أفاد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد أول أمس الخميس، بأن إعادة النظر في البرامج التربوية للسنتين الأولى والثانية من الطور الابتدائي بلغت مراحل متقدمة جدا، مجددا الالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية، و بعدم المساس بمواد الهوية الوطنية.
قال عبد الحكيم بلعابد وزير التربية الوطنية خلال جلسة الرد على الأسئلة الشفهية بالمجلس الشعبي الوطني، إن مراجعة المنهاج التربوي الخاص بالطور الأول للمستوى الابتدائي، أي السنتين الأولى والثانية ابتدائي بلغت مراحل جد متقدمة، تحسبا للشروع في اعتماد التعديلات الجديدة في الموسم الدراسي المقبل.
وجدد الوزير التذكير بأن تحسين ومراجعة البرامج والمناهج التعليمية لمختلف الأطوار التعليمية يتم في إطار الالتزام بالمرجعية الدينية الوطنية، موضحا بأن التعديلات التي يتم اعتمادها بصفة تدريجية لتشمل كافة المراحل التعليمية، لا تمس بمواد الهوية الوطنية، وهي اللغتان العربية والأمازيغية والتاريخ والتربية الإسلامية.
وأضاف بلعابد بأن المجلس الوطني للبرامج يعكف حاليا على إعادة النظر في البرامج التعليمية ومراجعتها لتواكب المرحلة الجديدة التي يعيشها المجتمع الجزائري، وكذا من أجل تكييف مضمونها مع التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم.
وتقوم عملية مراجعة البرامج والمناهج التعليمية على خارطة طريق سطرتها وزارة التربية الوطنية بناء على قرارات وتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي أسدى توجيهات بضرورة معالجة إشكالية تخفيف وزن المحفظة، وكذا طريقة تقويم الامتحانات.
وأضاف بلعابد في ذات السياق بأن إعادة النظر في البرامج التعليمية يجري وفق آلية مدروسة، تحت إشراف مجموعة من الخبراء في المجال البيداغوجي، وكذا المفتشية العامة للوزارة، إلى جانب المجلس الوطني للبرامج، من أجل الوصول إلى صياغة مقررات دراسية موزونة تراعي استعدادات التلميذ الفكرية، وتضمن له الحصول على التعلمات الأساسية دون حشو أو ضغط.
وكانت جمعيات أولياء التلاميذ دعت في عديد المناسبات إلى ضرورة تخفيف البرامج، بسبب كثافة الدروس سيما بالنسبة للطور الابتدائي، مؤكدة بأن تعدد المواد التعليمية أضحى يشكل ضغطا كبيرا على التلميذ، خاصة في فترة الامتحانات، ناهيك عن ثقل وزن المحفظة بسبب اضطرار التلميذ لحمل عدد من الكراريس والكتب يوميا، مما ترتب عنه من متاعب صحية. ويقدر عدد المواد المقررة في الطور الابتدائي بـ 14 مادة، بعد إدراج اللغة الإنجليزية والتربية الرياضية والتربية المرورية، مما جعل عديد المختصين يطالبون بتقليص حجم المواد التعليمية، مقابل ترك مساحة للطفل للعب وممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية والتثقيفية، مع ضرورة تجهيز المدارس الابتدائية بفضاءات لممارسة هذه الأنشطة.
ويشار إلى أن وزير التربية الوطنية أكد خلال الإعلان عن الشروع في تقليص البرامج، بأن الإجراء يعد استجابة لمطلب بيداغوجي تقدم به الأولياء والمجتمع بأسره، ويتوقع أن تلجأ الوزارة إلى إعفاء تلاميذ المستوى الابتدائي من دراسة بعض المواد، التي ستؤجل إلى مستويات أخرى، والتركيز على تمكين التلميذ من إتقان القراءة والكتابة والحساب.
ويذكر بأن امتحان تقييم المكتسبات الذي اعتمدته الوصاية بدل شهادة التعليم الأساسي الموسم الماضي، مكن القائمين على القطاع، سيما اللجنة الوطنية للبرامج من حصر الصعوبات التي تواجه التلميذ في الطور الابتدائي، مع تحديد النقائص المسجلة بعد خمس سنوات من الدراسة، وهي معطيات شاملة تم اعتمادها في مراجعة البرامج التعليمية للمستوى الابتدائي.
وينتظر أن تكشف وزارة التربية الوطنية خلاصة جهود الأخصائيين والخبراء المكلفين بتعديل المقرر الدراسي للطور الابتدائي، عقب الانتهاء من تنظيم الامتحانات الرسمية والكشف عن النتائج، من أجل تحضير الأسرة التربوية لتبني الإصلاحات الجديدة الرامية إلى ضمان الجودة في التعليم، وتقليص نسبة التسرب المدرسي. لطيفة بلحاج