أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين مرابي، أمس الثلاثاء، حرص الجزائر على الاستفادة من التجربة الألمانية الرائدة في مجال التكوين والتعليم المهنيين، لمرافقة المنظومة التكوينية الجزائرية، لتحقيق الريادة والجودة، داعيا إلى تطوير الشراكة والتعاون الثنائي في هذا المجال بين البلدين، كما أكد السعي إلى إنشاء مركز امتياز في العديد من الاختصاصات و الفروع المهنية وفي مختلف المستويات، على غرار ما سيتم إنجازه من خلال مرافقة المؤسسة التكوينية بالرحمانية، لتكون مركز امتياز في مهن الرقمنة و إنتاج المحتويات البيداغوجية الرقمية.
وفي كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الديوان بالوزارة، بوبكر خرف الله، خلال حفل تم تنظيمه بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني الرحمانية، غربي العاصمة، خصص لعرض مخرجات و نتائج برنامج التعاون الجزائري الألماني الذي يُعنى بتحسين قابلية التوظيف لخريجي المؤسسات التكوينية والجامعية بالجزائر المُسّمى ‹›آيدا ‹›، بالاشتراك مع المنظمة الألمانية للتعاون ‹› قيز›› ، استعرض السيد ميرابي، عينات من التعاون المُثمر والثري بين قطاعه و الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
وأبرز الوزير في هذا الصدد أن من بين ثمار هذا التعاون، تنظيم ورشة عمل حول الطاقة الكهروضوئية وتحديد احتياجات سوق الشغل من المهارات في هذا المجال، إلى جانب وضع حيز الخدمة مخبر لإنجاز المحتويات البيداغوجية الرقمية، على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني ببلدية الرحمانية، فضلا عن تحديث منصة رقمية تخص عملية التواصل بين المتكونين والمؤسسات الاقتصادية الوطنية والأجنبية في مختلف التخصصات، فضلا عن تطوير منصة ‹›مهارتي›› للتكوين في مهارات الحياة.
كما أشار وزير التكوين والتعليم المهنيين إلى أن برنامج التعاون الجزائري الألماني يشمل تطوير المناهج التطبيقية وتحديث برامج التعليم والتكوين وتوفير التدريب التطبيقي، بالتعاون مع مختلف المؤسسات المحلية لتعزيز الخبرة العملية للمتربصين والمتعلمين، كما يُعزز فرص التوظيف، من خلال توفير التدريب المهني الملائم، بتنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية لزيادة مهارات الشباب وتحسين قابليتهم للتشغيل والتوظيف.
وفي سياق ذي صلة فإن ذات المشروع يدعم – حسب الوزير - الشراكة بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال للشباب، من خلال توفير التدريب والاستشارات لتطوير مشاريعهم المُصّغرة ويغرس لديهم الثقافة الريادية والبيئية الملائمة لنمو الأعمال، فضلا عن السعي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية والمستدامة من خلال تحسين مهارات اليد العاملة ويُشجع على تطوير الصناعات المحلية وتحسين إنتاجيتها ويُعزز من الممارسات البيئية المسؤولة.
وكهدف أسمى، يسعى هذا المشروع إلى إضفاء تحسينات ملموسة في نظام التعليم والتكوين المهنيين وزيادة فرص العمل للشباب وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة.
تجدر الإشارة إلى أن لقاء أمس، شهد عرض نتائج مشروع التعاون الجزائري الألماني في مجال التكوين المهني، بحضور كافة الشركاء المعنيين من مختلف القطاعات والخبراء التنفيذيين للوكالة الألمانية للتعاون الدولي «جيز»، وممثلة عن السفارة الألمانية، علما أن الشطر الأول من هذا المشروع – حسب السيد ميرابي - يهدف إلى تعزيز الحوار بين القطاعات والشطر الثالث يهدف إلى تحسين العروض لتعزيز المهارات العابرة للقطاعات ذات الصلة بالتوظيف، فيما يعنى الشطر الرابع بتحسين قدرات الجهات المعنية بنظام التكوين المهني على استخدام وسائل الإعلام الرقمية لأغراض تعليمية بما فيها إنتاج المحتويات الرقمية .
كما كان هذا الحدث مناسبة أيضا، لتقديم الأنشطة المرتبطة بالمقاربات الرقمية المقترحة من طرف المشروع والمتمثلة ‘’ منصة رقمية مخصصة للتشاور المتعدد القطاعات في مجالات البناء والأشغال العمومية والهيدروليكية، إلى جانب عرض عبر الأنترنت لأربعة وحدات من المهارات الأفقية للقطاعات (مهارات الحياة) ذات الصلة بالتوظيف على منصة التعليم عبر الانترنت وتحويلها لمركز البيانات بالإدارة المركزية.
كما تم في ذات الإطار تقديم تطبيق « مهاراتي « المُخّصص لتقييم المهارات التي اكتسبها المتكونون في وحدات المهارات الشخصية عبر الأنترنت، إلى جانب افتتاح مخبر إلكتروني تعليمي تجريبي وتثبيته على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بالرحمانية مخصص للتدريب و التكوين على الأساليب التربوية الجديدة، خاصة صناعة و إنتاج المحتويات الرقمية البيداغوجية لفائدة تطوير التعليم عن بعد ‘’ إي – ليرنينغ’’.
ع.أسابع