يقوم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بزيارة عمل إلى قطر، تدوم يومين، ابتداء من اليوم السبت، يلتقي خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما سيقوم بزيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية ابتداءا من يوم الإثنين تلبية لدعوة من نظيره الصيني .
لتسريع المشاريع الحالية واستقطاب مزيد من الاستثمارات
رئيـس الجمـهورية في زيـارة دولـة إلى الصـين بدايـة من الاثنـين
يشرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ابتداء من يوم الإثنين، في زيارة للصين بدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، وهي تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي، بين الشعبين الصديقين الجزائري والصيني. وتوصف بالهامة بالنظر إلى العلاقات الإستراتيجية التي تربط البلدين، خاصة في الشق السياسي، وكذا في مجال التبادل التجاري ومشاريع البنى التحتية والاستثمار.
أعلنت رئاسة الجمهورية، أنّ الرئيس عبد المجيد تبون سيجري، يوم الاثنين 17 جويلية، زيارة إلى الصين بدعوة من الرئيس شي جين بينغ. وقال بيان للرئاسة إنّ الزيارة التي تعد الأولى لرئيس جزائري منذ عام 2008، «تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتينة و المتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين الشعبين الصديقين الجزائري والصيني».
وجرى الترتيب لهذه الزيارة منذ مارس الماضي، حيث عُقدت اجتماعات تقنية بين المسؤولين الجزائريين والصينيين لإعداد الملفات السياسية والاقتصادية المقرر مناقشتها خلال الزيارة المرتقبة. وتأتي زيارة الرئيس تبون إلى بكين بعد شهر من زيارته إلى موسكو، وتعد الصين من البلدان الرئيسية التي تراهن الجزائر على دعمها في دخول منظمة بريكس إلى جانب روسيا.
ويستهدف الرئيس تبون خلال زيارته تطوير اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة الموقعة بين الجزائر وبكين عام 2014، خاصة بعد التطورات الإيجابية الكبيرة في العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي منذ تلك الفترة، حيث تتوجه العلاقات نحو إحداث نقلة نوعية جديدة وإضفاء محتوى أكثر صلابة وأكثر تنوعا للشراكة الإستراتيجية الشاملة التي يطمح البلدان لإرسائها”، وهو ما يفسر الرغبة المشتركة لدى الجانبين في “ضرورة تسريع تجسيد المشاريع المهيكلة المهمة المضمنة في الخطة الخماسية الثانية للشراكة الإستراتيجية (2022-2026) والخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، وكذا الخطة الثلاثية (2022-2024) للتعاون في المجالات الرئيسية”.
وكانت الجزائر قد انضمت منذ عام 2019 إلى الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين عام 2013، وكذا خطة التعاون في المجالات الرئيسية التي تمتد حتى عام 2024. ففي نوفمبر الماضي وقع البلدان على الخطة الخماسية الثانية للشراكة الإستراتيجية 2022-2026، كما ترغب الجزائر في تسريع وتيرة تنفيذ عدد من المشاريع الاقتصادية الحيوية، بتمويل وشراكة صينية، بينها مشروع استغلال منجم الحديد بغار جبيلات، (ظفرت به ثلاث شركات صينية لاستخراج مليوني طن من خام الحديد سنويا)، ومشروع الفوسفات المدمج ببلاد الهدبة بتبسة (استثمار صيني بقيمة سبعة مليارات دولار لإنتاج 5.4 ملايين طن من الأسمدة بمختلف أنواعها سنوياً)، ومشروع استغلال منجم الزنك والرصاص بواد أميزور ببجاية، وتطوير حقل نفطي جنوبي الجزائر ومحطات للطاقة الشمسية.
وفي قطاع الطاقة، يسير البلدان لتجسيد مشروع مركب بتروكيماوي يعمل بتقنية التكسير بالبخار في شراكة بين شركة سوناطراك والشركة الوطنية الصينية للكيمياء والهندسة والبناء “سي سي 7”. وسيسمح المشروع بإنتاج البولي إيثيلين بجميع أنواعه بالإضافة إلى منتجات أخرى، وبالأخص البروبيلين والبوتاديِين، وهي مواد نفطية لديها استعمالات صناعية كبيرة.
ويوجد الصينيون أيضا في مشاريع استخراج النفط، فقد أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية عن إبرامها عقدا مع الشركة النفطية الصينية سينوباك، لمقاسمة الإنتاج في الرقعة التعاقدية المسماة “زارزايتين”، الواقعة بحوض إليزي شرق البلاد، بقيمة استثمارية تقدر بنحو 490 مليون دولار أمريكي والتي ستسمح باسترجاع ما يقرب 95 مليون برميل من النفط.
وتعد الصين أهم شريك اقتصادي وتجاري للجزائر، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة بالبلاد نحو 10 مليارات دولار، أما التبادل التجاري بين البلدين فهو في حدود 9 مليارات دولار، وهي معطيات جعلت الجزائر من أوائل المنخرطين في “مبادرة الحزام والطريق”، وهي تسعى اليوم من خلال هذه الزيارة لافتكاك دعم أكثر قوة لرغبتها في دخول منظمة بريكس بعد أن كانت بيكين قد أبدت ترحيبها الأولي بالفكرة عندما طرحها الرئيس عبد المجيد تبون قبل سنة.
دعم العلاقات الاستراتيجية وتعزيز الثقة المتبادلة
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الصينية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى بكين، يوم الاثنين المقبل، والتي تستمر خمسة أيام حتى 21 جويلية، بأنها «فرصة لتحقيق تطور أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ومساهمة أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
وذكر المتحدث الثاني باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، في الإفادة الصحافية الدورية، رداً على سؤال حول الزيارة، أنّ الجزائر تعد أول دولة عربية تقيم معها الصين علاقات شراكة استراتيجية، وقال «في عام 2014، تمت إقامة علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر، الأمر الذي جعلها أول دولة عربية أقامت علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين». وأضاف الدبلوماسي الصيني أنّ «العلاقات الصينية الجزائرية تشهد تطوراً شاملاً ومعمّقاً، حيث تعززت الثقة المتبادلة بين البلدين على الصعيد السياسي بشكل مستمر، وأجرى البلدان التعاون العملي المثمر في إطار مشروع الحزام والطريق، مع البقاء على التواصل والتنسيق المكثفين في الشؤون الدولية والإقليمية، للعمل بثبات على صيانة الإنصاف والعدالة الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية الفقيرة».
وشدد على أنّ «الجزائر والصين تربطهما صداقة تاريخية عميقة، ظل البلدان يتبادلان الاحترام والدعم ويتعاملان معاً على قدم المساواة. إن الصين هي أول دولة غير عربية اعترفت بالحكومة الجزائرية المؤقتة، أما الجزائر، فقدمت مساهمة بارزة في استعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة».
ع سمير
الرئيس تبون في زيارة دولة إلى قطر
يقوم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بزيارة عمل إلى قطر، وذلك بحسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية أمس الجمعة. وبحسب ذات المصدر فإن الرئيس تبون سيقوم بزيارة إلى قطر تدوم يومين، ابتداء من اليوم السبت، يلتقي خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وترتبط الجزائر وقطر بعلاقات مميزة على جميع الأصعدة، يترجمها تبادل الزيارات، فضلا عن التنسيق المستمر بين البلدين في المسائل الثنائية والإقليمية والدولية.
ق و