الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

خبراء في الاقتصاد يؤكدون على أهمية ترشيد الاستهلاك: الجزائـر تتصـدّر الـدول الأكـثر إنتـاجا للكهربـاء وبأقـل التكاليـف


دعا خبراء في الاقتصاد إلى ضرورة الحرص على ترشيد استهلاك الطاقة، سيما الكهرباء خلال فترة الحر، حفاظا على المكاسب المحققة في مجال إنتاج الطاقة الذي جعل من الجزائر في ريادة البلدان التي تضمن التموين الدائم والمنتظم بالطاقة لمواطنيها بأقل التكاليف ودون انقطاعات.
وأكد المختص في الاقتصاد عبد القادر بريش في تصريح «للنصر» بأن الجزائر تعد من الدول التي تنتج الكهرباء بأقل تكاليف مقارنة ببلدان عديدة، بفضل اعتمادها على الغاز في توليد هذه الطاقة التي يقوم عليها الاقتصاد، موضحا بأن هذا الامتياز لا يعني إهدار الطاقة واستهلاكها بطرق غير عقلانية، سيما في ظل حياة الرفاه التي أضحى يعيش في ظلها المجتمع الجزائري بفضل الاستعمال المكثف للأجهزة الكهرمنزلية، سيما أجهزة التبريد و التسخين التي تعتمد على الكهرباء.
وأشار المتدخل إلى ارتفاع مستوى استهلاك الطاقة الكهربائية في السنوات الأخيرة في بلادنا، سيما في فترة الصيف، فقد سجلت شركة سونلغاز السنة الماضية ثلاث ذروات في استهلاك الكهرباء، كما أعلنت مؤخرا عن بلوغ أول ذروة خلال الصائفة الحالية بتاريخ 14 جويلية الجاري، بعد أن فاق استهلاك الكهرباء 18 ألف ميغاواط.
ضرورة إرساء استراتيجية جديدة لترشيد استهلاك الكهرباء
وأضاف المتدخل بأن زيادة الطلب على الطاقة نتيجة تغير نمط الحياة، أضحى يتطلب الاتجاه أكثر نحو ترشيد الاستهلاك، مع التفكير في إرساء استراتيجية جديدة لتحقيق هذه الأهداف، سيما فيما يخص تركيب الأجهزة الكهربائية والاعتماد على الأصناف المقتصدة للطاقة، من أجل التحكم في تكاليف إنتاج الكهرباء والحفاظ على شبكة التوزيع.
ويرى الأستاذ عبد القادر بريش بأن التغيرات المناخية التي تعرفها بلادنا على غرار باقي الدول، أصبح يفرض على الجميع التحلي بسلوك استهلاكي جديد للتكيف مع الوضع، وتفادي هدر مواد الطاقة سواء تعلق بالكهرباء أو المياه، إلى جانب ضرورة التفكير في إيجاد حلول لمواجهة أثار التحولات المناخية.
وأشار المتحدث في هذا السياق إلى ضرورة إعادة النظر في طرق وتقنيات البناء سيما بالمناطق الجنوبية، بالاعتماد على مواد مقتصدة للطاقة خاصة في الصيف، وذلك في إطار استراتيجية شاملة ينخرط المواطن في تجسيدها، بعد أن يتم ضبط المراسيم و نصوص القوانين من قبل الجهات المعنية التي تلزم الجميع بترشيد استهلاك الطاقة، وتحدد الطرق والوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة.
وأكد من جهته الخبير في الطاقة الأستاذ لمين طرطار بأن الجزائر تشهد ارتفاعا في استهلاك الكهرباء نتيجة للانعكاسات المناخية، مما أدى إلى الافراط في استعمال أجهزة التبريد، سيما بالهضاب العليا والصحراء، إلى جانب ارتفاع عدد الساكنة، وكذا اتجاه البلاد إلى تجديد الاستثمارات وتوسيعها، خاصة في المجال الفلاحي على مستوى الولايات الجنوبية التي تتطلب استهلاكا كبيرا للكهرباء.
وتفرض هذه المتغيرات الجديدة على الدولة وفق المصدر، إرساء سياسة لتوفير الطاقة وإمداد كافة ربوع الوطن بالكهرباء، معتبرا بأن اتخاذ تدابير لترشد الاستهلاك أصبح أمرا مطلوبا من أجل تقليل نفقات الإنتاج، وأيضا للحفاظ على ميزانية الأسر، عبر تحفيز المواطنين على اقتصاد الطاقة سيما بالمناطق الأقل حرارة، وكذا من قبل المرفق العام، بالموازاة مع حرص الدولة على توفير الطاقة لكل المناطق، لتحقيق التنمية الاقتصادية الاجتماعية المستدامة.
مشاريع كبرى لتوفير الطاقة وتحقيق فائض بأكثر
من 6 آلاف ميغاواط
و أكد الأستاذ في الاقتصاد بجامعة الجزائر عبد القادر مشدال من جهته بأن الطلب الداخلي على الكهرباء هو بالفعل في ارتفاع مستمر، خاصة بالهضاب والصحراء، بدليل الرقم التاريخي المعلن عنه مؤخرا من قبل شركة سونلغاز الذي تجاوز 18 ألف ميغاواط.
وأضاف المتدخل بأن ارتفاع حجم استهلاك الطاقة الكهربائية في الجزائر يقابله إحراز تقدم كبير في القدرات الإنتاجية الوطنية التي تعرف تطورا مستمرا وهي تتعدى حاليا 25 ألف ميغاواط، مشيرا في هذا السياق إلى تدشين محطة جديدة كبرى لإنتاج الكهرباء بولاية مستغانم بطاقة 450 ميغاواط.
ونوّه الأستاذ في الاقتصاد بالجهود القائمة التي مكنت من تحقيق فائض في إنتاج الكهرباء يتعدى 6 آلاف ميغاواط، التي يمكن تحويلها إلى المناطق الصحراوية التي تعاني من عجز في التموين، من خلال مشاريع الربط بشبكة الكهرباء القائمة عبر مختلف أنحاء التراب الوطني، إلى جانب شبكات الربط بدول إفريقية، سيما و أن الجزائر تتجه نحو تأكيد وضعها كدولة مصدرة للكهرباء نحو أوروبا وقريبا إفريقيا.
وتحرص من جهتها المنظمة الوطنية لحماية حقوق المستهلكين على ترسيخ ثقافة استهلاكية لدى المواطنين حفاظا على الطاقة، خاصة في فترة الصيف، وبحسب الناطق باسم المنظمة فادي تميم فإن الوفرة والأسعار المعقولة مقارنة بعديد الدول لا يعني الإفراط في الاستهلاك، لأن ذلك سيؤدي إلى الإضرار بشبكة التوزيع.
ونبه المتحدث المواطنين إلى ضرورة الحفاظ على المكاسب المحققة، التي جعلت الجزائر من الدول التي تنتج الطاقة الكهربائية بما يكفي ويزيد عن الحاجة بتكاليف جد منخفضة، في وقت لجأت عديد الدول إلى التموين التناوبي بالكهرباء بسبب قلة الإنتاج، كما أكد على ضرورة الحرص على استعمال أجهزة التبريد التي تلائم طبيعة المنطقة.
لطيفة بلحاج

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com