أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، على أهمية الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتسهيل ولوج المنتوجات الجزائرية للأسواق الإفريقية، في ظل الإمكانيات المتوفرة لتسويق مختلف المنتوجات واعتبروا أن هناك فرصا واعدة لمستقبل المنتجات الجزائرية على مستوى هذه الأسواق، مع ضرورة دراستها وتحديد استراتيجية بخصوص المنتوجات والأسعار و القيام بتصدير المنتوجات بصفة دائمة.
و أوضح الخبير الاقتصادي كمال خفاش في تصريح للنصر، أمس، أن هناك استراتيجية وخطة فيما يخص اللجوء إلى الأسواق الخارجية الافريقية في السنوات الأخيرة، بعد انضمام الجزائر إلى منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية.
وأضاف أن الجزائر لديها الإمكانيات لتسويق المنتوجات، سواء كانت مصنعة أو منتوجات فلاحية .
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى اتخاذ العديد من الاجراءات، خلال السنة الحالية ومنها الإجراءات الأخيرة والمتمثلة في فتح بنكين جزائريين في نواكشوط وداكار وذلك لتمكين المصدرين الجزائريين من الفرص الموجودة وتسهيل التمركز في الأسواق الإفريقية في السنوات المقبلة، مؤكدا في هذا الصدد، على أهمية قيام المؤسسات الجزائرية بدراسة للأسواق في هذه البلدان لتحديد استراتيجية بخصوص المنتوجات والأسعار التي سيتم اعتمادها في هذه الأسواق، من أجل التموقع مع منافسين محليين أو أجانب، كون أن هناك منافسة شديدة في السوق الافريقية .
وأضاف في السياق ذاته، أن الدولة قامت بمجهودات و اتخذت عدة إجراءات ومنها ما تعلق بالنقل بالإضافة إلى افتتاح معارض دائمة للمنتوجات الجزائرية في موريتانيا والسنغال وأوغندا ، لمرافقة المؤسسات الجزائرية، وبقي على رجال الأعمال الجزائريين القيام بدورهم و بذل المجهودات للدخول لهذه الأسواق بكل سهولة ولهذا من الضروري تواجد كفاءات لدى هذه المؤسسات ، تتحكم في تقنيات التسويق عبر العالم.
و أكد الخبير الاقتصادي، أن هناك قدرات فيما يخص المنتوجات الجزائرية، أضف إلى ذلك تجارب بعض المؤسسات والتي قامت بعمليات تصدير من قبل، لافتا إلى أهمية القيام بالتشخيص بدقة ومعرفة خصوصية هذه الأسواق ،من أجل تحسين وضعية المؤسسات وتمكين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين من تصدير منتوجات بصفة دائمة، مؤكدا في هذا الصدد، أن التصدير نشاط دائم داخل المؤسسات ولهذا يمكن للمؤسسات الجزائرية ، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وحتى المؤسسات الكبيرة الحصول على حصص في الأسواق الإفريقية .
ومن جانب آخر، أشار الخبير الاقتصادي، إلى أهمية المعابر الحدودية البرية و إقامة قواعد لوجيستيكية لتسهيل نقل البضائع بالنسبة للمصدرين الجزائريين، إلى مناطق معينة في البلدان المجاورة .
كما أشار إلى أن الدبلوماسية الجزائرية تقوم بالعمل في الميدان لمساعدة المؤسسات من أجل تواجد المنتوج الجزائري في مختلف البلدان الافريقية و إقامة شراكات مع هذه الدول وفي مرحلة ثانية انجاز مشاريع استثمارية للمتعاملين الجزائريين على مستوى هذه البلدان.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الصادرات خارج المحروقات في2022 بلغت حوالي 7 مليار دولار ومن الممكن أن تصل إلى 13 مليار دولار خلال السنة الحالية، على أن تواصل الارتفاع في 2024 و2025 ، في ظل الإجراءات التي تم اتخاذها لترقية الصادرات خارج المحروقات والإرادة الموجودة .
ومن جانبه، أوضح رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير أمين بوطالبي في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر وضعت خطوات للبحث عن أسواق جديدة داخل العمق الإفريقي ، لافتا إلى فتح خطوط جوية وبحرية جديدة نحو بلدان إفريقية وكذا افتتاح بنكين جزائريين في داكار ونواكشوط لأول مرة وهذا ما يساهم في تنمية التجارة البينية وأضاف أن الجزائر بدأت تجربة جديدة والمتمثلة في إقامة معارض دائمة للمنتوجات الجزائرية واعتبرها إضافة لهذا التوجه الحقيقي نحو العمق الإفريقي ومعرفة الأسواق الإفريقية .
وأكد أمين بوطالبي، أن الجزائر مؤهلة اليوم بمنتوجاتها لدخول منطقة التبادل الحر الافريقية بشكل سلس وآمن بالنسبة لكل المنتجات الجزائرية .
واعتبر أن الفرص كبيرة جدا داخل العمق الإفريقي، خصوصا مع وجود خطوط عديدة مباشرة نحو بلدان إفريقية .
وأضاف أن الفرص واعدة لمستقبل المنتجات الجزائرية والمصانع الجزائرية ، بحيث تكون لها مردودية كبيرة داخل إفريقيا .
ومن جانبه، أشار الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى في تصريح للنصر ، أمس، إلى الاستراتيجية المنتهجة في الميدان الاقتصادي والمتوجهة نحو إفريقيا وهذا بعد غياب لمدة سنوات.
وأضاف أن السوق الإفريقية، أصبحت سوقا واعدة، لافتا إلى أهمية افتتاح بنكين جزائريين في السينغال وموريتانيا، مع التوجه لإنشاء بنوك أخرى ، إضافة إلى فتح بعض الخطوط مع بلدان إفريقية وقال في هذا الصدد، أن هذه بداية وخطوة أولى للولوج إلى السوق الإفريقية، مشيرا إلى أهمية دراسة السوق الإفريقية وتسهيل تنقل
رجال الأعمال . مراد -ح
