أكد رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، أمس، من وهران، أن حزبه رشح رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للانتخابات الرئاسية عن قناعة لمواصلة بناء الجزائر الجديدة، وأن قراره السيد لم تسبقه أية مشاورات أو مفاوضات مع أية أطراف سياسية أخرى، وأنه يرتكز على تحمل الأعباء الوطنية في المقدمة على المنافسة الحزبية وتقاسم المواقع والمناصب، منوها بأنه يثق في الشعب للالتفاف حول هذا الخيار الصائب الذي يحتاجه الوطن في هذه المرحلة الحرجة.
وأوضح عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني، أمس، في تجمع شعبي بفندق الميريديان بوهران، أن حزبه لا يغامر ولا يجازف عندما يتعلق الأمر بالدولة ومؤسساتها وبالحفاظ على المكتسبات وأهمها الأمن والاستقرار وكذا عندما يتعلق الأمر بمشروع حماية الأمة التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء، مشيرا أن هناك عدة أهداف سيتم العمل عليها لإنجاح اختيار الحزب ومنها توسيع المشاركة الشعبية من أجل تكريس شرعية المؤسسات، بناء حزام وطني يشكل قاعدة حكم سياسية للمستقبل تتقاسم فيها الأعباء، بناء قوة اقتصادية في المنطقة تستفيد من مكونات البحر الأبيض المتوسط ومكونات افريقيا.
و قال بن قرينة بأن الجزائر الجديدة لابد أن تُبنى على أسُس قوية كي تضطلع بأدوارها المحورية تجاه افريقيا والبحر الأبيض المتوسط في إطار الندية وتبادل المصالح، وفي اتجاه إصلاح المجتمع الدولي الذي أصبح عاجزا أمام حماية القيم الإنسانية التي تأسسَ من أجل حمايتها وحفظ أمنها وسلامتها الدوليين.
وأكد بن قرينة بأن بناء الجزائر الجديدة هو مشروع وطني حقيقي، فهي جزائر جديدة ببرامجها المهيكلة للاقتصاد الوطني و بخطابها الواضح والمسؤول الذي يصون كرامة المواطنين بعيدا عن خطاب التزلف و القطيعة مع ممارسات الماضي، وبمواقفها السيادية، وهي جزائر جديدة لكنها لا تتنكر لثوابتها ولرجالها وأبنائها، كما أن برامجها ترمي إلى نهضة البلاد وليس الاستمرار في سياسات الترقيع أو الارتهان إلى الخارج والاستيراد وتضخيم الفواتير، مضيفا أن الأرقام المسجلة من إنجازات خلال الأربع سنوات الماضية، تبشر بالأدوار الجديدة للجزائر والتي بفضلها بدأ الجزائريون يشعرون بالطمأنينة على مستقبل وطنهم الذي يسير بخطى سديدة نحو النهضة والمزيد من تعزيز الأمن الغذائي والصحي، مبرزا أنه غير مسموح تضييع الفرص في عالم لا يرحم الضعفاء، وأن الجزائر بفضل رئيسها وجيشها ومختلف قِواتها الأمنية ومؤسساتها و أحزابها ونخبها و جمعياتها، استعادتْ برزانة وحكمة، أدوارَها المهمة في صناعة الأفكار على المستوى الإقليمي والعالمي وهذا جيوسياسيا وطاقويا.
وعرج رئيس حركة البناء الوطني في كلمته على الجالية الجزائرية بالخارج، التي قال إن عليها أن تدرك بأن لها دور أساسي لتعزيز ركائز الاقتصاد الوطني، بالحضور المؤثر في العلاقات البينية بين الجزائر و المحيط الأورومتوسطي، وأن مطالبها قد تكفل رئيس الجمهورية بالكثير منها ويبقى المزيد من التكفل مستقبلا، وأنه لا بد لأبناء الجالية أن يدركوا بأنهم قوة استراتيجية هامة للوطن يمكنها أن تساهم بشكل كبير في مستقبل البلاد، معتبرا أن الهجرة وخاصة الهجرة غير الشرعية، هي أداة استعمارية قد تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار مستقبلا.
وفي الشق الدولي، شدد رئيس حركة البناء الوطني، على ضرورة
احترام حقوق الشعوب ورد المظالم الاستعمارية سواء الاستعمار القديم أو الاستعمار الحديث، وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني الذي هو من أقدم وأعرق شعوب المتوسط و لا يزال يئن تحت نير الاحتلال الاستيطاني الذي يريد أن يبيد الإنسان ويغير معالم الحضارة والهوية بمشاريع الطمس والإبادة، منوها بالمقاومة التي قال إنها سائرة على درب التحرر الجزائري الذي أثبت من خلال معركة طوفان الأقصى بأن فلسطين ستظل حاضرة، معربا أيضا بأن القضية الصحراوية ستنتصر وستقيم جمهوريتها على أراضيها.
بن ودان خيرة
