أكد، أمس، القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، عبد الرحمن حمزاوي، من تيزي وزو، أن الحركة الكشفية الجزائرية أصبحت اليوم مدرسة شبابية رائدة تقدم الكثير لأبنائها، و ليست فقط مدرسة للتعليم وبناء الشخصية المتكاملة، بل مشتلة للنجاح تصنع الناجحين في مختلف العلوم والميادين.
وقال حمزاوي خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة الاحتفال الرسمي باليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية من دار الثقافة مولود معمري تحت شعار «الكشفية في خدمة الوطن»، والمصادف للذكرى 83 لاستشهاد مؤسس الحركة الكشفية بالجزائر القائد محمد بوراس، أن أبناء الكشافة الإسلامية الجزائرية يحملون روح التطوع من أجل المجتمع، من خلال الحملات التحسيسية والتوعوية التي ينظمونها في كل المجالات من أجل الوطن والمجتمع وإعادة الأمل للشباب .
وأشار حمزاوي أن عدد المنخرطين في الحركة الكشفية بالجزائر وصل إلى 300 ألف منخرط وسيرتفع عددهم إلى مليون كشاف في آفاق 2036 ، وسيبلغ مليون ونصف مليون كشاف في الذكرى المئوية لتأسيسها، داعيا الشباب الراغب في إنشاء الأفواج إلى ولوج هذه الحركة لأن المجال مفتوح حتى تكون الكشفية منتشرة عبر كل ربوع الوطن ويستفيد منها الجميع بدون استثناء، مؤكدا أن هذه المدرسة «هي خزان الوطنية و قاطرة للأخذ بيد الشباب نحو مسيرة النجاح». من جهة أخرى، أبرز حمزاوي إتفاقيات الشراكة التي تربط الكشافة الإسلامية الجزائرية مع مختلف القطاعات الوزارية على غرار الثقافة والفنون، والتكوين والتعليم المهنيين، والشباب والرياضة، وغيرها من الوزارات التي فتحت مؤسساتها لأنشطة الكشافة في مختلف المجالات.
وعن اختيار ولاية تيزي وزو من أجل الإحتفال بذكرى تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية، أكد حمزاوي أن هذه المنطقة متشبعة بالحرية و الشرف ولا تقبل أن يمس هذا الوطن أيا كان، فأبناؤها ضحوا جيلا بعد جيل، وشبابها في مقدمة المحافظين على الوحدة الوطنية والتماسك الذي تعرفه الجزائر. و خلال ذات المناسبة، دعا، وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين ميرابي، الشباب للإنخراط بقوة في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية باعتبارها مؤسسة عريقة، تساهم من خلال برامجها المختلفة في تأطير النشء و تلقينهم منذ الصغر، مبادئ حب الوطن و تغرس فيهم قيم الأخوة و واجب احترام الذات والغير، ليشكلوا درعا حصينا لحماية الوطن من كل الأخطار والدسائس التي تحاك ضدَه و يكونون أيضا، من حاملي مشعل الاستمرارية للحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها على كافة الأصعدة.
و أشار ميرابي إلى مساهمة الكشافة الإسلامية الجزائرية في مختلف الأنشطة التي يبادر بها قطاع التكوين والتعليم المهنيين وذلك من خلال المشاركة في الحملات التحسيسية التي تعقب كل دخول تكويني وكذا من خلال الأنشطة التوعوية التي تقوم بها مختلف الأفواج الكشفية على مستوى مختلف مؤسسات القطاع التكوينية والتي تساهم في رفع درجة الوعي لدى الشباب وتُبعدهم بذلك عن بؤر الرذيلة والآفات الاجتماعية المنتشرة في المجتمع مثلما عبر عنه.
من جهته، قال وزير الشباب والرياضة عبد الرحمان حماد، أن الكشافة الإسلامية الجزائرية دوما باقية على عهدِها، ذلك الحصن المنيع، الذي لطالما احتمى به الشعب الجزائري، وحافظ بفضل تضحيات أبنائه على قيَمِه المثلى وهُويَّته وشخصيته.
وأكد عبد الرحمن حماد، أن الكشافة الإسلامية الجزائرية رمز للتربية والتنشئة السليمة، حيث ساهمت في بناء جيل واع و متحمل للمسؤولية، يتسم بالأخلاق الحميدة و الروح الايجابية، فهي مدرسة للقيم النبيلة و المبادئ الإنسانية، و هي تعزز الروح الوطنية و تعلم الشباب الجزائري قيم المواطنة و التضحية من خلال الخدمة للمجتمع و الوطن، مشيرا إلى أن الجهود العظيمة التي تبذلها الحركة الكشفية في خدمة المجتمع والمشاركة الفعالة في العديد من المبادرات الاجتماعية تعكس تفانيها و اهتمامها العميق بتقديم الخير و العطاء، مؤكدا أن المنتمين إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية هم نموذج للشباب الواعي الذي يعمل على بناء مجتمع أفضل و مستقبل مشرق لوطننا الغالي.
بدورها اعتبرت، أمس، وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي، بتيزي زو، أن الكشافة الجزائرية هي مدرسة للنضال والوطنية في المقام الأول، ولكنها أيضا مدرسة ثقافية بامتياز، فما يتعلمه الكشاف منذ انتسابه شبلا إلى غاية ترقيته قائدا من فنون وممارسات تثقيفية وإبداعية قلما يتلقاه غيره من أفراد المجتمع.
وخلال كلمتها التي ألقتها بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية، قالت الوزيرة أنه طيلة سنوات العمل الكشفي يمكن إحصاء عشرات العروض المسرحية والألعاب التثقيفية والعروض والاحتفالات والأناشيد والأغاني التي يشارك فيها المنتسبون ويحضرون لها، وكل هذا يندرج ضمن التربية الثقافية الفنية التي تهيئ لنا فردا عالي الذوق، ومستهلكا رفيعا للثقافة، وفي الوقت ذاته تصله بخصوصيته الهوياتية ومقوماته الوطنية.
وأشارت مولوجي، إلى أنه لا يجب الاكتفاء بالتذكير بالتاريخ النضالي العريق لمدرسة الشهيد محمد بوراس، وبالدور التربوي والتوجيهي الوطني الذي أدته طوال فترة الاستعمار وخلال عقود الاستقلال وبشهدائها الأبرار من أبطال الثورة التحريرية المجيدة، «وعلينا أيضا أن ننتبه اليوم إلى دورها في رصد ما يحيط بشباب وفتيان الأمة من أخطار وكلنا يدرك صعوبة حماية الشباب والفتيان من رسائل تخريب التربية السوية واستدراجهم إلى عوالم الضياع المختلفة، وتشويه قيمهم الوطنية، وهنا يمكننا المراهنة على مدرسة الكشافة الإسلامية الجزائرية التي تضطلع بإعداد رجال وأفراد صالحين منتجين في المجتمع وهو بالضبط ما انتبه إليه السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عندما خص المؤسسة الكشفية بعنايته ورعايته».
سامية إخليف