شدّد أخصائيون على أهمية ضمان المرافقة النفسية للمترشحين لنيل شهادة البكالوريا من طرف المحيط الأسري، وإبعادهم عن الضغوطات خلال اجتياز الامتحانات، مع ضرورة توعيتهم بالاعتماد على قدراتهم الفردية، وتفادي محاولات الغش.
دعت الناشطة التربوية فتيحة باشا أولياء التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا، إلى تجنيب المترشحين كافة أشكال الضغوط النفسية، مقابل مساعدتهم على تعزيز الثقة في النفس، وعدم التشكيك في قدرتهم على استرجاع المعلومات يوم الامتحان، مع تخصيص السويعات المتبقية للمراجعة السطحية.
وأكدت السيدة باشا في تصريح «للنصر» على أهمية استمرار التواصل بين الأستاذ والطالب إلى غاية آخر يوم من الامتحانات الرسمية، لأن المنهجية والخبرة التي يتمتع بها الأساتذة المدرسون تساعد على التأطير المناسب للمترشحين، وعلى الأداء الجيد يوم الامتحان.
ونصحت المختصة التربوية الممتحنين بأن يضعوا برنامجا مضبوطا خلال هذه الأيام، بإعداد ملخص موجز للمعلومات التي يرونها محورية، أو يخشون نسيانها، مع تخصيص فترات للراحة والنوم الكافي، مضيفة بأن طريقة المراجعة تختلف من طالب إلى آخر، وأن هناك من يفضل أن تستمر العملية إلى غاية يوم الامتحان.
وحثت المتدخلة الأولياء على ضرورة توعية الأبناء المترشحين ضد محاولات الغش من أجل تحقيق نتائج إيجابية في الامتحانات، من خلال تشجيعهم على الاعتماد على الذات، والتذكير بالإجراءات العقابية المشددة التي تطال الغشاشين.
وأضاف من جهته الأستاذ بوعلام عمورة رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية «كلا»، بأن الإعداد النفسي الجيد للمترشحين يعد من بين عوامل النجاح في الامتحانات، داعيا الطلبة إلى التعامل بطريقة عادية مع امتحانات البكالوريا، على غرار الامتحانات الفصلية، طالما أن المواضيع ستكون مستمدة من المقرر الدراسي.
وأفاد المصدر بأن البكالوريا التجريبية التي تم اجتيازها من قبل طلبة الأقسام النهائية في أواخر الثلاثي الثالث، هي صورة مطابقة لمجريات الامتحانات الرسمية، سواء ما تعلق بفحوى المواضيع أو طريق التنظيم وكذا التوقيت المخصص لكل مادة، وقد كانت فرصة لتدريب المترشحين على كيفية اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا.
ونصح الأستاذ عمورة الطلبة بالتوجه مبكرا إلى مراكز الامتحان، والابتعاد عن مصادر الضغط والقلق، مع ضرورة الحرص على القراءة المتأنية للمواضيع، بتخصيص ربع ساعة الأولى على الأقل للتمعن في الأسئلة، لأن فهم السؤال نصف الجواب، مع تفادي الإكثار من المسودات بالنسبة للأسئلة التي تبدو سهلة، من أجل ربح الوقت والجواب على كامل الموضوع.
وأوضح الأستاذ عمورة بأن هذه النصائح تقدم عادة للتلاميذ متوسطي المستوى، من أجل ضمان النجاح في شهادة البكالوريا، بالحرص على التركيز من أجل التمكن من استرجاع المعلومات المخزنة في الذهن بعد أسابيع من المراجعة المتواصلة، في حين ينصح التلاميذ النجباء بتجنب التوتر والقلق، لأن ذلك يؤثر على قدراتهم الفكرية، ويحول دون تمكنهم من تحقيق نتائج جيدة، والتفوق في الشهادة.
ودعا المتحدث بدوره الآباء إلى مرافقة الأبناء الممتحنين طيلة مجريات البكالوريا، وعدم الضغط عليهم بعد الخروج من كل امتحان، بالاستفسار عن فحوى المواضيع وطريقة التعامل معها، مع الحرص على توجيه رسائل إيجابية تحفز على النجاح.
كما نبه الأستاذ عمورة الطلبة إلى عدم الخروج من قاعة الامتحان قبل انتهاء الوقت، لأن التريث قبل تسليم ورقة الإجابة، مع مراجعتها عدة مرات يساعد على تدارك الأخطاء والهفوات التي قد يقع فيها الطالب بسبب الضغط والقلق.
لطيفة بلحاج