خرج أطفال و تلاميذ المؤسسات التربوية بشكل واسع في المسيرات التضامنية، التي جابت مختلف ولايات الوطن نصرة للفلسطينيين، تعبيرا عن غضبهم مما يتعرضون له من انتهاكات وحشية من الاحتلال الصهيوني، اغتالت حتى البراءة، في صوّر خلفت أثرا رهيبا، بدا خلال المسيرات التي شكل فيها الأطفال حضورا واسعا و هم يحملون إلى جانب الراية الوطنية صورا تُظهر وحشية المحتل في اغتيال البراءة وتعذيبها وتشويهها، و منهم من فضل التعبير على حجم المعاناة بحمل دمى عليها أثار التعذيب و الدم، هاتفين بـ «تحيا فلسطين».
المسيرات الحاشدة التي نظمت بمختلف مناطق الوطن، تعكس الدعم المطلق للقضية الفلسطينية، والملفت المشاركة الواسعة للأطفال و الصغار الذين يتراوح سنهم بين السنتين والأربع سنوات، منهم من كان إلى رفقة والده محمولا على الكتفين، ويضع على رأسه الكوفية وعلى ظهره العلم الفلسطيني، ومنهم من كان يحمل صورا تعكس اغتيال الاحتلال لبراءة جيل الحروب و الحصار، وهي سياسية صهيونية تهدف لقتل الصغار، ارتقى إثرها عدد كبير من الأطفال جراء القصف العنيف على قطاع غزة، وبلغ خلال جرائم الإبادة المرتكبة مؤخرا ردا على طوفان الأقصى 1500 طفل شهيد، من بين نحو 4 آلاف شهيد من متخلف الأعمار، ما يعكس قمة الوحشية والتي نقلتها عدسة صحفيين ومصورين وهواة، لتتوشح بها مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تم تناقلها رواد على أوسع نطاق، معربين عن حزنهم العميق لما يصيب الأشقاء.كما تركت صور التفجيرات البشعة، منها التي استهدفت مستشفى المعمداني بغزة، وارتقى على إثرها أطفال أثرا بليغا في الأطفال، دفعهم للخروج إلى الشارع والمشاركة في المسيرات إلى جانب كبار، ما يعكس وعيهم بالقضية الفلسنطينية ومساندتهم لأقرانهم بغزة، كما لم يفوت أبناء الكشافة الإسلامية وتلاميذ المؤسسات، حيث لاحظنا عبر بلديات ولاية قسنطينة تجمع تلاميذ كل المؤسسات التربوية الموزعة بها، منظمين مسيرات تندد بالعدوان الغاشم وتدعوا لتوقيفه وحماية الأطفال وتظهر مدى تأثر هذه الفئة بالصور الوحشية التي تظهر استشهاد أطفال و رضع، من خلال الهتاف بصوت عال و بتأثر شديد لإيصال صوتهم وإبداء رأيهم حيال القضية الفلسطينية.
صور شهداء غزة من الأطفال ودمى ملطخة بالدماء ومبتورة أحد الأطراف أو منزوعة الأعين و مقطوعة الرأس، عوضت اللافتات وشعارات نصرة القضية الفلسطينية لدى أبناء الجزائر الذين اصطفوا في صفوف المتظاهرين وهتفوا بدعم ومساندة الفلسطينين، و بالأخص الأطفال الذين لم يسلوا من همجية المحتل الإسرائيلي و ذاقوا أبشع أشكال التعذيب النفسي و الجسدي، حيث حمل متظاهرون صغار صورا كثيرة، منها صورة الطفل المصدوم الذي تم إخراجه من تحت الأنقاض وظل جسده الصغير يرتعش وأثار الصدمة بادية على وجه، كذلك صور الأم المفجوعة باستشهاد طفليها، وصورة بكاء الطفل على شقيقه ومحاولة إيقاظه ظنا أنه نائما، وغيرها من الصور المتداولة على مواقع التواصل والقنوات التلفزيونية.
براعم تتوشح بالكوفية في رياض الأطفال
شاركت بدورها رياض الأطفال في التعبير عن الغضب حيال انتهاكات العدوان الاحتلال الإسرائيلي المدمر ضد الشعب الفلسطيني الأبي وقتله لرضع والأطفال، حيث نظمت أنشطة خاصة بالقضية الفلسطينية، من خلال تحفيظ أناشيد تدين قتل البراءة كأنشودة «أعطونا الطفولة»، مع تغيير الديكور الداخلي بتزيين الفضاء بالعلم الفلسطيني إلى جانب العلم الجزائري لغرس قيم التضامن والوفاء بين الشعبين لدى النشء، مع توشيح أطفال الروضة بالكوفية الفلسطينية التي تعد رمزا للمقامة الفلسطينية، حيث نشرت رياض الأطفال فيديوهات لأطفال يرددون أناشيد تدعو لحماية الطفولة من كل أشكال التعذيب النفسي و الجسدي
و القتل. أ بوقرن