اتسمت المسيرات الداعمة للشعب الفلسطيني التي احتضنتها شوارع وطرقات مختلف ولايات الوطن أول أمس، بالحضور اللافت للغة الإنجليزية عبر هتافات المتظاهرين، وكذا اللافتات التي رفعها شباب للتنديد بالعدوان الغاشم على سكان غزة العزل، بهدف إيصال الرسالة إلى العالم وحث الهيئات الدولية على وقف هذا المسلسل الدامي.
كانت المسيرات الضخمة التي شهدتها مختلف مناطق الوطن أول أمس الخميس، معبرة بصدق عن مشاعر الشعب الجزائري الذي خرج بمختلف تركيباته السياسية، وفئاته العمرية من أطفال وكهول وشيوخ ونساء إلى الطرقات رافعين شعارات منددة بما يتعرض له سكان غزة من تقتيل ليل نهار، دون أن يحرك العالم ساكنا لوقف الظلم والعدوان عن شعب أبى رفض أن يبيع أرضه ووطنه.
وكانت اللافتات المكتوبة باللغة الإنجليزية التي رفعها شباب غادروا مقاعد الجامعات والثانويات وحتى المتوسطات للتضامن مع إخوانهم الفلسطينيين حاضرة بقوة في المسيرات السلمية التي عكست مستوى الوعي الذي يتحلى به الشعب الجزائري، سيما إذا تعلق الأمر بقضية عادلة وحق شعب أبي في تقرير مصيره.
وتضمنت اللافتات المدونة بالإنجليزية عبارات قوية، انتقاها المتظاهرون بعناية وحرص شديدين لإيصال معاناة والألم الذي يعيشه سكان غزة ليل نهار إلى دول العالم، لدحض ما تنشره وسائل إعلامية في الخارج من أكاذيب وتزييف للحقائق، ومن بين تلك الشعارات «إلقاء القنابل على الأطفال ليس دفاعا ذاتيا»، و»أنقذوا فلسطين» و»الجزائر واقفة مع فلسطين»، و»من البحر إلى المحيط الحرية لفلسطين».
كما صدحت حناجر متظاهرات ومتظاهرين بعبارات قوية بالإنجليزية، تم تناقلها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، لما تضمنته من رسائل بليغة عكست المواقف الثابتة للشعب الجزائري اتجاه القضايا العادلة، وحق الشعب في تقرير مصيرها.
ولم يكن الحضور اللافت للشعارات باللغة الإنجليزية أمرا اعتباطيات في المسيرات الكبيرة التي عاشتها مختلف المدن والأحياء والشوارع، بل سبقتها حملة تحسيسية واسعة قادها شباب واعون عبر منصات الاجتماعي، للتنبيه بضرورة استعمال الإنجليزية بصفتها لغة عالمية لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، لا سيما سكان غزة.
وتم تداول الرسائل بين رواد المتواصل الاجتماعي بشأن سبل إنجاح المسيرات المساندة للشعب الفلسطيني بسرعة فائقة، ووصل مغزاها إلى الشباب الذي حضرا بقوة أول أمس في كافة الولايات، حاملا الراية الفلسطينية ولافتات منددة بالعدوان الغاشم على العزل من أطفال ونساء وشيوخ، وهدم للمنازل والمرافق العامة والمستشفيات.
كما عكست مظاهرات يوم الخميس الوعي الكبير لفئة الشباب خاصة، بإمكانية استغلال الجانب الإيجابي لمنصات التواصل الاجتماعي في نشر الوعي والتجنيد والتعبئة، والدفاع عن القضايا العادلة، وإيصال أنين سكان غزة العزل إلى حكومات ودول العالم، وتحريك الضمير العالمي لوقف عمليات التقتيل الممنهجة التي يتعرض لها سكان عزة.
واللافت أيضا في المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية، خروج مسنين من شيوخ وعجائز ممن عاشوا ويلات الحرب التحريرية وناضلوا من أجل الاستقلال إلى الشوارع رافعين الراية الفلسطينية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي السافر على غزة، دون أن يمنعهم عامل السن والمرض والعجز من استكمال مسيرة الكفاح والنضال لنصرة القضايا العادلة، وكأنهم يقولون إن الفرحة باستقلال الجزائر لن تكتمل إلا بعودة الحرية والسيادة لفلسطين.
كما كانت المشاركة المميزة لتلاميذ المدارس من ابتدائيات ومتوسطات وثانويات و معاهد التكوين المهني علامة فارقة في مسيرات يوم الخميس، بعد أن غادر عديد التلاميذ والطلاب الأقسام وهم يرتدون المآزر ويحملون المحافظ، للحاق بالطوفان البشري الذي غزى الطرقات متوجها إلى الفضاءات والساحات العامة بمراكز المدن، تعبيرا عن سخط الشعب الجزائري عما يعيشه سكان غزة من أهوال وتقتيل وتنكيل وقطع لسبل العيش من ماء وغاز وكهرباء.
وحمل أطفال المدارس أيضا شعارات معبرة بقوة عن رفضهم التام للعدوان على الفلسطينيين، وتقتيل للأطفال في غزة، وساروا بدورهم على طول الشوارع والطرقات في مسيرات الغضب والتنديد بالظلم والإجحاف والصمت الدولي في حق ما يعيشه سكان غزة.
وتميزت المسيرات الحاشدة عبر كافة الولايات بالتنظيم المحكم والمشاركة البارزة للقوى السياسية، ومختلف شرائح المجتمع، بانسجام المواقف والآراء وإجماع على ضرورة رفع الغبن والظلم عن سكان غزة، والسيادة والحرية لفلسطين، ليتفرق الجموع على أمل أن تصبح فلسطين على غد أفضل، بما يحلمه من بشائر الخير للشعب الفلسطيني. لطيفة بلحاج