دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، برلمانيي الدول الإسلامية إلى تجنيد طاقات الأمة وجامعاتها ومراكز البحث، للتأسيس لمنهج ورؤية جماعية للتعامل مع الرهانات والتحديات الحالية التي يمر بها العالم، و شدد على حتمية أقلمة اتحاد مجالس الدول الإسلامية منهجية عمله مع التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم.
وقال بوغالي في كلمة له أول أمس خلال إشرافه على افتتاح الدورة الـ 48 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال غرب العاصمة إن " الأمة الإسلامية قوية بمؤهلاتها، بهويتها، بتعاليم دينها وبحضارتها فعلينا أن نجند طاقاتنا، وجامعاتنا ومراكز البحث لنؤسس لمنهج ورؤية جماعية للتعامل مع رهانات هذا العصر وما أكثرها".
وأشار المتحدث إلى التحولات المتسارعة التي تعرفها الساحة الدولية وبروز بوادر واقع عالمي جديد يفرض كما قال " علينا أقلمة اتحادنا ومنهجية عمله" بصفتهم برلمانيين يمثلون شعوب بلدانهم التي تريد أن تكون لاعبا نافذا في هذا النظام الدولي القائم وتودع إلى الأبد التهميش الذي طالهم.
ونبه المتحدث المشاركين بأنه بعد بداية تعافي العالم من آثار جائحة كورونا هاهو التضخم يضرب اقتصاديات العالم نتيجة أزمتي الطاقة والغذاء والإنفاق العسكري غير المسبوق واستقبال النازحين من النزاعات، وعليه أكد بأن الأمة الإسلامية بحاجة اليوم إلى " تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بقدراتنا الحضارية وأخذ زمام المبادرة".
ولدى تطرقه للوضع في فلسطين قال بوغالي أن الوضع هناك مقلق ويعرف مضاعفات خطيرة كل يوم من قتل ممنهج لشباب أبرياء وهدم المنازل وتوسيع الاستيطان وترسيم نظام التمييز العنصري، وعليه حث اللجنة التنفيذية للاتحاد واللجنة الدائمة حول فلسطين إلى القيام بدراسة متمعنة في هذه التطورات وتقديم التوصيات المناسبة للمؤتمر الـ 17 لاعتمادها.
من جانب آخر دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى ضرورة إيلاء اهتمام أكبر لاستفحال ظاهرة الإرهاب وتوسع رقعته خاصة في القارة الأفريقية، وكذا استمرار النزاعات والأزمات في العالم وآثارها الوخيمة مثل تلك التي أفرزها النزاع في أوكرانيا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الدول الإسلامية تواجه نتيجة لذلك أزمة اقتصادية وطاقوية حادة تزيد من غلاء الأسعار فضلا عن مضاعفات التغيرات المناخية.
ولم يفوت المتحدث المناسبة للتنديد بظاهرة الإسلاموفوبيا والكراهية والعنصرية ضد الإسلام، مستنكرا أشد الاستنكار حادثة حرق المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، ومعربا عن يقينه بأن المؤتمر سيرد بقوة على هذا السلوك الهمجي والعنصري.
كما لم يغفل بوغالي في كملته التطرق للتطورات الإلكترونية والرقمية التي يعرفها العالم وآثارها على الأمن الفكري والمجتمعي للأمة الإسلامية، والدور الخطير لشبكات التواصل الاجتماعي وهو ما يفرض على الأمة التحرك جماعيا لحماية أمنها الفكري وتعزيز مناعة مجتمعاتها، مؤكدا بأن الوفد الجزائري في هذا المؤتمر ستكون له اقتراحات بخصوص هذه المسألة.
وفي الأخير اعتبر بوغالي هذا الاجتماع فرصة لسرد الجهود في مجال حماية حقوق الإنسان و الأقليات و الفئات الضعيفة وتعزيز دور المرأة البرلمانية في كل المجالات.
نياس: اجتماع الجزائر سيشكل علامة فارقة في مسيرة الاتحاد
بدوره أثنى الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، محمد قريشي نياس، على ما قامت به الجزائر من جهود وتحضيرات لاحتضان هذه الدورة، و اعتبر في كلمته الافتتاحية بأن الاجتماع التي سيعقد في الجزائر "سيشكل علامة بارزة في مسيرة الاتحاد وسيحقق النجاح الذي نتطلع إليه".
وأشاد المتحدث بالمناسبة كذلك بالدور المميز للبرلمان الجزائري ضمن نطاق اتحاد المجالس، وسعيه الدؤوب إلى تعزيز مكاسب الاتحاد بما فير خير الأمة الإسلامية، وقال إن الاجتماعات التحضيرية ستمكن من وضع اللمسات الأخيرة تحسبا لاجتماع اللجنة العامة وأطر الاتحاد وذلك بالمراجعة النهائية للمشاريع جدول الأعمال المؤطر وكل الاجتماعات المصاحبة له.
وأشار نياس في نفس الاتجاه بأن الاجتماع الـ 47 للجنة التنفيذية للاتحاد المنعقد في مارس الماضي بالجزائر مكن من اعتماد لائحة إجراءات تخص المجتمعات والأقليات المسلمة، وهو ما تمخض عنه تشكيل لجنة المجتمعات والأقليات المسلمة داخل الاتحاد وقد باشرت عملها بعدة زيارات إلى دول عدة منها بنغلاديش للاطلاع على أوضاع لاجئي الروهينغا هناك.
مشاركة نوعية وتطلع للانتقال من التنظير إلى الفعل
أفاد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي النائب، محمد يزيد بن حمودة، بأن الدورة الـ 17 للاتحاد ستشهد مشاركة نوعية وواسعة لبرلمانات الاتحاد وقال بهذا الخصوص بأن 35 برلمانا إسلاميا أكد لحد الآن مشاركته و حضور 22 رئيس برلمان، وهو ما –يضيف- دليلا على مكانة الجزائر في العالمين العربي و الإسلامي وفي العالم أيضا.
وأضاف بن حمودة في تصريحات له بالمركز الدولي للمؤتمرات على هامش انعقاد الدورة الـ 48 للجنة التنفيذية بأن هذه الدورة ستعمل على نقل الاتحاد من مرحلة التنظير إلى مرحلة الفعل والتطبيق بالاعتماد على منظور دبلوماسي جزائري، مشيرا إلى أن مخرجات الاجتماع ستأخذ بعين الاعتبار مخرجات ونتائج القمة العربية المنعقدة في الجزائر سيما ما تعلق بالقضية الفلسطينية.
كما سيتوج الاجتماع بإعلان يتم تبنيه من قبل كل برلمانيي الدول الإسلامية سيكون في مستوى سمعة والمكانة الدبلوماسية للجزائر.
وقد شهد المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بداية من أول أمس الخميس اجتماعات اللجان الخاصة بالاتحاد تحضيرا للدورة الـ 17 التي ستعقد غدا الأحد، وفي هذا الإطار عقد الاجتماع الحادي عشر للجنة فلسطين الدائمة، وفيه أدان أعضاء اللجنة مجزرة جنين واقترحوا إحالة الانتهاكات الصهيونية على الجنائية الدولية، كما أدانوا أيضا محاولات طمس وتدمير المسجد الأقصى، والانتهاك المستمر لحقق الشعب الفلسطيني وطالبوا بحماية دولية له.
وأجمع أعضاء اللجنة التي يرأسها النائب الجزائري، سليم مراح، على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة الإسلامية، وخلالها رحب الأمين العام للاتحاد بإعلان الجزائر الخاص بالمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
بدورها عقدت المجموعة العربية اجتماعا للتشاور والتنسيق برئاسة محمد ريكان علي الحبلوسي رئيس مجلس النواب العراقي ورئيس البرلمان العربي، وقد خصصت اجتماعها لبحث كيفية توزيع ترشيحات أعضائها للعضوية في مختلف هياكل الاتحاد.
وعقدت لجنة المجتمعات والأقليات المسلمة اجتماعها الثاني، وهي لجنة جديدة دائمة وتختص بالشؤون السياسية والعلاقات الخارجية وتضم تسعة أعضاء يمثلون المجموعات الجغرافية الثلاث، إفريقيا، آسيا والعالم العربي، وثلاثة أعضاء آخرين يمثلون الترويكا التي تتشكل من تركيا( الرئاسة السابقة)، الجزائر ( الرئاسة الحالية) وكوت ديفوار ( الرئاسة اللاحقة).
كما عرف أمس الجمعة تنظيم الاجتماع التاسع للجنة الدائمة المتخصصة لشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، وكذا الاجتماع التاسع اللجنة الدائمة المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والأسرة، والاجتماع التشاوري للمجموعة الإفريقية.
إلياس -ب