تعتزم الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك زيادة صادراتها إلى منطقة البلقان، بما يعزز دورها المحوري في ضمان أمن الإمدادات لأوروبا. حيث قامت بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى كرواتيا، على أن يتم نقل جزء من الغاز المسال المعاد تحويله إلى حالته الغازية إلى المجر عبر الشبكة الغازية الكرواتية، كما أبرمت اتفاقية لزيادة كميات الغاز الجزائري المصدر إلى سلوفينيا.
يواصل الغاز الجزائري طريقه إلى كثير من دول أوروبا، وتتجه شركة سوناطراك إلى توسيع أسواقها وأحجام مبيعاتها على هذا الأساس. حيث قامت سوناطراك بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى كرواتيا، وذلك على مستوى المحطة العائمة لإعادة تحويل الغاز إلى حالته الطبيعية، وحسب بيان صادر عن الشركة النفطية، فإن هذه الشحنة، التي تم شحنها انطلاقا من مركب التمييع GL3Z ببطيوة وتم تسليمها عن طريق ناقلة الغاز «الوقارتة»، المملوكة لشركة سوناطراك، هي ثمرة تعاون وثيق مع الأطراف المعنية في كرواتيا منذ بدء تشغيل هذه المحطة في عام 2021 بهدف تهيئة الظروف اللازمة لإنجازها.
وسيتم نقل جزء من الغاز المسال المعاد تحويله إلى حالته الغازية إلى المجر عبر الشبكة الغازية الكرواتية، مما يسمح لسوناطراك، ولأول مرة، بتزويد هذين البلدين بالغاز الطبيعي.
وقالت الشركة إن الصفقة الجديدة تأتي في إطار استراتيجيتها لتنويع صادراتها من الغاز، حيث تعتزم سوناطراك زيادة صادراتها إلى هذه المنطقة، بما يعزز دورها المحوري في ضمان أمن الإمدادات لأوروبا.
وكانت سوناطراك، قد وقعت، الاثنين، بمناسبة زيارة الوزير الأول السلوفيني إلى الجزائر، اتفاقية جديدة في مجال الغاز الطبيعي، ومن شأن مذكرة التفاهم الجديدة الموقعة مع شركة «جيوبلين» السلوفينية، أن تزيد كميات الغاز الجزائري التي ترسلها شركة سوناطراك إلى سلوفينيا عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي يربط الجزائر مع إيطاليا.
وأكدت سوناطراك، أنه بموجب هذه الاتفاقية، فإنها تعزز موقعها في السوق السلوفينية، في ذات الوقت الذي تستجيب فيه للطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية، وقال بأن هذا التعاون لا يعزز حضور الجزائر على الساحة الطاقوية الدولية، فحسب، بل يشهد أيضًا على التزامها بتوسيع مواضيع التعاون الاقتصادي الثنائي إلى مستوى أكثر تقدمًا.
وتتزامن الاتفاقيات الجديدة مع إعلان وزير الطاقة محمد عرقاب، عن عزم الجزائر رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي وبلوغ إنتاج نحو 200 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي خلال السنوات الـ5 المقبلة، بهدف تأمين احتياجات البلاد المتزايدة من الطلب على الطاقة، وتأمين احتياجات عملائها، لا سيما الأوروبيين. وقال الوزير، إن الإستراتيجية الاستثمارية التي وضعتها سوناطراك تستهدف رفع إنتاج الغاز الجزائري، وذلك تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أمر برفع كمية التصدير إلى 100 مليار متر مكعب سنويًا.
وفي تقرير نشرته منظمة الدول العربية المصدرة للبترول «أوابك»، فقد جاءت الجزائر في المرتبة الثالثة كأكبر ممون لأوروبا بالغاز الطبيعي، وقال التقرير إن نحو 80 بالمائة من إجمالي السوق الأوروبية خلال الربع الأول من العام جاء من 3 جهات، وهي أميركا بإجمالي 15.34 مليون طن بما يعادل 51.1 بالمائة، لتحافظ على مكانتها بصفتها أكبر مصدر للغاز المسال إلى أوروبا، ثم روسيا بحصّة 17.4 بالمائة، ثم الجزائر في المرتبة الثالثة بحصّة 10 بالمائة.
ولفت التقرير إلى أن صادرات الدول العربية من الغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري 2024 قد بلغت نحو 28.9 مليون طن، إذ استحوذت على حصة تبلغ 26.9 بالمائة في السوق العالمية. وأشار التقرير إلى استمرار نمو الطلب العالمي على الغاز المسال، مدعوما بنمو الطلب الآسيوي، خاصة في الصين، إذ ارتفع إجمالي الواردات عالميًا خلال الربع الأول إلى 107.9 مليون طن، ليسجل بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا هو الأعلى في
تاريخه. ع سمير
