أكد رئيس مجلس ثانويات الجزائر زبير روينة أمس بأن قرارات مجالس الأقسام التي تنعقد الثلاثاء المقبل الموافق ل 8 أكتوبر للفصل في التماسات إعادة إدماج التلاميذ الراسبين، من بينهم الذين أخفقوا في امتحان شهادة البكالوريا، ستصب جميعها في سياق قرار رئيس الجمهورية بتلبية أكبر عدد ممكن من طلبات إعادة الإدماج في الحياة الدراسية.
وأفاد رئيس نقابة ثانويات الجزائر بأن إعادة الإدماج ستتم بموجب معايير مضبوطة، أهمها عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة على مستوى كل مؤسسة تعليمية، إلى جانب شرط السن والانضباط داخل القسم، والرغبة الملحة للتلميذ في تحسين أدائه للانتقال إلى المستوى الأعلى، وكذا حيازة شهادة البكالوريا بالنسبة لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي الذين لم يحالفهم الحظ في تحقيق النجاح الموسم الماضي.
وأضاف المتدخل بأن الكثير من الإشكالات كانت يتعرض لها الأولياء بسبب الصعوبات التي كانت تواجههم على مستوى إدارات المؤسسات التعليمية خلال عملية إعادة الإدماج التي تتم مع انطلاق الموسم الدراسي والتحاق التلاميذ بالأقسام، مؤكدا بأن بعض التلاميذ كانوا يحالون إلى الحياة المهنية رغم أنه لم يسبق لهم إعادة السنة منذ الالتحاق بمقاعد الدراسة، بسبب محدودية المقاعد البيداغوجية لأسباب مختلفة.
وأفاد المصدر بأن التعليمات التي أسداها رئيس الجمهورية خلال انعقاد مجلس الوزراء مؤخرا من شأنها أن تعطي دفعا للعملية، وتقضي على العراقيل التي كانت تحول دون السير الجيد لإعادة الإدماج، لاسيما بعد أن بادر وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد بتنصيب لجنة خاصة تسهر على تسيير الملف، ومرافقة إدارات مؤسسات التعليم المتوسط والتعليم الثانوي في تسوية الطلبات التي يتواصل رفعها عبر المنصة الرقمية لنظام المعلومات للوزارة.
ويذكر بأن بيان وزارة التربية الصادر عقب اجتماع مجلس الوزراء، أكد أن إعادة إدماج تلاميذ مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي لإعطائهم فرصة أخرى لإعادة السنة يتم في حدود المقاعد البيداغوجية المتوفرة، ويضيف من جهته الأستاذ زبير روينة بأن عدد التلاميذ الذين سيستفيدون من الإجراء سيكون بتباين وتفاوت من مؤسسة إلى أخرى، بحسب الإمكانات المتوفرة، مؤكدا صعوبة تلبية كافة الرغبات في حال كانت الأقسام مكتظة.
وشدد الناطق باسم مجلس ثانويات الجزائر على ضرورة أن يحرص الأولياء على مرافقة أبنائهم خلال الموسم الدراسي، خاصة طلبة البكالوريا الذين يغادرون الأقسام مبكرا لتلقي الدروس الخصوصية، لأن إعادة إدماج الراسبين تأخذ بعين الاعتبار معيار الالتزام والانضباط، وكذا احترام قواعد التمدرس التي تفرض على التلميذ الحضور اليومي إلى المدرسة إلا في الحالات الطارئة أو الاستثنائية كالمرض مثلا.
ويعد التغيب المستمر عن الأقسام دون مبرر قانوني من أسباب الإقصاء من الحياة المدرسية، ومن العوامل التي كانت تحول دون السماح للراسبين في البكالوريا بإعادة الكرة مرة أخرى لتحقيق النجاح والالتحاق بالجامعة، نظرا لصعوبة تقييم مستوى أداء التلميذ خلال العام الدراسي من قبل مجالس الأقسام بسبب الغيابات المتكررة التي تدوم أحيانا لفصلين كاملين، إذ يكتفي بعض المترشحين بحضور الدروس الخاصة بالفصل الأول، ومن تم التوجه إلى الدروس الخصوصية استعدادا لاجتياز الامتحان الرسمي.
وتقدر نسبة التلاميذ الراسبين في شهادة البكالوريا للدورة السابقة بحوالي 40 بالمائة، وهو عدد ليس بالهين وفق رئيس نقابة مجلس ثانويات الجزائر، لذلك سيتم اعتماد الأولويات في إعادة الإدماج، مع الحرص على منح الفرصة الثانية لأكبر عدد منهم، للالتحاق بمقاعد الدراسة مجددا يوم 10 أكتوبر المقبل، في حين سيتم إقصاء كل تلميذ يتقاعس عن احترام الموعد المحدد من قبل الوزارة، مع حرمانه من تطبيق قرار إعادة الإدماج الذي تتخذه مجالس الأقسام.
ويذكر في هذا الصدد أيضا بأن جمعيات أولياء التلاميذ كانت قد اشتكت من عراقيل واجهت الكثير من الآباء على مستوى إدارات المؤسسات التعليمية خلال إيداع الطعون لإدماج التلاميذ المطرودين المحالين على الحياة المهنية، غير أن القرار المتخذ في مجلس الوزراء سيعمل على إزاحة العقبات لفائدة التلاميذ بغرض الحد من نسبة التسرب المدرسي لاسيما في الطور المتوسط.
لطيفة بلحاج