أعلنت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، أول أمس، عن إطلاق قطاعها الوزاري لمنصة رقمية «العائلة تستشير» لمرافقة الأسر في مجال الوقاية من المخدرات، التي ‘’تعتبر من أخطر الآفات التي يعاني منها العالم، لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية».
ولدى إشرافها على لقاء حول آليات الوقاية من المخدرات في الوسط الأسري، أوضحت كريكو أن إطلاق الوزارة لهذه المنصة الرقمية يأتي لمرافقة الأسر في مجال الوقاية من المخدرات بحيث ستسمح لأفراد العائلات، سيما الأولياء، من طرح انشغالاتهم في هذا المجال.
كما أبرزت الوزيرة بأن الهدف من إطلاق هذه الخدمة الرقمية تحت تسمية «العائلة تستشير» من شأنها تسهيل عمليات التواصل لفائدة العائلات والاستفادة من توجيهات الخلايا الجوارية التابعة لقطاع التضامن الوطني، من تسهيل تواصل الأسرة المتضررة من هذه الآفة لاسيما ربات البيوت التي تلاحظ تغير على أبنائها أو شكوك من هذا الجانب وأضافت، ‘’ وفرنا هذه المنصة لسهولة التواصل مع طاقم طبي اجتماعي متخصص تشكله الخلايا الجوارية للتضامن لتوجيهها نحو أنجع السبل لسرعة التكفل في بداية الإدمان’’.
وفي سياق ذي صلة أشارت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة أن ذات الخدمة تندرج في إطار تجسيد استراتيجية قطاع التضامن الوطني الرامية إلى عصرنة الإدارة قصد تحسين الخدمة بوضع منصات رقمية للخدمات الاجتماعية، على غرار تلك الموجهة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة والأشخاص المسنين لتمكين هذه الفئات من طرح انشغالاتهم بغية التكفل بها من طرف المصالح المعنية.
وبعد أن لفتت إلى جهود قطاعها لمرافقة الفئات الاجتماعية بهدف الحفاظ على التماسك الأسري من خلال توعية الأسرة بآليات الوقاية من الآفات الاجتماعية ومن مخاطر المخدرات، حرصت ممثلة الحكومة على التأكيد بأن عقد دورة غير عادية للمجلس الوطني للأسرة التابع لقطاعها، خلال ذات اللقاء الذي حضره المدير العام للإذاعة الوطنية ورئيس ديوان وزير الاتصال، جاء في سياق إبراز المهام الموكلة إليه، سيما بعد تكليفه بجملة من التدابير ولاسيما التحسيسية والوقائية والعلاجية للآثار المنجرة عن انتشار آفة المخدرات المدمرة، عبر كافة التراب الوطني في إطار تنسيقي مع جل الفاعلين.
من جهته، تطرق مدير التعاون الدولي بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات، فاتح داودي، إلى ظاهرة الإدمان، مشيرا إلى أن المراهقين والشباب هم الأكثر عرضة لاستهلاك المخدرات، مؤكدا أن الجزائر ليست بمنأى عن مخاطر آفة المخدرات، وأشار بهذا الخصوص إلى أن معظم كميات القنب الهندي قادمة من الحدود الغربية لبلادنا.
وذكر بهذا الخصوص أن مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة يشير في تقريره السنوي إلى أن المغرب يبقى أول منتج للقنب في إفريقيا وأحد أوائل المنتجين له في العالم، مبرزا أن الأمر لم يتوقف عند القنب فقط، بل تعداه إلى المخدرات القوية والمؤثرات العقلية التي أصبحت تحجز باستمرار وبكميات معتبرة.
من جهة أخرى أشار داودي، إلى أن المؤشرات العديدة المستخلصة من التقارير الدورية التي ترد من مصالح مكافحة المخدرات إلى الديوان الوطني لمكافحة المخدرات توحي بأن الظاهرة في تزايد مستمر، مذكرا في ذات الوقت بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة لحماية الشباب من الآفات الاجتماعية وصون صحتهم وحياتهم وضمان مستقبلهم.
وأثناء تدخله أبرز بدوره المدير العام للإذاعة الجزائرية، محمد بغالي، أهمية دور الإعلام في المساهمة في عمليات تحسيس وتوعية المجتمع حول خطر المخدرات والوقاية منها، علاوة على دور المجتمع المدني في هذا المجال.
دعوة للأسر لتوجيه أبنائها لمراكز علاج الإدمان
من جهته دعا المجلس الوطني للأسرة التابع لقطاع التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، في التوصيات التي خرجت بها دورته الاستثنائية المنعقدة على هامش ذات اللقاء، إلى مضاعفة الجهود المبذولة لتطويق انتشار المخدرات في مجتمعنا، مشددا على ضرورة التدخل المكثف والعمل ‹›معا›› والوقوف صفا واحدا ضد هذا العدو الدخيل على مجتمعنا، سيما من خلال تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية حول مخاطر المخدرات.
وتم التأكيد في هذا الصدد على أهمية إشراك الجمعيات الفاعلة في الميدان وتشجيع ثقافة الحوار داخل الأسر بهدف إيجاد طرق كفيلة بمعالجة إشكاليات المدمنين والتعامل معهم منذ البداية.
وتضمنت ذات التوصيات التأكيد على أهمية تحسيس الأسر بتوجيه أبنائها لمراكز علاج الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية بالتنسيق مع القطاع الصحي في بداية الإدمان، مشددة على ضرورة تظافر جهود كل الفاعلين للمساهمة في إعادة إدماج المعنيين اجتماعيا.
كما دعت مخرجات لقاء المجلس الوطني للأسرة، إلى تحسيس أفراد المجتمع ومختلف فعالياته، بضرورة التبليغ وتقديم المعلومات لدى الجهات المخولة قانونيا حول هذه الآفة ومروجيها والتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية خاصة الإذاعات المحلية الجوارية لما لها من تأثير في إيصال رسائل وقائية تحسيسية توعوية ضد تعاطي المخدرات والوقاية
منها. ع.أسابع