أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، يوم أمس الأربعاء ببغداد، موقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية وتأكيدها دوما على أن المسؤول الأول والأخير عن التصعيد في المنطقة هو الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية،
وفي مداخلة له في أشغال المؤتمر الـ 35 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، شدد بوغالي – حسب بيان للمجلس الشعبي الوطني، على ضرورة أن تكون للمشاركين «وقفة صارمة» أمام الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الصهيوني، الذي أكدت الجزائر مرارا وتكرارا - كما قال - على كونه المسؤول الأول والأخير عن التصعيد في المنطقة.
دعا بوغالي الدول العربية إلى إبراز موقف «واضح و شجاع» للتعبير عن تضامنها مع الأشقاء الفلسطنيين والاصطفاف إلى جانبهم، أمام «استمرار سياسة التجاهل الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومواصلة سياسة الكيل بمكيالين في تطبيق قرارات مجلس الأمن, عندما يتعلق الأمر بجرائم الاحتلال الصهيوني التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا الإطار, ألح رئيس المجلس الشعبي الوطني على المسؤولية القانونية والأخلاقية لمجلس الأمن والمجموعة الدولية تجاه الشعب الفلسطيني, و«ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية كأساس لسلام دائم في المنطقة, في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي وفي مقدمتها القرار 242 وإطار حل الدولتين, والمبادرة العربية للسلام».
وأكد بوغالي تضامن الجزائر «اللامحدود والمطلق» مع الشعب الفلسطيني و«إدانتها الشديدة للاعتداءات الإجرامية التي يتعرض لها ومطالبتها الملحة بالتدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من العدوان الصهيوني».وذكر, في هذا السياق, بمبادرة رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الهادفة للم الشمل الفلسطيني, حيث «ناشد الإخوة في فلسطين التجاوب معها لإبطال كل ذريعة وتعزيز الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي الذي لا يفرق بين فصيل وآخر ويستهدف فلسطين قاطبة, أمة وكيانا وشعبا وتاريخا».وبعد أن عرج على بعض المواقف «المشينة التي تأبى إنصاف شعبنا الفلسطيني الأبي، وتتجاهل جوهر الصراع وطبيعة الاحتلال الصهيوني»، اعتبر بوغالي هذا الاجتماع «فرصة للخروج بموقف موحد، يبعث برسائل واضحة للمحتل الإسرائيلي وللمجموعة الدولية بأن الشعوب العربية تقف اليوم داعمة ومؤازرة للحق الفلسطيني المشروع غير القابل للتصرف».
وبصفته رئيسا لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, دعا بوغالي الدول المشاركة في هذا المؤتمر إلى دعم مقترح تقديم بند طارئ للجمعية العامة 147 للاتحاد البرلماني الدولي بخصوص الوضع في فلسطين، وتقديمه باسم المجموعة الجيوسياسية العربية والتجند من أجل حشد الدعم له والمصادقة عليه.
كما اقترح أن يتضمن بيان هذا المؤتمر «دعوة الهيئات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي» وكذا «دعوة الاتحادات والبرلمانات الإقليمية والدولية لإدانة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وحربه العدوانية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة».
ومن جملة النقاط الأخرى التي اقترح بوغالي إدراجها في البيان «مناشدة كل الهيئات الإنسانية لتسيير قوافل عاجلة لإغاثة الفلسطينيين ووضع حد للحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني»، مع «تأكيد مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية» و«إدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بكل وضوح ودون أي لبس، والتأكيد على أن المسؤول الأول عن التصعيد الحاصل في فلسطين هو العدو الصهيوني وسياساته العدوانية تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
ويضاف إلى ذلك «دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية للمدنيين، وللأطقم الطبية والصحفية» و«وضع حد لازدواجية المعايير وغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي» و كذا «تأكيد ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يستند لقرارات مجلس الأمن وحل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام، يكفل للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف», فضلا عن «دعوة مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية للنظر في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وسياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين».
وفي الختام, وجه السيد بوغالي نداءه إلى الجميع من أجل «العمل في مختلف الفضاءات البرلمانية التي تنتمي إليها برلماناتنا على المستويين الإقليمي والدولي، من أجل إيصال صوت الشعب الفلسطيني ووضع حد لمعاناته».
كما أهاب بالضمائر الحية عبر العالم أن «تتحرك فورا لوقف العدوان الهمجي الغاشم على الشعب الفلسطيني، ووقف المجازر الصهيونية البشعة التي ترتكب أمام العالم».