دعا، مشاركون في ملتقى وطني حول ثنائية الانكشاف والأمن الإعلاميين ومتطلبات التأمين والحماية من مخاطر المعلوماتية، احتضنته جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي ، إلى ضرورة تشديد عقوبة نشر الأخبار الكاذبة، وتعديل الإجراء القانوني الذي يعاقب ناشر هذه الأخبار ومتابعته بجناية بدلا من جنحة، كما دعوا إلى بناء استراتيجية وطنية للتصدي ومواجهة المخاطر المعلوماتية والانكشاف الإعلامي. وتضمنت التوصيات التي توجت أشغال الملتقى الذي شارك فيه 34 أستاذا وطالب دكتوراه يمثلون 11 جامعة جزائرية إلى جانب إطارات بسلكي الشرطة والدرك الوطنيين، التأكيد على ضرورة تعزيز المنظومة القانونية بمواد مشددة العقوبة على مروجي الأخبار الكاذبة، وتحويلها من جنحة إلى جناية في حال تعلق الأمر بالمساس بالأمن والنظام العامين، إلى جانب استحداث هيئات رقابة مهنية وقانونية على ما يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بما يتماشى والتطورات المتسارعة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، مع العمل على بناء استراتيجية وطنية لمواجهة مخاطر المعلوماتية والانكشاف الإعلامي، على أن يكون ذلك بتنسيق جهود كافة الهيئات والمصالح التي لها علاقة بالموضوع، إضافة إلى ضرورة مراجعة وتكييف وتحيين التشريعات بما يتوافق والتطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال من جهة، ويساهم في حماية الخصوصية ودعم حرية الرأي والتعبير من جهة أخرى، وكذا التكثيف من المبادرات والعمليات التحسيسية والإعلامية الخاصة بالجرائم الإلكترونية وانعكاساتها على أمن واستقرار المجتمعات. كما تم التأكيد على السعي لأن تكون الطبعة المقبلة من الملتقى دولية، نظرا لأهميته الموضوعية ذات الأبعاد العالمية، مع توسيع نطاق المشاركة ليشمل المختصين النفسانيين، والاجتماعيين، والتربويين والقانونيين، والتنسيق بين الجامعة والجهات المختصة في إطار إرساء برامج تكوينية بيداغوجية، تستهدف تطوير المعرفة العلمية الخاصة بالأمن المعلوماتي وتطوير برامجه. وأكد رئيس الملتقى الدكتور نور العابدين قوجيل للنصر بأن الملتقى يندرج ضمن برنامج جامعة أم البواقي عبر مختلف مخابرها وفرقها البحثية، للانفتاح على محيطها ومواكبة مختلف المستجدات الحاصلة فيه، موضحا أن العصر الحالي يشهد تحولاً هائلاً في مجال الإعلام والاتصال الرقميين، «فمع تطور التكنولوجيا وانتشار الانترنت، أصبحت وسائل الإعلام الرقمية مصدرًا رئيسيًا للحصول على المعلومات، ناهيك على أن صحافة المواطن وشبكات التواصل الاجتماعي باتت جزءًا أساسيًا من الإعلام الرقمي، حيث أنها مكّنت المستخدمين من إنتاج المحتوى ونشره على نطاق واسع دون الحاجة للاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية، وبفضل هذا النوع من الإعلام، أصبح بإمكان الأفراد العاديين تغطية الأحداث الجارية في بلادهم والإبلاغ عن الأخبار التي تشغل بالهم». وأضاف المتحدث أن أبرز نتائج هذا التحول الرقمي هو تمكين المزيد من المستخدمين من مشاركة الأخبار والمعلومات في الوقت الفعلي، ومساعدتهم على تبادل الآراء والتعليقات حول الأحداث الجارية والقضايا الهامة، وأصبحت المعلومة في يد المستخدمين تشكل أداة فعالة للمراقبة والمساءلة، أين أصبح للمواطنين خاصية التبليغ عن الفساد والظلم والإساءة بشكل مباشر. ويرى الدكتور نور العابدين أن الجانب المظلم في هذا الانكشاف الإعلامي يكمن في سلسلة الممارسات غير المضبوطة، أين تتكاثر الأخبار المضللة والمفبركة والمغلوطة وتنتشر بسهولة غير مسبوقة، كما يمكن استغلال هذه الوسائل لنشر الكراهية والتحريض على العنف والتطرف، مضيفا أن «تزايد استخدام الإعلام الرقمي الذي يترافق مع زيادة خطر الأمن الإعلامي، من شأنه أن يؤثر سلباً على الرأي العام ويشكل تهديداً للأمن الوطني، والأمن الإعلامي أصبح مسألة هامة جداً ويجب العمل على تعزيزه وحمايته».
أحمد ذيب