أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ، إبراهيم مراد ، أمس، من الطارف أن مستقبل الجزائر هو في تنمية قطاعات الفلاحة و الصناعة و استغلال الإمكانيات السياحية، منوها بأهمية الاستثمار في عنصر الشباب خاصة خريجي الجامعات والمعاهد بإدماجهم في الحركية اٌلاقتصادية التي تشهدها البلاد، مبرزا الدور الذي باتت تضطلع به الجامعة في تسليح الطلبة للمساهمة في التنمية الوطنية بإنشاء المؤسسات المصغرة والناشئة، مشيرا إلى أن الالتزامات 54 لرئيس الجمهورية تتجسد في الميدان.
وقال مراد، أمس خلال إشرافه على تنصيب والي الطارف الجديد ، مزيان محمد ، “اننا اليوم أمام رهانات مصيرية لإثبات التوجه الجديد الذي أتى به رئيس الجمهورية و الذي يرتكز على تحقيق الرفاهية للمواطن، خاصة فيما يتعلق بترقية المرفق العام ورقمتنه وتحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي ومواصلة عمليات فك العزلة عن المناطق المعزولة”، مبرزا في هذا الصدد الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية للمواطن بتحسين إطاره المعيشي، معرجا من جانب آخر إلى ما تحقق من مكتسبات لفائدة ساكنة مناطق الظل “الذين باتوا يلمسون ثمار التغيير الذي أتى به البرنامج الذي أقره رئيس الجهورية لفائدة هذه المناطق المحرومة على أرض الواقع ،والذي مس مختلف جوانب الحياة وتحسين الأوضاع المعيشية “، مردفا أنه رغم ما تحقق من إنجازات ومكتسبات يبقى قليلا مقارنة بما تصبو له الحكومة وهو الارتقاء أكثر بالعالم القروي ومناطق الظل .
وشدد إبراهيم مراد ، على التطبيق الصارم لتعليمات رئيس الجمهورية التي أسداها في لقائه الأخير مع الولاة والتي أكد من خلالها على ضرورة استقبال المواطنين و الاستماع إلى انشغالاتهم بالتنسيق مع مصالح وسيط الجمهورية ،والحرص على التكفل الأمثل بها ، موضحا أن التكفل بانشغالات المواطنين تبقى إحدى أهم التزامات رئيس الجهورية ال54 التي يجري تجسيدها على أرض الواقع رفقة بقية الالتزامات الأخرى .
كما ألح الوزير على مواصلة تنفيذ البرامج التنموية بكل صيغها مع ضمان الجودة والنجاعة للخدمة العمومية وترشيد النفقات العمومية ، فضلا عن مطالبته بتسجيل عمليات تنموية جديدة استجابة لاحتياجات الساكنة والبحث عن مداخيل للتمويل دون الاتكال على إعانات الدولة، وكذا السهر على تثمين الجماعات المحلية والجباية المحلية لتحسين ميزانيات الولايات والبلديات، مضيفا من جهة ثانية أن الحركة التي أقرها رئيس الجمهورية في سلك الولاة والولاة المنتدبين ترمي إلى إعطاء دفع للحركة التنموية وخلق دينامكية محلية جديدة .
و جدد الوزير في الختام التأكيد على ضرورة تضافر الجهود والتحضير لإنجاح الدخول المدرسي مهما كانت الصعوبات، خاصة معالجة مشكلة الاكتظاظ والإسراع في استلام الهياكل التي توجد قيد الإنجاز ووضعها حيز الخدمة مع الدخول المقبل للتخفيف من حدة الضغط الذي تشهده بعض المدارس ، إلى جانب الحرص على ضمان التغطية بالمطاعم المدرسية وتوزيع الوجبات الساخنة وتوفير وسائل النقل والتدفئة، لاسيما بالمناطق المعزولة، و كذا السهر على توفير الظروف الملائمة لإنجاح الدخول الجامعي والتكوين المهني .
رئيس الجمهورية أمر بإشراف وزير الداخلية على تنصيب جميع الولاة
و بعنابة كشف، أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، حرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تنصيب 21 واليا جديدا بصفة شخصية من قبل وزير الداخلية، معبرا على الأهمية القصوى التي يوليها الرئيس ليكون الولاة الجدد على قدر المسؤولية في خدمة المواطن والاهتمام بشؤونه خاصة في المجال التنموي و ترقية الخدمة العمومية.
وأكد مراد لدى إشرافه على تنصيب والي عنابة الجديد، عبد القادر جلاوي، خلفا لجمال الدين بريمي، بأنه سيقف شخصيا في 21 محطة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، على تنصيب الولاة الذين تم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية ضمن الحركة الأخيرة، وأشار إلى أن الفضل في ضمان هذه التنقلات لعدة ولايات في يوم واحد، يعود للجيش الوطني الشعبي، الذي سخر طائرة خاصة لهذا الغرض، لاختصار الوقت و الجهود وليباشر الولاة مهامهم مباشرة، بالإشراف على إنجاح الدخول المدرسي والجامعي، مع توفر كامل الترتيبات، وفي هذا الشأن نوه بالمجهودات الجبارة التي بذلت تحضيرا للدخول المدرسي، من خلال استلام مئات المؤسسات التربوية الجديدة.
ودعا وزير الداخلية الولاة الجدد إلى تثمين ممتلكات الجماعات المحلية، وتحقيق مداخيل للبلديات، وكذا المكتسبات الموجودة مع ترشيد النفقات، وخلق الثروة وتحصيل الجباية، مقابل تسجيل مشاريع تنموية تلبي احتياجات المواطنين، وخلق مناصب عمل، عن طريق تشجيع الاستثمار ومرافقة أصحاب المشاريع الجادين، وكذا استرجاع الأراضي والعقارات التي لم تجسد فيها الاستثمارات. وشدد الوزير على ضرورة تحسين الخدمة العمومية، واستقبال المواطنين، وتفعيل دور المجتمع المدني، والتوجه نحو الرقمنة تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية، الذي وضع عصرنة الإدارة ضمن أولوياته، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطن، وكسب مزيد من الشفافية .
ونوه المتحدث بالجهود المبذولة لدعم الشباب المقاول، وحاملي المشاريع المبتكرة بالجامعات والمعاهد، ليكون قاطرة للتنمية المحلية في جميع المجالات، مع وجود مختلف الصيغ للدعم والمرافقة. وذكر مراد، بأن التعيينات الأخيرة في سلك الولاة، تمت بشكل دقيق باختيار الأسماء القادرة على تقديم الإضافة في الميدان، وتجديد الثقة في الآخرين لمواصلة عملهم بنفس الديناميكية.
نوري.ح/ حسين دريدح