أكد خبراء اقتصاديون، أمس، على أهمية القرارات والتعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه، أول أمس، اجتماعا لمجلس الوزراء بخصوص القطاع الفلاحي و متابعة إنجاز محطات تحلية مياه البحر و تنفيذ البرنامج الاستعجالي لتدعيم التزويد بالماء الصالح للشرب ، و أبرزوا في هذا الإطار الاهتمام الكبير بتعزيز الأمن المائي والغذائي ونوّهوا بتحقيق أرقام جد إيجابية في القطاع الفلاحي، و وصفوا هذا التوجه بالواعد.
وأوضح أستاذ العلوم الاقتصادية الدكتور أحمد الحيدوسي، في تصريح للنصر، أمس، أن قرارات وتعليمات السيد رئيس الجمهورية، مهمة.
و في هذا السياق، أكد أن السيد رئيس الجمهورية، يركز في كل مرة على ضرورة الاهتمام بالجانب الفلاحي ، خاصة فيما يتعلق بالزراعات الاستراتيجية الكبرى ومنها زراعة الذرة والتي لا تقل أهمية عن القمح الصلب، مذكرا أن الاكتفاء الذاتي التام أصبح قريب المنال بإنتاجنا لـ 80 بالمائة من القمح الصلب.
وأضاف أن الحكومة، تعوّل على رفع الناتج الإجمالي إلى حدود 400 مليار دولار آفاق 2027 وكذلك رفع معدل النمو و للوصول إلى هذا الهدف، يتم التركيز على قطاعات استراتيجية ومن بينها قطاع الفلاحة.
إنجاز محطات التحلية يعطي أريحية كبيرة في توفير المياه
وأبرز الخبير الاقتصادي، أهمية إنشاء مؤسسات واستثمارات كبرى فيما يخص الزراعات الاستراتيجية، مع استغلال المساحات الواسعة في الجنوب الجزائري والذي يحوز على إمكانيات كبيرة، سواء في مجال المياه أو المساحات الشاسعة القابلة للاستصلاح، إلى جانب ذلك وجود خريجي الجامعات والمهندسين الذين لديهم كفاءة وقدرات على التعلم بالاحتكاك مع الشراكات الأجنبية، على غرار الشراكة مع إيطاليا وقطر وشركات أخرى عالمية في المجال الفلاحي والتي يمكن أن تقدم إضافة للشباب والمهندسين الجزائريين.
من جهة أخرى ، أشار إلى تحقيق قفزة مهمة في مجال المكننة، سواء بالشراكات مع دول أجنبية وإدخال التكنولوجيا، مضيفا أن الاستثمار في المساحات الكبرى في الجزائر يحتاج إلى خصوصية العتاد وقدرات كبيرة.
كما ثمّن تغيير الاستراتيجية المتعلقة بالمزارع النموذجية، إلى استراتيجية ترتكز على المنتوج من خلال التركيز على منتجات وشعب معينة وهو ما يسمح برفع الإنتاج الوطني.
وبالنسبة لإنجاز محطات تحلية مياه البحر، ذكر أنه لا يمكن الحديث عن أي تنمية كانت، سواء اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها، دون الحديث عن توفر المياه، لافتا إلى تركيز الرئيس على ضرورة الإسراع في توفير المياه من محطات تحلية مياه البحر والتي يتم إنجازها ما سيعطي أريحية كبيرة فيما يخص توفير مياه الشرب للساكنة.
التوجّه نحو الفلاحة الصحراوية مكّن من تحقيق أرقام جد إيجابية
ومن جانبه، أبرز أستاذ الاقتصاد بجامعة المسيلة البروفيسور عبد الصمد سعودي في تصريح للنصر، أمس، تركيز السيد رئيس الجمهورية، على القطاع الفلاحي، منذ توليه سدة الحكم وهذا من ناحية التنوع وتحقيق الاكتفاء الذاتي وأيضا بالنسبة للصناعات الغذائية.
كما اعتبر أن التوجه نحو الفلاحة الصحراوية، مكن من تحقيق أرقام جد إيجابية، مضيفا أن الاستمرار في هذه الديناميكية، سيمكن من تحقيق الاكتفاء الذاتي على مدى سنتين أو ثلاث سنوات أو أقل، لافتا في هذا السياق أن شعبة القمح، تبقى فلاحة استراتيجية، مشيرا إلى أهمية المخطط المتعلق بالبذور الزيتية، ما يسمح بتوفير العديد من السلع في مجال الصناعة.
ونوّه بتمكين الشباب من استغلال الأراضي الشاسعة في الصحراء، الأمر الذي يعزز توفير مناصب الشغل، مع زيادة الدخل، في ظل توفر آليات الدعم ووجود الكهرباء والماء، مؤكدا في هذا السياق، على أهمية هذه الاستراتيجية التي ستسمح بزيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وخفض الواردات والتوجه إلى تصدير بعض السلع في المستقبل وزيادة فرص العمل.
و بخصوص إنجاز محطات تحلية مياه البحر وتنفيذ البرنامج الاستعجالي لتدعيم التزويد بالماء الصالح للشرب، ذكر المتحدث، أن الرئيس أولى أهمية كبيرة للجانب المائي، منوها بالاستراتيجية المنتهجة و تحقيق إنجازات كبيرة فيما يخص محطات التحلية.
وأبرز في هذا الإطار، أهمية إنجاز الكفاءات الجزائرية لهذه المحطات بمواد وصناعة محلية لتخفيض التكلفة، مع استحداث مؤسسة كبرى، تتولى الإشراف وتسيير المحطات المنجزة.
وأضاف أن الجزائر أصبح لها باع كبير في تحلية مياه البحر ومن جهة أخرى، نوه بقرارات وأوامر الرئيس والمتعلقة بضرورة العمل، وفق نظرة استباقية بالنسبة لكل المناطق التي تعاني شحا في الموارد المائية، والعمل بالموازاة مع ذلك على ربط السدود وطنيا و كذا منح التراخيص لحفر الآبار، في المناطق التي تعيش نقصا في الموارد المائية.
وأكد المتدخل، أن السيد رئيس الجمهورية، أعطى أهمية كبيرة لتعزيز الأمن المائي والغذائي، مثمنا القرارات العديدة التي تم اتخاذها، مع توفير الدعم قصد زيادة الإنتاج. وللتذكير، أمر السيد رئيس الجمهورية، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، أول أمس، بوضع استراتيجية وطنية على المدى القريب جدا، لبدء تحقيق الاكتفاء الذاتي في ثلاثة محاصيل استراتيجية، هي الذرة والشعير والقمح الصلب، واستعادة زراعة الذرة كأولوية وجعلها تقليدا في الثقافة الزراعية الجزائرية، لخفض ميزانية استيرادها.
وأكد السيد رئيس الجمهورية على «ضرورة الدخول في مرحلة تطوير المنتوجات الفلاحية من خلال المزارع النموذجية، التي أُعيدت هيكلتُها على نحو يجعلها أكثر مردودية، على أن يكون زيت شجرة الأرغان أول منتوج ينبغي إيلاء كل العناية لتطوير إنتاجه، لِمَا تتوفر عليه الجزائر من مؤهلات كبرى لذلك».
وأمر أيضا بتنظيم لقاءات في مجال الفلاحة، لفائدة الشباب وتحسيسهم بالمرافقة الدائمة للدولة لمشاريعهم.
كما جدّد السيد الرئيس تعليماته بضرورة وضع كل التسهيلات، أمام الفلاحين والمهندسين الفلاحيين، لاقتناء المعدات اللازمة على رأسها الجرارات الجديدة والمستعملة، تشجيعا لهم على مضاعفة الجهود.
من جانب آخر و بخصوص متابعة إنجاز محطات تحلية مياه البحر، شدّد السيد رئيس الجمهورية على ضرورة مضاعفة الوتيرة، لإنهاء إنجاز محطات التحلية. كما أمر بضرورة استغلال هذه المشاريع الكبرى قيد الإنجاز لدمج الكفاءات الجزائرية، خاصة الشبانية منها.
وحث على تشجيع المصنّعين المحليين للتجهيزات والعتاد والأجزاء الميكانيكية وقطع الغيار المُكوّنة لمحطات تحلية مياه البحر، والتقدم أكثر في هذا التخصص، تحقيقا للتحكم الواسع في تقنياته وتجهيزاته.
ووجّه السيد رئيس الجمهورية، الحكومة باستحداث مؤسسة كُبرى، تتولى الإشراف وتسيير كل هذه المحطات المنجزة على طول سواحلنا.
مراد - ح