أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس من سطيف، أن دائرته الوزارية تعمل على صيانة الذاكرة الوطنية وتولي أهمية بالغة لكتابة تاريخنا وتبليغه بالوسائط الحديثة لدورها الأكيد في توثيق المآثر التاريخية، لتبقى حاضرة في الأذهان من خلال رؤية جديدة تترجمها الصورة الرقمية في عالم طغت فيه سطوة الرقمنة والذكاء الاصطناعي والصورة المليئة بالمثيرات البصرية على لغة الكلمات.
وقال الوزير، في كلمته خلال إشرافه على افتتاح فعاليات الاحتفالات الرسمية المخلدة لليوم الوطني للذاكرة، التي ألقاها بقاعة العرض الكبرى على مستوى دار الثقافة هواري بومدين بسطيف، سهرة أول أمس، أن الوزارة تولي أهمية بالغة لاستخدام التكنولوجيات الحديثة، في تبليغ الرسالة التاريخية، من خلال إنتاج أفلام تاريخية وأشرطة وثائقية وأعمال فنية كالملاحم والمسرحيات والأوبرات والعروض التي تعنى بإبراز مسيرة الثورة المظفرة وأخرى تسلط الضوء على محطات وأحداث تاريخية هامة في كفاح الجزائر المجيد.
كما دعا المتحدث، إلى مواصلة المثابرة وبذل الجهد في تثمين التراث التاريخي والثقافي، المتعلق بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية والثورة التحريرية وإنجازات الشهداء الأبرار والمجاهدين الأبطال، مؤكدا بأن اليوم الوطني للذاكرة من بين أهم الأيام حضورا في وجدان ونفوس الجزائريين، لأنه يحيل إلى حديث عظيم من أحداث النضال والفداء التي تحلى بها الشعب الجزائري، وآلامه في تلك الأيام والفواجع والأحزان المرتبطة بالجرائم الاستدمارية المقترفة في حق أبناء الوطن، على مدار شهر ماي وما يزيد عنه في سنة 1945، مشيرا إلى أن تلك الأيام عبّدت مسالك الحرية ورسالة شعب أعزل، عالي الهمة، إلى من يحتفي بانتهاء الحرب العالمية الثانية، آملا في تحقيق الوعد الذي أعطي للشعوب المقهورة التي ترضخ تحت الاستعمار، مشددا على أن هذا اليوم يبقى للذكرى والتذكر لما أريق فيه من دماء الجزائريين.
وخلال إشرافه أمس على افتتاح أشغال الملتقى الوطني الرابع الذي حمل شعار « مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر القمع- الابادة- ذاكرة لا تنسى»، المنظم بجامعة محمد لمين دباغين سطيف 2، إحياء لذكرى مجازر 8 ماي 45 - والذي شهد تكريم عدد من المجاهدين ممن عايشوا هذه الأحداث الأليمة على غرار المجاهدة حورية طوبال رفيقة الشهيدة مريم بوعتورة و المجاهدة فاطمة لوعيل و المجاهدين علي فايدي عمار لوعيل و دحمان عتروت المدعو العمروشي-، أضاف الوزير ، أن المكاسب المحققة في السنوات الثلاث الأخيرة حول ملف الذاكرة، تقوي الاعتزاز بالانتماء إلى الوطن ، مع حثه الشباب على مواصلة مسيرة التجديد الوطني والحفاظ على مكونات الهوية و ثوابت الأمة، قبل أن يختتم بالتأكيد على أن الجزائر ستواصل على درب الاستمرار و الوفاء لعهد الشهداء، والعمل لكسب رهانات المستقبل في كنف الأمن و الاستقرار وسط محيط دولي و إقليمي متأزم.
ويذكر أن وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، زار و الوفد المرافق له، أمس مساء، رئيس الجمعية الجزائرية 8 ماي 45، المجاهد عبد الحميد سلاقجي في منزله بحي أول نوفمبر بسطيف، أين اطمأن على وضعه الصحي متمنيا له الشفاء العاجل، وهذا بعدما توجه الوفد صباحا إلى مقبرة «سيدي السعيد» بحي بوعروة وسط المدينة، أين تم وضع إكليل من الزهور وتلاوة الفاتحة ترحما على الشهداء أمام نصب المقبرة الجماعية، كما قام الوزير بجولة في فضاء مفتوح بجوار المقبرة، احتوى رسومات براعم الكشافة حول الذكرى، حيث كان له حديث مع هؤلاء الأطفال مبرزا أهمية ترسيخ الذكرى من جيل لآخر.
خ. ل