أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، اعمر تقجوت، أول أمس الخميس بالوادي، على ضرورة تكريس ثقافة الحوار والتواصل داخل المحيط العمالي كعنصر فعال لا يمكن الاستغناء عنه في بناء وتطوير المؤسسة، مذكرا بالدور الفعال للعمال في الثورة التحريرية وبعد الاستقلال في المساهمة في مسيرة البناء.
وقال الأمين العام للمركزية النقابية، خلال تجمع عمالي جهوي حضره الأمناء العامون لمصالحه بولايات الجنوب، أنه كلما قام بزيارة إلى منطقة ما إلا ويفضل التواصل مع العمال والتقرب منهم للتعارف معهم والتعريف بمنصبه كممثل لهم وناطق رسمي لهم حتى تميز هذه الفئة بين من يمثلهم نقابيا وبين مسؤوليهم المباشرين في الإدارة التي يشتغلون لصالحها، والتعريف بهيئته كمنظمة اجتماعية تعنى بالعمال.
وأكد الأمين العام للعمال الجزائريين أن للاتحاد نشيد عمالي خاص بهيئته كان يتردد بين العمال في المناسبات العمالية والتظاهرات من استقلال الجزائر في سنة 1962 إلى أوائل التسعينات والذي بات لا يعرفه إلا قلة قليلة من أعضاء التنظيم بمن فيهم مسؤولون حاليون في المركزية، مذكرا بالفلسفة الخاصة التي يتميز بها اتحاد العمال منذ تأسيسه.
وأضاف تقجوت، أن العمال بتنظيماتهم النقابية هم الركيزة والعمود الفقري للمجتمع الذي تعتمد عليه خاصة وقت المحن، داعيا العمال للانخراط في التنظيمات العمالية وعدم الانسياق وراء من يقزم هذه الهيئة داخل المؤسسة ومشددا في الوقت ذاته على إشراك العنصر الشباني والنسوي في إدارة شؤون التنظيم.
ودعا الأمين العام إلى خلق فضاءات فكرية داخل التنظيم كهيئة اجتماعية تتبادل بداخلها طبقات العمال الأفكار فيما بينها بدل التمسك بالفكرة والرأي الواحد من طرف واحد للمساهمة في إطالة عمر المنظمة وسط المجتمع .
وذكّر ذات المتحدث بالدور الفعال لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1956 إبان الاستعمار الفرنسي والثورة التحريرية الكبرى الذي كان مكملا لدور جيش التحرير الوطني، وبعد الاستقلال ساهم في تنظيم العمال، حيث استطاعت الدولة أن تبني اقتصادها و تنهض به في أقل من 13 سنة و تمكنت من تشييد قاعدة صناعية في مختلف نواحي البلاد، الى جانب المساهمة في تأميم المحروقات و المؤسسات وصولا لدورهم في الثورة الزراعية.
وطالب تقجوت، مسؤولي المؤسسات العمومية بفتح باب الحوار والنقاش مع العمال والاستفادة مما يحملونه من أفكار قد تساهم في نجاح وتقدم المؤسسة، داعيا في الوقت نفسه أرباب العمل بالشركات الخاصة من أجل فتح الباب لعمالها للانخراط في العمل النقابي وفتح باب الحوار معهم وزرع ثقافة المشاركة فيهم.
كما دعا الأمين العام للمركزية النقابية العمال إلى أداء واجبهم في الذهاب بقوة في المواعيد الانتخابية التاريخية لاختيار المترشح الذي يصل لإدارة شؤونهم ويضمن لهم الحقوق، مشيرا إلى دور العامل كعنصر فعال ومهم في المساهمة في العمل الديمقراطي.
وعرج ذات المسؤول إلى ما يصيب طبقة العمال من أمراض نفسية وعصبية وغيرها من أمراض مزمنة جراء ما يمارس ضدها من ضغوط داخل محيطها العمالي عبر تكليفها بمهام أكثر من طاقتها، مشيرا إلى التعويضات عن الأدوية والعطل المرضية التي سببها الأول محيط العامل الذي دائما ما تجعله يأتي للعمل مكرها ويبحث عن أي عذر للتهرب من أداء واجبه المهني.
منصر البشير