية لعمال التربية جهيد حيرش في حديث معه، بأن التأقلم مع النظام العادي للدراسة تم بسلاسة، لكنه يرى بأن تقليص محتوى البرنامج الدراسي سيساهم في تحقيق نتائج أفضل، لا سيما وأن التلميذ تعود على الدروس المخففة خلال الجائحة، على نظام التفويج حيث كان عدد التلاميذ في القسم لا يتجاوز 25 تلميذا، الأمر الذي كان يسهل المهمة على الأستاذ أيضا.
وأضاف رئيس نقابة ثانوية الجزائر زبير روينة بأن التلميذ في ظل النظام العادي للدراسة يحصل على الكفاءات العلمية كاملة غير منقوصة، دون تخفيف أو تقليص، وهو ما يجب أن يتعود عليه التلاميذ خلال هذه السنة، عبر الاجتهاد أكثر لمسايرة جهود الأستاذ التي يبذلها في القسم. وأكد من جهته العضو القيادي في نفس التنظيم فواز مذكور بأن النهوض بمستوى أداء التلميذ عموما يتطلب التنسيق بين كافة أفراد الأسرة التربوية، لاسيما الأولياء من خلال المرافقة المستمرة للأبناء المتمدرسين، متوقعا بدوره تسجيل تحسن ملحوظ في النتائج في الامتحانات المقبلة.
لطيفة بلحاج