يلتحق اليوم قرابة 12 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة في إطار ترتيبات جديدة اعتمدتها وزارة التربية الوطنية لتحقيق مدرسة الجودة، بتخفيف المنهاج الدراسي وترقية شعبتي الرياضيات وتقني رياضي، وتوسيع الحجم الساعي للأنشطة الفنية والرياضية، وكذا اعتماد اللوحات الرقمية في الابتدائي.
ووضعت وزارة التربية الوطنية « السلامة المرورية» عنوان الدرس الافتتاحي الذي يلقيه اليوم الأساتذة على تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة بغرض تنمية الحس المدني لديهم وتوعيتهم بحجم الخسائر البشرية والمادية المترتبة عن عدم احترام قانون المرور من قبل السائقين وكذا الراجلين، بدليل ما تشهده الطرقات من حوادث أليمة يوميا. وتتميز السنة الدراسية الجديدة 2024/2025 بشروع الوزارة الوصية في تجسيد مخطط تخفيف المنهاج الدراسي للطور الأول ابتدائي، لفائدة تعزيز تدريس المواد الأساسية وكذا حصص التربية الرياضية والفنية، من أجل ترقية الحس الثقافي والفني لدى التلاميذ، وتحسين مستوى أداء المدرسة الجزائرية.
وتم في هذا السياق تقليص الحجم الساعي للدراسة لفائدة أقسام السنة الأولى والثانية ابتدائي إلى 21 ساعة بدل 24 ساعة أسبوعيا، مع تدعيم تدريس الأنشطة الرياضية والفنية والترفيهية وتوفير الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا المسعى، وكذا لتمكين الأساتذة من تنفيذ المقرر الدراسي في أريحية. وتعمل الوصاية أيضا على توسيع توزيع اللوحات الرقمية على المدارس الابتدائية بتزويد 1700 مؤسسة تعليمية بهذه الدعامة التكنولوجية التي تندرج ضمن مسعى تخفيف وزن المحفظة، واعتماد الطرق الحديثة في التدريس، وكذا المضي قدما في برنامج الرقمنة، ليصل العدد الإجمالي للمدارس المستفيدة من العملية إلى 5 آلاف مؤسسة.
ويشار أيضا إلى اعتماد النسخة الثانية من الكتاب المدرسي لصالح تلاميذ الطور الأول ابتدائي، لإعفائهم من حمل الكتاب المدرسي معهم يوميا، إذ يتم الاحتفاظ بالنسخ الإضافية في الأقسام قصد الاستعمال اليومي، وذلك استجابة لانشغالات رفعها الأولياء بسبب ثقل المحفظة. كما تم أيضا توسيع التعليم التحضيري ليشمل عددا هاما من الأطفال الذين يتوفر فيهم شرط السن، باعتماد نظام التداول القائم على توزيع عدد أيام الأسبوع على التلاميذ المعنيين، في إطار تكييف البرنامج الدراسي مع الحجم الساعي الدراسي الجديد الذي تمت مراجعته أيضا في إطار تخفيف المناهج وضمان جودتها.
وباشرت وزارة التربية الوطنية القيام بإجراءات استباقية لتوزيع الكتب المدرسية على المؤسسات التعليمية، قصد تسهيل عملية اقتنائها من طرف التلاميذ، إلى جانب ضمان توزيعها على نقاط البيع المعتمدة، مع الحرص على توزيع المنحة المدرسية على التلاميذ المعوزين، فضلا عن توسيع العمليات التضامنية بالتنسيق مع وزارتي التضامن الوطني والداخلية والجماعات المحلية. وتشهد السنة الدراسية الجديدة استكمال تنصيب اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، باعتمادها في السنة الخامسة ابتدائي، فضلا عن توسيع تدريس اللغة الأمازيغية عبر مختلف المراحل التعليمية، بالموازاة مع العمل على ترقية التعليم التقني والتكنولوجي في الطور الثانوي، بتحفيز التلاميذ على الالتحاق بشعبتي الرياضيات وتقني رياضي، فضلا عن تنظيم المسابقات والمنافسات التي تساهم في إبراز وتنمية قدرات التلاميذ في هذا المجال.
كما سعت الوصاية إلى تحسين ظروف التمدرس باستلام مؤسسات تعليمية جديدة، باستلام 604 مؤسسات جديدة عبر عدة ولايات تحسبا للدخول المدرسي الحالي، فضلا عن تجهيز المطاعم المدرسية بالوسائل اللازمة مع تدعيم شبكة النقل المدرسي بالتنسيق مع الجماعات المحلية لفائدة مناطق الظل، لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة التلاميذ.
ولم تغفل الوصاية الجانب المتعلق بتأطير المؤسسات التعليمية بالعدد الكافي من الأساتذة في شتى المواد، باستغلال منتوج المدارس العليا للأساتذة، مع فتح المجال أمام التوظيف بصيغة التعاقد لتغطية العجز الناجم عن محدودية عدد خريجي قطاع التعليم العالي من الأساتذة المختصين في شتى المواد مقارنة بحاجيات قطاع التربية الوطنية الذي يحصي أزيد من 20 ألف مؤسسة تربوية.
وتم في هذا الإطار إطلاق منصة رقمية للراغبين في الانضمام إلى سلك التعليم بصيغة التعاقد لشغل المناصب الشاغرة في الفترة الممتدة ما بين 5 و10 سبتمبر الجاري، لضمان الانطلاق الفعلي للدروس عبر جميع المؤسسات في الموعد المحدد لأجل استكمال تنفيذ المقرر مع نهاية العام الدراسي، وتفادي التفاوت بين المؤسسات التعليمية في إنهاء البرنامج، سيما بالنسبة لأقسام الامتحانات. لطيفة بلحاج
