أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، أن مكافحة الجرائم الإلكترونية تعد مسألة حساسة وتشكّل تهديدًا حقيقيًا يمكن أن يؤثّر على أمن وديمومة العمليات في المنشآت الصناعية لسوناطراك، واضعا الإطارات المسيرة في صدارة المعركة للوقاية من هذه المخاطر والتهديدات، ومشددًا على ضرورة إدراك رهانات الأمن السيبراني والمخاطر السيبرانية لحماية البيانات والأنظمة والشبكات.
قال الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي، أن الشركة ملزمة اليوم أكثر من أي وقت مضى نظرا لدورها في الاقتصاد الوطني، وأكد حشيشي، خلال لقاء تناول موضوع "المخاطر والتهديدات السيبرانية"، ضرورة الحرص على تطبيق توجيهات المصالح المتخصصة بالأمن السيبراني.
واعتبر حشيشي أن مكافحة الجرائم السيبرانية التي تستهدف المؤسسات تستدعى اتخاذ كافة التدابير للوقاية من هذا النوع من الجرائم، وشدد ذات المسؤول على أن سوناطراك ملزمة بالنظر لدورها في الاقتصاد الوطني، باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية منشآتها ومستخدميها، وذلك طبقا للتنظيم الساري المفعول، وتطبيقاً للأنظمة المرجعية الوطنية والدولية في هذا الشأن.
وأكد أن الأمن السيبراني لا يقتصر على تأمين بيئة تكنولوجيا المعلومات التي تدير البيانات والتطبيقات، بل يمتد بشكل خاص إلى تأمين بيئة التكنولوجيا العملياتية، التي تتحكم في العمليات والتجهيزات والمنشآت الصناعية، أي رأس المال الحقيقي والحيوي للبلاد.
وفي ذات الصدد، أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك، على ضرورة العمل من أجل تحسين فعالية الاستراتيجية المتبعة في مكافحة الجرائم السيبرانية، موضحا أنه بات من الضروري، الحرص على التطبيق الصارم للتوجيهات المتعلقة بالأمن السيبراني في المنشآت الصناعية، لا سيما منها تلك التعليمات الصادرة عن المصالح الداخلية المتخصصة، وتلك التي ترد من السلطات العليا للبلاد عبر وكالة أمن أنظمة المعلومات، مع الحرص كذلك على إعطاء الأهمية اللازمة للأمن السيبراني وتخصيص الميزانيات الضرورية لذلك.
و قال حشيشي إن الأمن السيبراني هو مسؤولية جماعية، ومن ثمة فمن الضروري أن نحافظ جميعاً على مستوى عال من اليقظة إزاء المخاطر السيبرانية ذات الآثار الوخيمة والمدمرة والتي يمكن أن تضر بسمعة المجمع. وحث حشيشي على ضرورة السهر على تطبيق مجمل السياسات والتوجيهات والتعليمات المتعلقة بالأمن السيبراني والعمل على تقييمها باستمرار.
وأضاف قائلا " ينبغي أن تعلموا بأننا كلنا كمسيرين نشكّل هدفاً مميزاً للمهاجمين، بالنظر لحساسية البيانات والملفات التي تعالجها. إن بياناتنا الشخصية يجب أن تكون كذلك محاطة باستمرار بيقظة خاصة"، و قال إن نقرة واحدة غير مقصودة يمكن أن تُعرّض أمن مؤسستنا كلها للخطر.
وقد تناول الحاضرون خلال اللقاء التهديدات والهجمات الإلكترونية التي قد تعطّل الأنظمة التكنولوجية للمؤسسات وتعرقل خدماتها المعلوماتية. تشمل هذه التهديدات، التي تؤثر بشكل كبير على استقرار وأمن المؤسسات في عصر التحول الرقمي، واختراقات البيانات، الاحتيال الإلكتروني، التجسس الإلكتروني وكذا تخريب المنشآت الحيوية عن طريق البرمجيات الخبيثة.
ناقش المتدخلون خلال اللقاء عدة محاور لمواجهة المخاطر السيبرانية، وأكدوا على الحاجة إلى إرساء تعاون بين جميع الأطراف المعنية، كما شددوا على أهمية تعزيز التنسيق مع الهيئات الحكومية ذات الصلة من أجل تبادل المعلومات والخبرات.
تجدر الإشارة إلى أن سوناطراك تعتمد إستراتيجية شاملة بخصوص إدارة مخاطر الأمن السيبراني، تستند إلى تنفيذ سياسات وقائية تعتمد على أحدث التكنولوجيات واتخاذ إجراءات صارمة لحماية البيانات والأنظمة الحيوية، كما تركّز على نشر وتعزيز الوعي الأمني بين الموظفين، بالنظر لِكوْن العنصر البشري يُعدّ الحلقة الأضعف والأكثر استهدافا في هذا المجال.
وفي هذا السياق، يتم تدريب المستخدمين على أساسيات الأمن السيبراني لتجنّب الأخطاء الشائعة مثل النقر على روابط غير معروفة أو الولوج إلى حسابات الشركة عبر شبكات غير آمنة.
وأكد المجمع النفطي، أنه يتبنى نهجًا استباقيًا في هذا الشأن من خلال تحديث البرمجيات بانتظام لسد الثغرات الأمنية المعروفة. كما تستثمر، تماشيًا مع تطلعاتها في إدارة التحول الرقمي، في بناء بنية تحتية رقمية تتوافق مع المعايير الدولية، وتعتمد على تقنيات أمنية حديثة لأنظمة الكشف عن الاختراقات، وعلى أدوات إدارة أمن أنظمة المعلومات، وذلك من أجل ضمان بيئة رقمية آمنة ومستدامة، كما تؤكد سوناطراك التزامها بحماية مصالحها الرقمية وتعزيز الأمن السيبراني، بما يضمن استمرارية أعمالها في ظل التحديات الرقمية المتزايدة.
ع سمير
