أنهت مديريات التربية الوطنية عبر مختلف الولايات معالجة التماسات إعادة إدماج التلاميذ المعيدين التي تقدم بها الأولياء، بعقد اجتماعات ماراطونية الأربعاء الماضي لضم أكبر عدد ممكن من التلاميذ المعنيين للقطاع مجددا، واختتمت العملية بتوزيع المقبولة ملفاتهم على المؤسسات التعليمية لاستئناف الدراسة مجددا على أمل تحقيق النجاح.
تمكنت مديريات التربية الوطنية من تسوية الوضعيات العالقة التي تخص تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي من طالبي إعادة الإدماج، تجسيدا للرزنامة التي وضعتها الوزارة الوصية للفصل في التماسات إعادة الإدماج التي تقدم بها الأولياء عبر الأرضية الرقمية للنظام المعلوماتي لذات الهيئة، التي أقرت تدابير إضافية لتمكين أكبر عدد من المعيدين من الالتحاق بالأقسام مجددا والانضمام إلى زملائهم من بينهم المترشحين لنيل شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا.
واستحدثت وزارة التربية الوطنية لجنة خاصة على مستواها لطي ملف إعادة الإدماج بطريقة تؤدي إلى منح الفرصة الثانية لعدد هام من التلاميذ الراسبين تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، بعد أن أتمت المؤسسات التعليمية دراسة الالتماسات على مستوى مجالس الأقسام، التي قررت ضم عدد من التلاميذ المعيدين في حدود المقاعد البيداغوجية المتوفرة لديها بناء على درجة الاستحقاق، وكذا سيرة التلاميذ خلال العام الدراسي المنصرم.
وبادرت من جهتها الوصاية مؤخرا إلى الإعلان عن تدابير إضافية لتمكين المؤسسات التعليمية من تجاوز عقبة محدودية المقاعد البيداغوجية التي حالت دون تمكين فئة من التلاميذ من الاستفادة من قرار إعادة الإدماج، وذلك لأجل منحهم فرصة أخرى لإعادة السنة ضمن الأطر النظامية، لاستدراك ما فاتهم الموسم المنصرم، وأيضا لمعالجة الإشكالات التي أثرت على مستوى النتائج المحققة في الامتحانات الرسمية.
وتم لهذا الغرض تشكيل لجان خاصة بمديرية التربية الوطنية أسندت إليها مهمة دراسة إمكانية إعادة إدماج التلاميذ المعنيين بمؤسسات تعليمية أخرى تتوفر بها مقاعد بيداغوجية، وهو ما تمت معالجته الأسبوع الماضي ضمن اجتماعات ماراطونية لتمكين التلاميذ من طالبي إعادة الإدماج من الالتحاق بزملائهم لتجسيد البرنامج الدراسي استعدادا لاجتياز الفروض والامتحانات الفصلية.
وتم إرسال قرارات إعادة الإدماج إلى المؤسسات التربوية التي وجه إليها التلاميذ المقبولة التماساتهم فور إتمام دراسة الطعون من قبل اللجان المختصة، وسط ارتياح واسع من الأولياء بعد الصعوبات التي كانت تعترضهم في السابق خلال المطالبة بمنح أبنائهم فرصة أخرى لتصحيح المسار الدراسي، ومعالجة الإخفاق بالمثابرة والاجتهاد والعمل الجاد تحت إشراف الأساتذة المدرسين.
وأكد في هذا الصدد الناطق باسم نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة «للنصر» بأن كل الملفات المطروحة تم تسويتها، موضحا بأن قرار إعادة الإدماج مس فئة واسعة من التلاميذ المعيدين، تم توزيعهم على مؤسسات أخرى بدل المؤسسات الأصلية بسبب إشكالية المقاعد البيداغوجية، ولأجل عدم الضغط على التلاميذ والأساتذة، لاسيما بالنسبة لأقسام الامتحانات، موضحا بأن العملية تمت في سلاسة وجاءت ضمن توجيهات رئيس الجمهورية.
وأضاف المصدر بأن التلاميذ الذين أعيد إدماجهم في الأقسام سيجدون المرافقة من قبل الأساتذة لتدارك ما قد يكون قد فاتهم من جزئيات منذ بداية التنفيذ الفعلي للمقرر الدراسي، مؤكدا بأن التأخر المسجل والمقدر بحوالي أسبوعين يمكن معالجته بسهولة.
وحذر المصدر من أن يتعامل الأساتذة مع التلاميذ المعيدين على أنهم على إطلاع كامل بالبرنامج الدراسي، لأن ذلك لن يؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة من إعادة إدماجهم في أقسام عادية، وتوزيعهم على المؤسسات التعليمية، مشددا على ضرورة منحهم نفس الفرصة والاهتمام الموجه لباقي التلاميذ من غير المعيدين.
ويقترح الأستاذ روينة في ذات السياق تعجيل موعد إعادة إدماج الراسبين بجعل العملية تنطلق فور بداية الموسم الدراسي، لتفادي التفاوت بين التلاميذ على مستوى القسم الواحد، بسبب التخلف عن الالتحاق بالمؤسسة التعليمية لبضعة أيام، وذلك إلى حين انعقاد مجالس الأقسام واجتماع اللجان المختصة بمديريات التربية الوطنية لتسوية كافة الوضعيات العالقة.
لطيفة بلحاج
