أشاد وزير التعليم العالي و البحث العلمي كمال بداري أمس السبت بالتزامات رئيس الجمهورية تجاه القطاع، و قال لدى افتتاحه السنة الجامعية 2024/2023 من قالمة، بأنه يتعين على الأسرة الجامعية الافتخار بهذه الالتزامات التي ستكون لها انعكاسات إيجابية في المستقبل، مؤكدا بأن الأحد عشر التزاما يتحقق اليوم على أرض الواقع من أجل جامعة متطورة مبتكرة تواكب التحولات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعرفها البلاد، مضيفا بأن الجامعة ستكون القوة الناعمة للجزائر الجديدة على الصعيد الداخلي و في المحافل الدولية من خلال الانفتاح و التعاون و جودة التعليم و الابتكار المفيد.
و تطرق كمال بداري إلى تاريخ الجامعة الجزائرية منذ الاستقلال و قال إن تعداد الطلبة قد تضاعف 3400 مرة و أن عدد براءات الاختراع قد تطور بشكل كبير من موسم إلى آخر، حيث وصل السنة الماضية إلى 8700 براءة اختراع مصادق عليها في مختلف المجالات في انتظار 200 براءة اختراع أخرى قيد الدراسة و المصادقة، معتبرا ذلك بمثابة تطور و توجه نحو المستقبل المبني على المعرفة المجدية و المفيدة للوطن و الأمة.
و دعا الوزير إلى جامعة محركة للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى مسار الإصلاحات التي عرفها قطاع العليم العالي، و قال بأن نتائج الإصلاحات الثلاثة الكبرى بدأت تثمر على أرض الواقع من خلال تطور برامج التعليم و الهيكل المنجزة و انفتاح الجامعة على المحيط الداخلي و الخارجي، مؤكدا بأن تقدم الشعوب مرهون بالمعرفة و التنمية الاقتصادية التي تقودها المؤسسة الجامعية، مصدر الابتكار و الثروة و مناصب العمل.
و عرف كمال بداري، في درس افتتاحي قدمه للسنة الجامعية الجديدة، الإبداع بأنه نشاط خيالي يتشكل بطريقة مؤدية إلى نتائج مبنية على روح المبادرة و الابتكار و التجسيد على أرض الواقع، داعيا إلى إحداث تغيير جذري على مذكرات التخرج و توجيهها نحو الابتكار بداية من السنة الجامعية الجديدة 2023/2024، على أن يكون هذا الابتكار مستمدا من الواقع و حاجة الجماعات المحلية و المؤسسات الاقتصادية المتواجدة بالمنطقة لمنتوج الجامعة التي ينبغي أن تكون جامعة للتمهين و التمكين، تنتج الأفكار و موادَ تصنع و تسوق و تنشئ الثروة و مناصب العمل، موضحا بأن الأستاذ و المعرفة و الطالب ثلاثية أساسية يبنى عليها الابتكار و التطور و الجودة، لأن البحث العلمي يجب أن يصل في النهاية إلى تطوير الاقتصاد و إثراء المجتمع، بتصميم منتجات جديدة و تطوير المنتجات الحالية، و مواكبة التطور الكبير الذي سينتج مهن المستقبل التي ستكون دون شك مختلفة عن مهن اليوم سنة 2030، مشيرا إلى الدور الريادي الذي ستقوده المدينة العلمية سيدي عبد الله في مجال الذكاء الاصطناعي و الروبوتيك و غيرها من المجالات العلمية ذات الصلة بالاقتصاد و التنمية الاجتماعية.
و حث الوزير الأسرة الجامعية على الاستعداد الجيد للمستقبل من خلال التكوين المتواصل و تجديد المعارف و مواكبة التطور الذي تشهده التكنولوجيا على الصعيد العالمي، موضحا بأن الجامعة الجزائرية ستنفتح مستقبلا على روسيا و الصين و تركيا بالإضافة إلى الشراكة التقليدية مع العالم الغربي، داعيا إلى عولمة الشهادة الجامعية الجزائرية من خلال اتفاقيات الشراكة مع جامعات العالم.
و يتوقع وزير التعليم العالي كمال بداري إدماج عدة مؤسسات جامعية و اقتصادية مع بعضها البعض و إنشاء أقطاب كبرى للابتكار و الثروة و مناصب العمل في إطار ما اسماه باقتصاد المعرفة الذي صار حتمية قصوى للنهوض بالبلاد.
و دعا المتحدث إلى ضرورة القضاء على الرسوب و التسرب بالجامعة الجزائرية، و ناشد الكفاءات الجزائرية بالخارج و قال بأنها مطالبة اليوم بالتعاون و المساعدة في بناء الجزائر الجديدة.
و قد دشن كمال بداري المنصة الرقمية لجامعة 8 ماي 1945 بقالمة مؤكدا بأن الرقمنة قطيعة مع ممارسات الماضي، و تحرير للطالب و طريق نحو المستقبل، و لدى زيارته لحاضنة الأعمال بكلية سويداني بوجمعة تحدث الوزير مع الطلبة المبتكرين و حثهم على مزيد من العمل لتحويل هذه الابتكارات الهامة إلى ثروة و مناصب عمل.
و ختم وزير التعليم العالي و البحث العلمي زيارته لجامعة 8 ماي 1945 بقالمة بتفقد القطب الجامعي الجديد 6 آلاف مقعد بيداغوجي الذي يضم عدة كليات ستدخل مرحلة التدريس السنة الجامعية الجديدة.
فريد.غ