دشنت الشركة الطاقوية الأمريكية «إكسون موبيل» عودتها إلى الجزائر بالتوقيع على اتفاقية مع الشركة الوطنية للمحروقات «سوناطراك» بغرض تطوير التعاون بين الطرفين على امتداد سلسلة القيمة في الجزائر بمجال استكشاف وإنتاج المحروقات.
وستسمح الاتفاقية للشركاء بـ«دراسة الفرص المتاحة بهدف تطوير موارد النفط والغاز في كل من حوض أهنات وحوض قورارة، مع التركيز على التميز العملياتي والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة». وجرت مراسم التوقيع بمقر المديرية العامة لسوناطراك بإشراف المدير العام رشيد حشيشي بحضور قيادات الشركة وممثلين عن الشركة الأميركية إكسون موبيل. ووُقِّعَت الاتفاقية من طرف نائب الرئيس المدير العام لسوناطراك المكلف بتطوير الأعمال والتسويق أونوغي فرحات، ونائب الرئيس المكلّف بالاستكشاف والفرص الجديدة لإكسون موبيل جون أرديل.
وعقب التوقيع، قال رشيد حشيشي إن هذه الخطوة بقدوم عملاق ورائد عالمي للطاقة، وهو إكسون موبيل، إلى الجزائر، تعكس الثقة التي تحظى بها سوناطراك والجزائر على الصعيد الدولي، خصوصا في ظل قانون المحروقات الذي اعتمد عام 2019. وقال في هذا الصدد: «سوناطراك سعيدة بتحقيق هذه الخطوة في مجال التعاون مع إكسون موبيل التي تعتبر رائدة في قطاع الطاقة».
ووفقاً لحشيشي، فإن «توقيع الاتفاقية من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة لتطوير القطاع المنجمي الجزائري، فضلا عن أنه يشهد على الإرادة المشتركة للشركتين، بغية الوصول إلى إقامة استغلال مسؤول ومستدام للموارد الطبيعية لبلادنا». وأشار مسؤول سوناطراك إلى أن الاتفاق يسمح بدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد المحروقات في حوض أوهانت بولاية إيليزي الحدودية مع ليبيا (جنوب شرق)، وحقول القورارة بالجنوب الغربي للبلاد.
وفي كلمته التي ألقاها قبل التوقيع على الاتفاق، أشار جون أرديل إلى أن هذه المذكرة ستضع الأسس الصحيحة لشراكة متينة بين الطرفين من أجل استغلال إمكانيات الجزائر في مجال موارد الطاقة غير التقليدية، وهي إشارة واضحة إلى الغاز الصخري. وشدد أرديل على أن عملاق الطاقة الأميركي حريص على نقل ما يملكه من خبرات و تجارب، وأيضا تكنولوجيات حديثة و متطورة، إلى الجزائر، والتي كانت، وفقاً لقوله، من أسباب نجاحه في استغلال الموارد غير التقليدية (النفط والغاز الصخريين) في الولايات المتحدة الأميركية.
ويمثّل توقيع الاتفاقية إعلان عودة عملاقة النفط الأميركية إكسون موبيل إلى قطاع النفط والغاز في الجزائر مرة أخرى، ويأتي توقيع الاتفاقية بعد نحو 4 أشهر من زيارة وفد كبير من إكسون موبيل إلى الجزائر، وإجرائه مباحثات مع المسؤولين، من أجل الدخول في شراكة لتطوير مشروعات النفط والغاز في البلاد.
وقد استقبل وزير الطاقة و المناجم, محمد عرقاب، أمس، وفدا عن الشركة الأمريكية للنفط والغاز «إكسون موبيل» العالمية, بقيادة نائب رئيس الشركة المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة, جون أرديل, وخلال اللقاء, الذي تم بمقر الوزارة, رحب الجانبان «بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه من خلال المشاورات التي توجت بالإمضاء على بروتوكول اتفاق بين سوناطراك وإكسون موبيل يتضمن المبادئ التي يرتكز عليها العمل مستقبلا من خلال دراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد المحروقات في كل من حوضي أهنات وقورارة, بالتركيز على التميز العملياتي والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة وكذا أفضل الممارسات في مجال الاستدامة», يضيف ذات المصدر.
كما تم خلال هذا اللقاء, الذي جرى بحضور الرئيس المدير العام لسوناطراك وإطارات من الوزارة, التأكيد مجددا على «الفرص الهامة للاستثمار والشراكة التي يوفرها قطاع الطاقة بالجزائر, على غرار التنقيب عن المحروقات وتطويرها و استغلالها, وكذا على الإرادة الثنائية القوية لتعزيز هذا التعاون, مع تبادل الخبرات ونقل المعرفة والتكنولوجيات الحديثة وإقامة شراكات متبادلة المنفعة للجانبين».
ع سمير