دعا الخبير في التنمية المستدامة والبيئة و التغيرات المناخية، كمال جموعي أمس إلى ضرورة إجراء دراسات جديدة لمعرفة المؤشرات المتعلقة بالتقلبات الجوية من أجل اتخاذ إجراءات وتدابير استباقية من أجل التأهب والاستعداد لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعية، الناجمة عن التغيرات المناخية.
وخلال إشرافه على الدورة التكوينية رقم 71 لنادي الصحافة التابع لمؤسسة «أوريدو»، بالعاصمة، بعنوان «الاتصال حول التغيرات المناخية»، أكد جموعي على ضرورة تطبيق توصيات مختلف الاتفاقيات الدولية الرامية إلى الحد من تأثيرات الكوارث الطبيعية، المرتبطة بالتغيرات المناخية الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتي تهدد – كما قال - بتعاظم المخاطر والكوارث الطبيعية، مثل موجات المد البحري والأعاصير وتهاطل الأمطار الغزيرة وما يترتب عنها من مآسي وما تخلفه من ضحايا ودمار.
وفي هذا الصدد شدد الخبير على ضرورة تطوير وسائل الإنذار المبكر وتطوير شبكات الإنقاذ، مبرزا أهمية مبادرة الجهات الحكومية ممثلة في القطاعات المعنية بشؤون البيئة والتغيرات المناخية بالقيام بدراسات بالاشتراك مع المؤسسات الجامعية ومراكز البحوث، لمعرفة ما هي المؤشرات الجديدة التي يمكن أن تقود إلى مخرجات تمكّن من اتخاذ القرارات التي تسمح بمواجهة الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية والحد منها بشكل كبير، وجعل هذا التوجه عنصرا أساسيا في السياسات والبرامج التنموية.
وأكد المتحدث في هذا الصدد على أهمية إيلاء الأولوية للحد من أخطار الكوارث، في مختلف البرامج التنموية، وتحسين المعلومات المتعلقة بالمخاطر، والإنذار المبكر، وبناء ثقافة للسلامة و القدرة على مواجهة المخاطر، والسعي للحد من المخاطر في القطاعات الرئيسية وتعزيز التأهب والاستجابة للكوارث الطبيعية.
وفي رده عن سؤال للنصر عن الجدوى من انخراط البلدان السائرة في طريق النمو في الاتفاقيات الدولية حول المناخ مادام أن البلدان المتقدمة لا تتحمل مسؤوليتها في الحد من أسباب التغيرات المناخية، أكد المستشار والخبير المستقل، كمال جموعي كمال جموعي على أهمية مشاركة البلدان السائرة في طريق النمو بفعالية في القمم العالمية والاتفاقيات الدولية المتخصصة من أجل الدفاع عن مصالحها الوطنية والاستفادة من الأطر الأممية المهمة للاستفادة من تمويل المشاريع واكتساب الخبرات.
وكان ذات الخبير قد قدم في مستهل تدخله عرضا عاما عن ظاهرة التغير المناخي التي وصفها بظاهرة مؤكدة ومدمرة وتؤثر وتهدد انعكاساتها أكثر فأكثر على الشعوب بأكملها عبر العالم.
حسب المحاضر، قد تؤثر التغيرات المناخية على يوميات الشعوب ان لم يتم اتخاذ التدابير الفعالة تجاه هذا الوضع، مبرزا في ذات الوقت أهمية دور الاتصال بمختلف أنواعه: خطابات، وإعلانات وبيانات ومقالات صحفية أو تقارير إعلامية والتنبيه والاتصال حول مخاطر وعواقب التغيرات المناخية.
كما عرض المحاور الكبرى لاستراتيجية اتصالية فعالة حول ظاهرة التغيرات المناخية وكذا العناصر الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار من أجل تحسين المعلومة والاتصال حول التغيرات المناخية سواء كانت علمية أو تقنية أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو استراتيجية...
وركز الخبير، كمال جموعي على المراحل التي يجب إتباعها لضمان اتصال فعال والذي يبدأ – كما قال - بفهم إشكالية المناخ (علمية، تقنية، تكنولوجية، اجتماعية، بيئية) قبل طرح الأسئلة الصحيحة والبحث عن أفضل مصادر المعلومة، التحليل، المقارنة وحصر المعلومة، والاتصال والتقييم.
وعرض المكون أنواع الاتصال في مختلف الميادين مع الجماهير المستهدفة حيث ذكر على سبيل المثال المحاضرات المناخية للأمم المتحدة الموجهة لأصحاب القرار والسياسيين وكذا التحسيس والتربية حول مسائل التغيرات المناخية التي تستهدف الجمهور والمجتمع المدني والوسط المدرسي.
وهذا بالطبع الى جانب توفير الأموال الضرورية لتلك الحملات وتفادي تعمير المناطق القريبة من المجاري المائية ومراعاة أساليب البناء المقاوم للزلازل.
ع.أسابع