أكد أمس، وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة من تيزي وزو، أن اليوم الوطني للشهيد ، هو سانحة عظيمة نستحضر من خلالها ذكرى خالدة في سجل انجازات الشعب الجزائري الأبي الذي جسد روح التضحية والفداء، وعبّر بصدق للعالم أجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه مدركا أن لا بديل عن استرجاع سيادته إلا برفع تحديات الفعل الثوري.
وأضاف الوزير خلال كلمته التي ألقاها بدار الثقافة مولود معمري احتفالا بذكرى اليوم الوطني للشهيد، «وإذ الجزائر تعيش أجواء هذه الذكرى فإننا نستحضر روح الوفاء لرسالة الشهداء الذين كرمهم الله بآيات الثناء ومنحهم الخلود، في صيانة الأمانة الخالدة التي أودعوها في ذمة الأجيال، وذلك باستحضار التضحيات الجسام التي تكبدوها في أقصى الظروف دفاعا عن سيادة الأرض والشرف العام».
وأكد العيد ربيقة، أن اليوم الوطني للشهيد بحق حدث دام في تاريخ الأمة الطافح بالمقومات والنضالات ومكابدة المعاناة، ورمز خالد لإرادة الشعب الجبارة وتصميمه المستميت على انتزاع حريته واسترجاع سيادته بعقيدة راسخة آمن بها الوطنيون المخلصون من أبناء الجزائر، وميزتهم قوة العبقرية والسمو في العقيدة والتفاني والتضحية من أجل الوطن ، فتحركت الضمائر الحية ووجدانهم المليء بالإيمان وبحب الوطن، ومن عمق الشعب استمدوا قوتهم وعزيمتهم وعمقهم الاستراتيجي.
كما أشاد وزير المجاهدين ببطولات وكفاح أبناء جرجرة في سبيل الوطن وحريته ووحدة الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن هذه المنطقة معقل للثوار ومأمن لمن طلب الأمن والأمان، فهي التي احتضنت الأمير عبد القادر، وهي التي لمت شمل الثوار وزعزعت كيان الاستعمار و بها توشحت ربوع الجزائر وسقت أرضها دماء بناتها وأبنائها الأخيار أمثال لالة فاطمة انسومر والشيخ الحداد وعبان رمضان وكريم بلقاسم، والعقيد عميروش، وغيرهم وقد امتزجت آلامهم ودمائهم مع إخوانهم في ربوع الوطن من أمثال مصطفى بن بولعيد و ديدوش مراد و زيغود يوسف وسي الحواس وحسيبة بن بوعلي وآخرين.
و أكد أن الشهداء دفعوا حياتهم وقايضوا جميعا حب الجزائر بدمائهم الطاهرة فكانت منة إلهية وحرمة مقدسة، وإن ذكراهم ستظل حية وحاضرة في ذاكرة الأجيال خالدة في الوجدان، كما أكد بأنهم ماضون نحو صون الوطن الذي أسسه آبائنا على قيم العطاء ومناصرة الحق ونصرة المظلوم ولن تزيدنا تضحيات شهدائنا إلا عزيمة وإصرار وقوة وتماسكا وتلاحما كما أشار إليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في كلمته التي ألقاها للشعب الجزائري عشية إحياء اليوم الوطني للشهيد.
وأضاف الوزير «أنه في هذا اليوم الأغر نكرم كيان العزة والكبرياء عرين الرجولة والفداء، فهو على مر العصور موطن البطولة والتضحية يمنح كل يوم أغلى الشهداء لا تفرق الدماء بين جنوده في الانتماء، في عروقهم حبهم للوطن غناء وتروي أرواحهم حكايا العطاء وتعزف دوما الحناجر أنغام الولاء للجزائر.
كما أكد أن الوطن لا ينسى أبدا من بذلوا الدماء وقدموا الأرواح فداء للذين قاوموا في أصعب الظروف وحطموا حواجز الخوف وكرسوها لخدمتنا، وعند أقدامهم حطموا الغزاة وعلموا الدنيا معنى الشموخ وأهدوا للعالم أطواق الحرية وكتبوا بالأحمر أسطورة البقاء وعرفنا معهم معنى العطاء بعد أن قدموا أغلى ما عندهم وهي أرواحهم دفاعا عن أرضهم وعن عرضهم فكانوا بحق أكرم من في الدنيا وأنبل من في البشر، جعلوا أنفسهم شمعة تحترق ليحيا الآخرون، ونضالهم جسرا ليعبر من خلاله الآخرون إلى الحرية والأمان والسلام وسيظلون كذلك على الدوام مصدر عزة وفخر ومنارة للأجيال القادمة»
ودعا العيد ربيقة إلى التجند بالعزم والإصرار للاستمرار والوفاء لعهد الشهداء إدراكا بأن الوعي التاريخي المتجدد لأمجاد ومكاسب الماضي ومرجعيتها الخالدة نوفمبر، والذي نهتدي به ونستلهم منه المعاني والدروس وهو في الحقيقة ذخيرة حية للأجيال في شحن الضمير والوجدان واستنفار العقول والأبدان لرص الصفوف واستمرار لروح نوفمبر وحفاظا على وحدة الوطن وتجسيد لمعاني الوفاء وتبديد أوهام الأعداء من أولائك الذين انتهكوا أرضنا وعرضنا بالأمس ولم يرق لهم أن يروا الجزائر اليوم شامخة شموخ الجبال الراسيات وفية لذاكرتها عزيزة بكرامتها قوية بطاقاتها متحفزة لطموحاتها ومؤمنة
بمستقبلها. سامية إخليف