اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن العلاقات الجزائرية التركية، علاقات تاريخية متميزة ومختلفة تماما عن الشركاء الآخرين، وهي علاقات قوية سياسيا و اقتصاديا، و أوضحوا أن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى تركيا ، تدخل في إطار تقوية وتعزيز العلاقات ، وتوقعوا أن تعرف هذه العلاقات تطورا، مع تسجيل قفزة نوعية فيما يخص الاستثمارات بالنظر للإرادة السياسية لدى الطرفين، والاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين، كما أكدوا أنه يمكن التعويل على الشريك التركي والاستفادة من التكنولوجيا والمعرفة والتطور الكبير الذي تشهده الصناعات التركية.
وأوضح الأكاديمي والنائب البرلماني الدكتور علي ربيج في تصريح للنصر، أمس، أن العلاقات الجزائرية التركية ، علاقات تاريخية تمتد لعدة عقود وهذا في الكثير من المجالات منها ما هو اقتصادي وتجاري وقضايا جهوية و دولية، لافتا إلى القمم التي عقدت ما بين رؤساء البلدين، و التي كانت مناسبة مهمة لتعزيز العلاقات بين الدولتين على المستوى الاقتصادي والثقافي والأمني والاستراتيجي.
ومن جانب آخر، أشار الدكتور علي ربيج إلى الاهتمام التركي بالقارة الافريقية و العودة التركية بقوة على مستوى القارة و على مستوى شمال إفريقيا ، ضمن الاستراتيجية التركية التي تتجه نحو الانفتاح على إفريقيا.
وأضاف أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اليوم يختار تركيا ، مثلما اختار الصين وروسيا والبرتغال وإيطاليا، على أساس أنه توجد مقاربة سياسية اليوم لتوسيع دائرة الشركاء وتنويع الشركاء وعدم الاعتماد على شريك واحد أو اثنين.
وأوضح الأكاديمي والنائب البرلماني الدكتور علي ربيج، أنه يمكن التعويل على تركيا ، بحكم وزنها الجغرافي والديموغرافي ومكانتها التاريخية والجيوسياسية والتي تنظر إلى الجزائر على أساس أنها بوابة للمنطقة المغاربية، مضيفا أن تركيا تعيش تحولا ونموا اقتصاديا سريعا وهي بحاجة إلى شريك اقتصادي خاصة في مجال الطاقة.
وبالنسبة لحجم التبادلات التجارية بين البلدين، فهي في ارتفاع وهي اليوم في حدود 5 مليار دولار ، وهذا الرقم مرشح لأن يرتفع إلى مستويات أعلى -كما أضاف-، مشيرا إلى أهمية الاستثمار في التكنولوجيا التركية ، في مجال صناعة السيارات والطاقات المتجددة وصناعة الأدوية والأنسجة والمؤسسات الناشئة وفي المجال الفلاحي وغيرها.
و قال أن الشريك التركي "جربناه منذ عقود ويمكن التعويل عليه" ، معتبرا أن العامل التاريخي والديني، يعطي تركيا مكانة خاصة في العلاقات مع الجزائر، كما توقع أن تعرف الاستثمارات الجزائرية التركية قفزة نوعية وخاصة بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعهدة جديدة مع وجود الإرادة السياسية لدى الطرفين، بالإضافة إلى نقطة مهمة جدا وهي وجود احترام متبادل وثقة متبادلة بين البلدين.
وأضاف أن الجزائر تحظى باحترام من طرف الأتراك والذين يعرفون أهمية الجزائر، لافتا إلى أهمية إعطاء العلاقات بعدها البراغماتي والاقتصادي والتجاري وفق قاعدة رابح رابح.
من جهة أخرى، أوضح الأكاديمي والنائب البرلماني ، أن تواجد الأتراك في المنطقة إلى جانب الصينيين والروس والإيطاليين، يخلق نوعا من التنافس، هو في صالح السوق الجزائرية، سواء من ناحية الأسعار أومن ناحية الجودة وحتى من ناحية التبادل التجاري.
وأشار إلى أن الشركات التركية المتواجدة في الجزائر لديها تجربة في التعامل مع السوق الجزائرية ومع المستهلك الجزائري، لافتا إلى أهمية الدخول في شراكة فيما يخص صناعة السيارات وصناعة طائرات بدون طيار، "فنحن بحاجة إلى التكنولوجيا والمعرفة والتطور الكبير الذي تشهده هذه الصناعات التركية" .
كما اعتبر الدكتور علي ربيج، أن تركيا قوة اقتصادية صاعدة ، استطاعت أن تجد لنفسها مكانة ضمن مجموعة الدول الكبار اقتصاديا وأوروبا كلها اليوم هي كذلك بحاجة إلى هذا الشريك التركي ، مضيفا أن كل الظروف تسمح أن يكون هذا الشريك التركي ، له حضور قوي في السوق الجزائرية .
من جانب آخر ، أشار إلى الانتهاء من الإصلاحات الداخلية خاصة على مستوى مشاريع القوانين ، ومنها قانون الاستثمار وقانون العقار الاقتصادي وقانون الصفقات العمومية وقانون النقد والصرف، مضيفا أن هناك حزمة من القوانين تسمح للأجنبي أن يستثمر وفق حماية قانونية في ظل إشارات إيجابية وتطمين للشريك الأجنبي، كما أوضح أن أي دولة تعيش حالة من التحرك والتحول الاقتصادي الداخلي، لا يمكن أن تعيش هذه المرحلة أو هذا التحول دون الشريك الأجنبي، والذي يأتي لكي يربح ولكن وفق قاعدة متبادلة ومتوازنة وبهذا نكسب المعرفة وتجربة وتكنولوجيا هذه المؤسسات وهذه الشركات التي ستأتي وتستثمر في الجزائر، كما ستكون هناك فرصة للعمال والموظفين الجزائريين للتكوين ضمن هذه الشركات الأجنبية -كما أضاف-.
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن الزيارات المتبادلة بين قائدي البلدين، تدل على العلاقات القوية سياسيا وخاصة اقتصاديا، لافتا إلى وجود عدد كبير من الشركات التركية في الجزائر.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى تركيا، تدخل في إطار تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية، مشيرا في هذا الإطار إلى تعزيز التبادل التجاري والمعاملات التجارية و تقوية الاستثمارات التركية في الجزائر.
واعتبر الخبير الاقتصادي، أن هناك علاقات تاريخية متميزة ومختلفة تماما عن الشركاء الأخرين.
وتوقع الدكتور سليمان ناصر، الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أعلى ومنها ما تعلق بالمجال الاقتصادي ، بحكم مؤشرات وعوامل كثيرة . مراد -ح