دعت جبهة القوى الاشتراكية إلى الإجماع ورص الصفوف لمواجهة التهديدات الجمة على حدود البلاد وعند عمقها الاستراتيجي و جوارها القريب، وحذرت من التدخل العسكري في النيجر الذي ستكون له مآلات مجهولة وتأثير سلبي مباشر على الأمن القومي للجزائر، و أكدت أنها تستعد لإطلاق مبادرتها السياسية الموجهة لكل القوى دون إقصاء.
وقال الأمين الوطني الأول للحزب، يوسف أوشيش في كلمة له أمس بمنطقة إيفري أوزلاقن بولاية بجاية، بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام «إن كل الإشارات والإرهاصات اليوم تدعو بإلحاح إلى ضرورة الإجماع ورص الصفوف خاصة ونحن نقف أمام التهديدات الجمة على حدودنا وعند عمقنا الاستراتيجي في جوارنا القريب».
وأشار المتحدث في هذا الإطار بصفة خاصة لما يحدث في النيجر، واصفا الدعوات إلى التدخل العسكري هناك بغير البريئة، ومحذرا في نفس الوقت من مآلاتها المجهولة والتي سيكون لها حتما التأثير السلبي المباشر على أمننا القومي، والتي تتزامن مع تجدد الاضطرابات في كل من شمال مالي وليبيا، وهو ما يجعل حدود الجزائر –يضيف المتحدث- في غالبها غير مستقرة.
وما يزيد من حالة عدم استقرارها، يقول أوشيش، السياق العالمي المتحول والباعث لبؤر التوتر والذي من خلاله أيضا تأبى قوى الاستعمار الحديث التخلي عن مواقعها المكتسبة ظلما ولو على حساب استقرار ووحدة البلدان وأمنها، وتعتزم مهما علت التكلفة الاحتفاظ بالنظام العالمي الأحادي والمجحف القائم في مواجهة تطلعات أكثر عدلا وأكثر توازنا.
وأكد الأمين الوطني الأول أن حزبه أكد مرات عديدة فداحة خطأ إنكار هذه التهديدات والمخاطر ارتكازا على تحليلات سطحية ونمطية أو اعتمادا على مواقف شعبوية تنطلق في الغالب من أن الأمر لا يعدو أن يكون دعاية مستهلكة للسلطة.
وبرأي أوشيش فإن مواجهة مثل هذه التحديات الثقيلة لابد أن يكون ضمن «مسعى جاد» يتماشى مع المعطيات الراهنة ويتجه نحو انخراط وتجند شعبي حقيقي، وقال إنه على الجميع اليوم كل من موقعه أن يكون في مستوى هذه اللحظة التاريخية والابتعاد عن الاستقطابات القاتلة، وأن نتماهى مع ما تملكه الجزائر من تاريخ وما تزخر به من مؤهلات ومقومات بشرية وطبيعية تجعلها إن حسن توظيفها تتبوأ الدور المنوط بها في إقليمها المغاربي وفضائها الإفريقي والمتوسطي باقتدار.
داخليا وفي أجواء الاحتفال بستينية تأسيس جبهة القوى الاشتراكية أعلن، يوسف أوشيش، أن حزبه وانطلاقا من كونه قوة اقتراح فهو يستعد في الأيام القليلة القادمة لإطلاق «مبادرته السياسية» الموجهة لكل القوى السياسية دون إقصاء بهدف استكمال المشروع الوطني والتشديد على إرساء قيم الديمقراطية، الحرية والعدالة الاجتماعية، والوقوف في وجه المهددين لتماسك البلاد ووحدتها وللدولة الوطنية ومؤسساتها.
وأوضح بأن هذه المبادرة السياسية تأتي تنفيذا للوائح المؤتمر السادس الأخير وهي استمرار وامتداد لكل المبادرات التي دأب الأففاس على طرحها منذ نشأته لمعالجة التعقيدات التي تعرفها الساحة الوطنية.
وفي هذا السياق أكد أوشيش بأن الأففاس بقدر ما يرحب بأي مجهود وطني من شأنه الدفاع عن القيم الديمقراطية وعن وحدة البلاد وتماسكها الاجتماعي وضد أي تهديد، بقدر ما يؤكد عدم انخراطه في أي مسعى يضرب بأي شكل من الأشكال الثوابت والمقومات الوطنية ويشكك في الإرث النضالي والتاريخي للبلاد الممتد عبر آلاف السنين.
إلياس -ب
