بدأ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية، تلبية لدعوة من نظيره الصيني، السيد شي جين بينغ. و تأتي هذه الزيارة ترجمة للعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين والتي أخذت أبعادا استراتيجية بمرور السنوات، ويتوقع أن تشهد مرحلة جديدة بالنظر للدور الذي بات يلعبه البلدان.
و تتميز العلاقات بين الجزائر والصين بعمقها التاريخي وطابعها الاستراتيجي الشامل، ومن شأنها أن تتعزّز أكثر وترتقي إلى مستويات أعلى بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المندرجة في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
وتعود العلاقات التاريخية مع الصين مباشرة إلى إعلان تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة عام 1958، لتتطور العلاقات بشكل أكبر بعد استقلال الجزائر.
ويطمح البلدان إلى الارتقاء بالشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمعهما إلى مستويات أعلى وآفاق أرحب بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين وبما يحقق طموحاتهما في ظل المتغيرات الدولية الراهنة، ومساعي تعزيز التموقع الإقليمي والدولي، وذلك انطلاقا من التزامهما بمبدأ الاحترام والمصالح المتبادلة وفي ظل حرص قائدي البلدين على التشاور المستمر والتعاون الوثيق.
أما في المجال الاقتصادي، فتعرف وتيرة الشراكة الثنائية تسارعا متواصلا من خلال انجاز مشاريع عديدة ذات أهمية إستراتيجية للاقتصاد الجزائري، على غرار ميناء الوسط بشرشال واستغلال الفوسفات والحديد وتطوير شبكة السكك الحديدية، وهو ما من شأنه أن يرفع من مستوى الاستثمارات الصينية في الجزائر.
وأصبحت الصين خلال السنوات الماضية أهم الشركاء التجاريين وتحتل المركز الأول من حيث تموين السوق الجزائرية بقيمة فاقت 9 مليار دولار سنويا وبنسبة تجاوزت 16,5 بالمائة، حسب معطيات الجمارك، ويتم حاليا العمل على تعزيز الشراكة الجزائرية - الصينية في مجالات الطاقات المتجددة.
كما تمتلك الجزائر وبكين مؤهلات كبيرة للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستويات أعلى، حيث تسعى الجزائر للانضمام إلى مجموعة «البريكس» التي تضم إلى جانب الصين كلا من البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، وذلك خلال العام الجاري، مثلما أكده رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في العديد من المناسبات، مبرزا أن الصين وروسيا وجنوب إفريقيا رحبوا بانضمام الجزائر إلى هذا التكتل الاقتصادي الهام. ق و