أكد الدكتور امحمد كواش خبير وباحث دولي في مجال السلامة المرورية، أمس، أن حوادث المرور في الجزائر، عرفت ارتفاعا كبيرا، خلال هذه الصائفة، حسب الإحصائيات والحوادث والصور المأساوية على مستوى الطرقات، لافتا في هذا الصدد، إلى أهمية جعل السلامة المرورية أولوية وطنية، مع التطبيق الصارم للقوانين والاستثمار في العامل البشري والعمل برخصة السياقة بالتنقيط، إلى جانب التكوين المحترف خاصة بالنسبة للسائقين المهنيين، بالإضافة إلى الفحص النفسي الإجباري.
و أشار الدكتور امحمد كواش خبير وباحث دولي في مجال السلامة المرورية، في تصريح للنصر، أمس، إلى الارتفاع الكبير، خلال الآونة الأخيرة، بالنسبة لظاهرة حوادث المرور في الجزائر، وأضاف أن حوادث المرور تتزايد خلال هذه الفترة من السنة، مع تنقل أفراد الأسرة، في مركبة واحدة، خلال فترة الصيف لقضاء العطلة على مستوى الأماكن السياحية وزيارة الأهل والأقارب.
وقال إنه إلى غاية اللحظة نعيش صائفة أكثر دموية منذ الاستقلال في مجال حوادث المرور ، مشيرا إلى العامل الاجتماعي والتنقلات الكثيرة بالإضافة إلى العامل الاقتصادي المرتبط بالنشاط التجاري و أيضا تأثير الحرارة المرتفعة خلال هذه السنة، على السائق والمركبة.
واعتبر أن هذه الظاهرة، ترهن الاقتصاد الوطني والجانب التجاري و السياحي ، حيث أصبح المواطن -كما قال-، يعيش خوفا في الطرقات بفعل حوادث المرور المتكررة والمجازر المرورية والصور المأساوية والتي نراها في الطرقات، لافتا إلى أن هذه المجازر المرورية تطورت بشكل آخر وأصبحت إبادة أسرية .
ويرى المتحدث، أن مختلف الكوارث، أصبحت مرتبطة بمناسبات وظروف مناخية وأحداث مختلفة، لكن حوادث المرور، أصبحت بشكل يومي وهو أمر غير معقول.
وأوضح في السياق ذاته، أننا نشهد كل سنة أربع ذروات لحوادث المرور والمتمثلة في ذروة الدخول الاجتماعي والدخول المدرسي و ذروة التقلبات الجوية وذروة أخرى في شهر رمضان و أيضا في فصل الصيف. من جانب آخر، ذكر الدكتور امحمد كواش بمبادرة كفى لحوادث المرور في الجزائر والتي كان قد أطلقها مع بداية 2023. كما أشار المتدخل إلى قيامه بإجراء دراسة تطبيقية وعملية واستعجالية لمواجهة حوادث المرور وفق المقاييس العالمية في الوقاية وهذا قبل الحوادث وأثناء وبعد الحوادث وفق خطة تعطي نتائجها على المدى القصير والمتوسط والبعيد -كما أضاف-.
وأوضح أن ملف حوادث المرور هو ملف صحي، كون المنظومة الصحية هي التي تدفع الثمن، معتبرا أن الأساليب الناجعة لمواجهة هذه الحوادث، تكمن في جعل السلامة المرورية أولوية وطنية، مع التطبيق الصارم للقوانين والاستثمار في العامل البشري والعمل برخصة السياقة بالتنقيط، لأنه أسلوب بيداغوجي تربوي ردعي وتكويني- كما قال- إلى جانب التكوين المحترف خاصة بالنسبة للسائقين المهنيين ، سائقي سيارات الأجرة، سائقي الحافلات وسائقي الوزن الثقيل والذين يجب أن يخضعوا إلى تكوين خاص بالإضافة إلى الفحص النفسي الإجباري.
مراد -ح
