أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عمار تكجوت، أمس، استعداد التنظيم للتحاور والتشاور مع التنظيمات السياسية والنقابية حول مختلف القضايا التي المصلحة العليا البلاد، والتي تساهم في تعزيز اللحمة الوطنية، داعيا إلى ضرورة تغيير الذهنيات والتحلي بثقافة السماع إلى الآخر، بدل التشبث بالمواقف والآراء.
وأفاد المتدخل في تصريح خص به «النصر» عشية إحياء الذكرى 27 لاغتيال الأمين العام السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد الحق حمودة المصادفة ليوم 28 جانفي، بأن النقابة حريصة على استغلال مختلف المناسبات للتأكيد على تمسكها بفتح باب الحوار والنقاش مع الشركاء الاجتماعيين والتنظيمات السياسية في إطار خدمة المصلحة العليا للوطن.
وأوضح السيد عمار تكجوت بأن إشراك الأحزاب السياسية في المشاورات التي تهم الصالح العام، لا يعني تدخل المركزية النقابية في القضايا التي تخص الطبقة السياسية أو ضمن مجال صلاحياته ونشاطها، وإنما يهدف ذلك إلى إثراء النقاش حول الملفات التي تعني الشأن العام، وذكر على سبيل المثال إمكانية فتح نقاش حول سبل نصرة القضية الفلسطينية، من خلال إطلاق مبادرة مشتركة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
كما اقترح المصدر فتح مشاورات حول سبل مواجهة التهديدات الخارجية التي تستهدف أمن وسلامة التراب الوطني، قائلا إن الأوضاع المضطربة في بعض دول الجوار قد يكون لها انعكاسا سلبيا على البلاد، وأن التوافق على الحد الأدني من وجهات النظر والمواقف بين الشركاء الاجتماعيين والسياسيين يمكنه أن يساهم في صد المحاولات التي تستهدف بلادنا.
وأبدى الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين الاستعداد لتقديم المقترحات حول بناء أسس سياسية واقتصادية واجتماعية في إطار تبادل الأفكار والتصورات مع الشركاء الاجتماعيين والسياسيين لتحقيق التنمية الشاملة، ومن أجل تعزيز القدرة على السماع إلى الآخر، والخروج بأدنى حد من التوافقات.
كما اقترح المصدر تنسيق العمل حول الملفات التي تهم التنظيمات النقابية بما يخدم مصلحة العمال، في إطار النضال المشترك من أجل تعزيز النصوص التشريعية المتعلقة بحقوق العمال والموظفين، عبر مراجعة بعض المواد التي ما تزال محل جدل ونقاش من طرف مختلف الفئات العمالية.
وأضاف المتدخل بأن جل القضايا المطروحة في الساحة قابلة للنقاش، في حال تحلت الأطراف المعنية بثقافة الحوار والسماع إلى الآخر، معتقدا بأن التنظيمات النقابية فوتت على نفسها الفرصة للتوافق على ما يخدم الصالح العام، بعد أن قضت سنوات عدة في محاولات يائسة لفرض وجهات نظرها وتصوراتها، في حين أنه كان بإمكانها تسوية الملفات التي كانت عالقة، وإثراء المشاريع التي تعني العمال في أجواء من الحوار المفتوح والتشاور فيما بينها.
وأكد الأمين العام للمركزية النقابية الرغبة الملحة للتنظيم لولوج مرحة جديدة قائمة على الأخذ والرد بين الفعاليات الناشطة في الساحتين السياسية والعمالية، من خلال المناظرة الفكرية لتجاوز مختلف الأزمات، وصياغة مقترحات لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوطيد اللحمة بين أبناء الشعب، والتصدي لكل ما من شأنه أن يشكل تهديدا ضد الوطن.
وأضاف المصدر بأن قوة الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية تكمن في تماسكها، وفي عمق المبادرات الفكرية التي تقوم بها، وكان المتدخل أكد في تصريح إعلامي أمس بأن المركزية النقابية مستعدة للعمل مع النقابات والأحزاب السياسية دون عقدة، قائلا إن القاسم المشترك مع الآخرين هو الجزائر.
وأضاف السيد تكجوت في نشاط احتضنته المدرسة العليا للضمان الاجتماعي بالعاصمة، بأن المنافسة قد تقتضي الاختلاف ما بين التنظيمات النقابية حول منهجية العمل، غير أنه في الباطن لا يمكن للنقابات الناشطة في الميدان عدم الاتفاق، طالما أن أسباب النضال والأهداف المتوخاة واحدة.
لطيفة بلحاج