السبت 29 جوان 2024 الموافق لـ 22 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

في اليوم العــالمي لمكافحة هذه الآفة: الجــزائـر مستهدفـة بحـرب المخـدرات

تدق السلطات العمومية والجمعيات المدنية في الجزائر ناقوس الخطر بسبب التدفق المقلق لكميات كبيرة من المخدرات بمختلف أنواعها نحو البلاد خاصة من الجهة الغربية، وكذا بسبب ارتفاع تعاطي هذه السموم خاصة بين فئة الشباب.
أحيت دول العالم أمس اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 يونيو من كل سنة، والذي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددته بموجب القرار المؤرخ في 7 ديسمبر 1987 الذي جعل من 26 يونيو يوما دوليا لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها.
وفي الجزائر- التي لا تزال لحد اليوم بلد عبور لهذه السموم أكثر منه بلد استهلاك حسب الخبراء- تتزايد بشكل مخيف ومقلق الكميات الكبيرة والضخمة من المخدرات بمختلف أنواعها التي تحجزها مصالح الأمن المختلفة في كل مرة وعبر كافة أرجاء القطر الوطني، كما توضحه بيانات الشرطة والدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي والجمارك في كل مرة.
فلا تكاد تخلو بيانات مصالح الشرطة اليومية تقريبا من معلومات عن حجز كميات من المخدرات وتوقيف متورطين فيها في مختلف ولايات القطر الوطني، ونفس الشيء بالنسبة لمصالح الأمن الأخرى، وفي بعض الأحيان تكون كمية المحجوزات بالقناطير من هذه السموم التي تحاول عصابات مجرمة إدخالها إلى ارض الوطن و توزيعها والترويج لها.
وفي السنوات القليلة الأخيرة زاد بشكل مذهل استهلاك الأقراص المهلوسة، أو المؤثرات العقلية، والترويج لها من طرف شبكات وعصابات منظمة، خاصة من نوع " بريغابالين" ، وعلى سبيل المثال وحسب بيانات مصالح الشرطة قبل خمسة أيام فقط تمكنت شرطة الحدود البرية بالتنسيق مع مفتشية أقسام الجمارك بولاية الطارف من ضبط 4150 كبسولة من المؤثرات العقلية. ومثل هذه البيانات شبه يومية على صفحات مصالح الأمن وهو ما يبين الحجم الذي أخذته هذه الآفة في الانتشار داخل أوساط المجتمع بكل فئاته وبخاصة منه الشباب و حتى الأطفال.
وفي هذا الصدد يقول البروفيسور، محمد خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث أن الجزائر اليوم يمكن اعتبارها بلد استهلاك للمخدرات وليس بلد عبور كما كانت في السابق، ودليله على ذلك الإحصائيات التي قدمها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات سنة 2016 بعدما أجرى دراسة حول استهلالك المخدرات في الجزائر في ذلك الوقت، والتي أثبتت أن 6 من المائة من مجموع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة يتعاطون المخدرات، وهو ما يعني حسب محدثنا حوالي 800 ألف شاب.
ودائما حسب البروفيسور خياطي فإن هذا الرقم بعد ثماني سنوات عن إجراء هذه الدراسة قد ارتفع، وبالنسبة له فإن الإشكالية المطروحة اليوم أن المخدرات لم تعد ظاهرة عابرة بل ظاهرة موجودة وقائمة، لذلك لابد من تضافر الجهود لمحاربتها.
ومحاربتها – يضيف محدثنا- تكون بالدرجة الأولى من طرف المجتمع المدني، لذلك لابد من تقديم كل الدعم للجمعيات المدنية الناشطة في هذا المجال حتى تتمكن من محاربة هذه الآفة.
كما يرى البروفيسور خياطي أيضا أن الحل يكمن في وضع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات تحت وصاية الوزير الأول، حتى يكون عمله أفقيا وعموديا يتقاطع مع مختلف القطاعات المعنية بهذه الإشكالية. وقبل أسبوعين ومن الناحية العسكرية الخامسة حذر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول، السعيد شنقريحة، من المنحى التصاعدي لظاهرة تهريب المهلوسات بكل أنواعها نحو بلادنا، واعتبر ذلك من التهديدات الخطيرة التي تحذق بالجزائر اليوم.
وقال في هذا الصدد" إن من بين أخطر التهديدات التي تواجهها بلادنا اليوم، هي تلك المحاولات الدنيئة لإغراقها بكافة أنواع المخدرات والمهلوسات ن من أجل الإضرار بالصحة الجسدية والنفسية للقوى الحية للأمة المتمثلة في شبابها ومحاولة إحباط معنوياتهم ودفعهم إلى الإدمان والجريمة".
وأضاف المتحدث قائلا" وفي هذا السياق تحديدا أود لفت الانتباه إلى المنحى التصاعدي المريب والخطير الذي ما فتئت تأخذه في الآونة الأخيرة ظاهرة تهريب المهلوسات بكل أنواعها إلى بلادنا، حيث تشير الإحصائيات المسجلة من قبل المصالح الأمنية المختلفة إلى حجز كميات ضخمة جدا من هذه السموم التي يحاول المجرمون وأعداء الوطن إدخالها إلى التراب الوطني".
وتشير إحصائيات وأرقام وبيانات مصالح الأمن إلى أن الجزء الكبير من كميات المخدرات المحجوزة و القسط الأكبر من محاولات إغراق البلاد بالمخدرات يأتي من الجار الغربي، وبالدلائل، حيث يعمل نظام المخزن عبر شبكات الإنتاج والتهريب التي يتحكم فيها على محاولة إغراق الجزائر بهذه السموم التي ينتج جزء منها في بلاده، في محاولة أخرى لضرب أمن واستقرار الجزائر والتأثير على قواها الحية وفي مقدمتها الشباب.
ولا يختلف اثنان اليوم على أن الجزائر مستهدفة بحرب من نوع آخر، هي حرب المخدرات، كما توضحه المعطيات الملموسة وهي حرب لا تستثني أحدا، لذلك فإن مكافحتها تتطلب جهدا جماعيا تنخرط فيها كل فئات المجتمع و قواه، حرب قوامها التحسيس والتوعية، والقمع والضرب بيد من حديد لحماية المجتمع والدولة. إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com