أكد أول أمس الخميس، ممثلو وفد خبراء المعهد الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية بنيجيريا أن قسنطينة تملك مقومات مناسبة للتعاون الاقتصادي، حيث أبدوا إعجابهم بمنشآت اقتصادية في مجال الصناعات الميكانيكية والصيدلانية خلال زيارتها.
وزار وفد خبراء المعهد الوطني للدراسات السياسية و الاستراتيجية بنيجيريا، مرفقين بخبراء من المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، وحدتي مجمع «صيدال» بالمنطقة الصناعية «الرمال»، أين قدمت مديرة وحدة الإنتاج قسنطينة 1، فريال خراب، عرضا حول مقومات المجمع المختص في إنتاج الأدوية الجنيسة، حيث يغطي أكثر من 160 منتجا في 20 صنفا علاجيا، بما يقارب 220 مليون وحدة دوائية يتم تسويقها سنويا، كما سجل المجمع زيادة في رقم الأعمال بنسبة 55 بالمئة ما بين سنتي 2021 و2022، بعد أن قفز الرقم من أكثر من 942 مليار سنتيم إلى أكثر من 1460 مليار سنتيم، في حين أن عدد العمال وصل إلى 3100 العام الماضي.
وأكدت مديرة الوحدة أن «صيدال» تتبنى رؤية جديدة نحو التصدير بالنظر لطاقتها الإنتاجية والخبرة التي تمتلكها في المجال، حيث يسعى القائمون عليها لجعلها طرفا فعالا على المستوى الإفريقي لتوفير الأدوية وضمان الأمن الصحي للقارة، فضلا عن أنهم عملوا على تطوير رؤية سياسية وإستراتيجية جديدة لترقية التصدير ودخول أسواق جديدة. وأضافت نفس المصدر أن المجمع قد شرع في تسجيل منتجاته في أكثر من 10 دول إفريقية، حيث تم إبرام اتفاقيتين في داكار شهر ماي من العام الماضي من أجل ترقية نشاط «صيدال» في السنغال وغينيا. واستمع الحاضرون إلى العرض المقدم من طرف المديرة حول وحدة قسنطينة 1 المختصة في تصنيع المحاليل المعقمة الموجهة للحقن، حيث أوضحت المتحدثة أن المنشأة ستشرع في إنتاج بدائل حيوية أخرى، مشيرة إلى أنها قد صنعت من قبل لقاح كوفيد-19 بالتعاون مع المخبر الصيني «سينوفاك» واللقاحات المضادة لالتهاب الكبد الفيروسي من الصنف ب.
أما وحدة قسنطينة 2 فتختص في تصنيع السوائل ومحاليل الشرب، حيث ستشرع قريبا في تصنيع الأدوية الموجهة للاستنشاق والموجهة للتقطير في العينين، بينما تصل القدرة الإنتاجية في مجال السوائل إلى 32 ألف لتر في اليوم.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لوحدة إنتاج الأنسولين 320 ألف زجاجة في الشهر، حيث أطلقت عملية الإنتاج شهر مارس، وتستهدف الوصول إلى تسويق 4 ملايين وحدة سنويا، موجهة للمستشفيات، كما أطلق المجمع عملية توضيب العلاجات الكيميائية للسرطان بالشراكة مع شركة «سي كا دي أوطو» الكورية الجنوبية، في حين يجري العمل على مشروع مشترك مع مخبر «سينوفاك» الصيني من أجل إنتاج أنواع أخرى من اللقاحات في وحدة قسنطينة 1. وأكدت المتحدثة أن آفاق المجمع تشمل إنشاء وحدة إنتاج جديدة في باتنة ووحدة جديدة في قسنطينة مخصصة لأدوية أمراض السرطان، بينما يستهدف المجمع الشروع في تصنيع منتجات جديدة مثل أقلام الأنسولين ومجموعة من الأدوية الخاصة بأمراض السرطان وعدد من أدوية البدائل الحيوية.
وزار الوفد النيجيري أيضا مجمع ترقية الصناعات الميكانيكية في عين سمارة، ليتنقل بعدها إلى مقر الشركة الوطنية لعتاد الأشغال العمومية، التي أوضح لنا مديرها العام، سليمان بولبد، أنها تضم 6 فروع إنتاجية و4 وحدات تجارية، في حين تعمل الشركة على إنتاج مختلف أنواع عتاد الأشغال العمومية، كما تعمل بالشراكة مع الشركة الألمانية «لايبر»، مشيرا إلى أن مصنع عين سمارة يصنع الآليات والأجزاء أيضا، حيث يتم تصديرها إلى الشريك الأوروبي.وتصل الطاقة الإنتاجية في عين سمارة إلى 450 آلية في السنة، حيث أكد المدير العام أن آفاق التطوير تشمل توسيع المنتجات لتشمل أنواع أخرى من الآليات، على غرار آليات الخرسانة والرافعات، في حين يصل رقم الأعمال إلى 520 مليار سنتيم، في حين تترقب الشركة الوصول إلى رقم 800 مليار سنتيم خلال السنة الجارية. وقدم المدير العام عرضا عن الآليات التي تنتجها الشركة بعين سمارة، حيث تضم الوحدة فرع «سوماتيل» التابع لمجمع «أونمتيبي» بشكل تام، بالإضافة إلى «سوماتيل لايبر» الذي يعتبر فرعا بالشراكة مع الشريك الألماني.
أما في مركز البحث في البيوتكنولوجيا، فقد قدم مديره، الدكتور عمار عزيون، عرضا عن المركز الذي يضم 300 باحث ومهندس موزعين على 5 أقسام بحث ووحدة بحث، فضلا عن علاقته بسبعة مخابر امتياز، كما شرح للحضور أولويات المجالات البحثية التي يعمل عليها المركز وهي الزراعة والبيئة والصحة. وقدم مدير مركز البحث في الميكانيك وممثل عن مركز البحث في العلوم الصيدلانية عرضا عن المركزين أيضا، في حين ألقى ممثل عن الوفد النيجيري كلمة، أكد فيها سعادة الوفد ورضاه بما اطلع عليه خلال الزيارة.واعتبر عضو الوفد النيجيري آيغ ديدي غالادانشي، في رد على سؤال صحفي، أن قسنطينة تملك مناخا مناسبا للتعاون الاقتصادي المتنوع، مؤكدا أن مجمع الصناعات الميكانيكية العسكرية ومجمع الشركة الوطنية لعتاد الأشغال العمومية ووحدتي مجمع «صيدال» تؤكد أن قسنطينة قادرة على التنويع الاقتصادي.
وأكد ممثل المعهد الوطني للدراسات الشاملة، محفوظ درغوم، في تصريح للصحافة، أن الوفد النيجيري سيعد تقريرا ويعرضه على رئيس الجمهورية النيجيري، مؤكدا أن الجزائر تستهدف معرفة قدراتها وإمكانية تسويقها في إفريقيا على وجه الخصوص، كما شدد أن السلطات العمومية في البلاد تشجع التوجه نحو القارة الإفريقية، كما أوضح أن الجزائر ونيجيريا تتشاركان نفس الانشغالات، مشيرا إلى أن محور الجزائر- أبوجا- بريتوريا معروف وذو أهمية إستراتيجية عالية. وتطرق نفس المصدر في حديثه إلى أهمية المحور المذكور، في مشاريع الطريق العابر للصحراء والألياف البصرية وقناة الغاز بين نيجيريا والجزائر.
سامي.ح