أباد الاحتلال الصهيوني أسرا بكاملها في القصف الوحشي المتواصل على قطاع غزة، على مرأى ومسمع العالم، وبغطاء غربي، دون أن يتمكن من وقف قصف كتائب القسام للمستوطنات، بينما تستمر الاحتجاجات داخل الكيان لمحاسبة رئيس الوزراء ومحاكمته وسط تعتيم إعلامي حول ما يجري جراء تبعات طوفان الأقصى.
وتستمر آلة القتل الصهيونية ارتكاب المجازر في حق المدنيين العزل داخل قطاع غزة المحاصر منذ 17 سنة، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن جيش الاحتلال حذف 48 عائلة من سجلات الحالة المدنية، بعد أن أباد كل أفرادها ولم يترك منهم أحدا، في حين يتواجد عشرات الأطفال في المستشفيات دون عائلاتهم التي استشهد جميع أفرادها، قبل أن تعلن الوزارة في وقت لاحق من مساء أمس بأن 52 بالمئة من شهداء العدوان هم من الأطفال والنساء.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان التواصل منذ 8 أيام إلى 2670، وأزيد من 9600 جريح، وهو رقم يفوق عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال عدوان 2014 حين بلغ 2200 شهيد خلال 52 يوما، ما يعكس حجم الدمار والقصف الذي تعرضت له غزة التي لا تتجاوز مساحتها 300 ألف كلم مربع وتأوي حوالي مليونين و300 ألف نسمة، ما يجعلها المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم، متجاوزة الصين بـ 50 مرة، وهو ما يعرفه الكيان جيدا ويحاول أن يستفيد منه من أجل تطهير القطاع من ساكنيه الأصليين، وتهجير من تبقى.
زيادة على ذلك، يحشد جيش الاحتلال منذ مساء السبت، قواته بمحيط غلاف غزة ويستنفر كافة قواته، مع بعث رسائل عبر وسائل إعلامه بقرب بدء الاجتياح البري، وهو الأمر الذي قابلته المقاومة برسالة عبر جناحها الاعلامي، مؤكدة أن مقاتليها على أتم الجهوزية للإجهاز على جنود جيش الاحتلال وقادتهم.
وفي داخل الكيان المحتل يجري التعتيم الإعلامي على ما توقعه صواريخ المقاومة من خسائر مادية وإصابات في الأرواح، وذلك في حرب إعلامية أخرى ضد المقاومة تساندها فيها مختلف وسائط التواصل الاجتماعي التي تقوم بحظر أي معلومة عن المقاومة أو مساندة القسام والقضية الفلسطينية، كما يجري التكتم أيضا على ما ألحقه طوفان الأقصى من زلزال سياسي واجتماعي داخل الكيان المفكك، وكذا الانتقادات التي يتعرض لها رئيس الوزراء بسبب الضربة القوية لعناصر المقاومة الإسلامية.
كما عرفت الساحة الميدانية خلال الساعات القليلة الماضية حالة من التوتر الكبير جراء استمرار المناوشات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، مع تبادل لإطلاق النيران من الأسلحة الثقيلة، ما يرجح اشتعال هذه الجبهة في حال استمرار الحال على ما هو عليه، أو في حال قيام جيش الاحتلال بهجوم بري على غزة، خصوصا وأن أطراف إقليمية أبلغت الأمم المتحدة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام، بدخولها على الخط لوقف عمليات القتل الممنهجة في حق أبرياء غزة.
بدورهم واصل شبان في القدس المحتلة ومدن فلسطينية أخرى عملياتهم ضد جنود وشرطة الاحتلال، وذلك استجابة لنداء المقامة بالنفير لنصرة إخوانهم في القطاع، فضلا على تواصل الرشقات الصاروخية للفصائل الفلسطينية من القطاع نحو عدد من المستوطنات متجاوزة القبة الحديدية في الكثير من الأحيان، مع تسجيل عدد من الاختراقات جنوب لبنان وبغلاف غزة.
أما على الجبهة السياسية تتواصل المشاورات المراطونية والاتصالات الهاتفية بين مختلف القادة والوزراء في المنطقة، من أجل الوصول إلى هدنة أو وقف لعمليات القصف على قطاع غزة وإدخال المساعدات الانسانية بشكل سريع، خصوصا ما تعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية والماء، علما وأن الحكومة في القطاع أكدت أن المخزون المتبقي من المياه قليل جدا ولا يكفي لضمان الحياة. عبد الله.ب