كشف وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، أول أمس، من عنابة، عن تحقيق إقبال و رواج كبيرين، للانخراط في منصة المقاول الذاتي، لسهولة الحصول على البطاقة و في وقت وجيز، دون عراقيل بيروقراطية أو ملف إداري.
وأفاد الوزير لدى إشرافه على افتتاح معرض الجزائر للمقاولاتية والتكوين والاقتصاد الرقمي، المنظم من قبل المؤسسة الناشئة “كالاكتي كوم” بفندق شيراطون بعنابة، بأنه تم إحصاء أكثر من 20 ألف مسجل للاستفادة من بطاقة المقاول الذاتي، وهو ما يعكس حسب المصدر، الاهتمام الذي يوليه الشباب لهذه المبادرة، مؤكدا بأن التوقعات تشير إلى بلوغ نحو 300 ألف مسجل مع نهاية السنة 2024، وذكر بأن الاستقطاب الهام للحصول على بطاقة المقاول الذاتي، جاء بعد نجاح ربطها بمختلف الهيئات والمؤسسات العمومية، فبمجرد التسجيل يتلقى صاحب الطلب، البطاقة عبر مكتب البريد القريب من مقر سكناه.
وأضاف ياسين المهدي، بأن قانون المقاول الذاتي، فتح أفاقا كبيرة للنشاط على المستوى الفردي، للأشخاص الذين لا يملكون مؤسسات و يعجزون عن إبرام صفقات أو الحصول على مشاريع، ومع استحداث صيغة المقاول الذاتي، تم فسح المجال للمبدعين والناشطين على المستوى الفردي، للدخول لسوق العمل خاصة في مجال الخدمات الرقمية على وجه الخصوص، حيث يعد الاقتصاد الرقمي حاليا حسب الوزير، أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، و دفعا لتنمية البلاد.
وأكد الوزير بأن المؤسسات الناشئة في المجال التكنولوجي، أصبحت تستطيع الولوج لمختلف الصفقات، بعد تعديل قانون الصفقات العمومية، بهدف استفادتها من الإنفاق العمومي، وإمكانية التفاوض المباشر بين المؤسسات العمومية والشركات الناشئة أو الشركات الأخرى الناشطة في المجال الرقمي، للدفع أكثر نحو الإنفاق في المجال الرقمي، ولتوجيه أكبر نحو الابتكار .
وطمأن المتحدث كل الفاعلين الناشطين في المجال الرقمي، بأنهم سيجدون في التدابير التحفيزية المتخذة على غرار آلية المقاول الذاتي وكذا الإجراءات المرتقبة لتسهيل الولوج إلى الاقتصاد الرقمي، الفرصة للانضمام إلى شبكة المؤسسات المبتكرة التي ستتحول إلى قاطرة تساهم في تجسيد التحول الرقمي بالبلاد، مذكرا بمختلف آليات الدعم والتحفيز التي تم وضعها في هذا الإطار.
وأكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، بأن السلطات العليا للبلاد تحرص على سن القوانين واتخاذ تدابير عملية محفزة تترجم إرادتها القوية لتشجيع الاقتصاد الرقمي وجعله أحد ركائز الاقتصاد الوطني، الموجه لاحتضان مبادرات الشباب وتمكينهم من الولوج إلى عالم الرقمنة ولتطوير نشاطات تحمل قيمة مضافة”.
ولدى زيارة ياسين المهدي وليد، أجنحة معرض الجزائر للمقاولاتية جرت نقاشات بين الوزير و العارضين بشأن طبيعة نشاطاتهم ومدى تحكمهم في السوق الإلكتروني. وكشف الوزير في ذات السياق بأن سوق الدفع الإلكتروني بالجزائر يحصي حاليا نحو 15 مليون زبون حامل لبطاقة دفع إلكترونية، داعيا الشباب إلى السعي لاستقطاب هذا الرصيد الهام من الزبائن من خلال مبادرات مبتكرة تحفز المواطنين على الاستهلاك و الانخراط في هذا النمط من المعاملات المالية الرقمية.
كما تطرق الوزير في لقائه بالعارضين إلى جوانب تتعلق بطبيعة النشاطات الرقمية التي تم إحصاؤها والمقدر بنحو 1300 نشاط، كما توقف ذات المسؤول بجناح المقاول الذاتي، أين جرت حوارات مع شباب راغبين في التسجيل بالمنصة، حيث رد الوزير بالمناسبة على تساؤلات الشباب المهتمين بمبادرة المقاول الذاتي والتي تعلقت على وجه الخصوص بالإطار القانوني لممارسة نشاط فردي رقمي وكذا الإعفاءات الجبائية في إطار هذا النشاط.
ويشارك في معرض الجزائر للمقاولاتية والتكوين والاقتصاد الرقمي 75 عارضا يمثلون مؤسسات تنشط في مجال الرقمنة ومدارس تكوين وحاضنات مؤسسات، إضافة إلى مؤسسات مالية، و تدوم التظاهرة ثلاثة أيام، كما ستشهد تقديم محاضرات حول مستجدات المقاول الذاتي والتحول الرقمي والتمويل التساهمي وآليات تمويل المؤسسات الناشئة، إضافة إلى الابتكار والخدمات الرقمية.
حسين دريدح